مهرجان الملكيين الكاثوليك ينبض من جديد في باحة الكاتدرائية في مونتريال
وعادت الحياة الى المهرجانات في كندا ومعها عادت الحناجر تصدح على مسارحها بأعذب الالحان واللقاءات تزان بأجمل الابتسامات.
المهرجان الفني للروم الملكيين الكاثوليك، حلّ على مونتريال هذا العام وبنسخته الجديدة،كحدث استثنائي فضفاض، بعد توقف قسري فرضته جائحة كورونا، فبِبادِرته المسؤولة وبتوجهه لكل الاعمار وكل الاتنيات استطاع ان يجمع في ساحة كنيسة المخلص ما يقارب الخمسة عشرة الف شخص من مختلف الاطياف وعلى مدى ثلاثة ايام متتالية تزامنت مع عيد السيدة المبارك.
فنانون على تعدد مواهبهم وثقافاتهم اجتمعوا للغناء والعزف والتمثيل فمسرحية “ناس من ورق” كانت حاضرة ايضا من خلال مخرجة العمل ماري تريز سلهب لاعلام الناس عن موعد عرضها في شهر تشرين الثاني المقبل، كما المأكولات على تعدد طعماتها ومطابخها ما جعل من الامسيات الثلاث من اروع ما خطط له القيّمون لاسيما وانها جمعت احبة لم يلتقوا منذ مدة طويلة، وأعادت الحنين الى البلد الام الذي لم ولن ينطفئ وهجه في ذكرياتهم.
وأثبتت الجالية العربية من خلال هذا الحفل وغيره من البرامج الفنية المتنوعة قدرتهم الدائمة على التأقلم الكامل في المجتمع الكندي، مضيفة مشاركة مميّزة إلى ديناميكيّة الجماعة. ويساهم الكيبيكيّون من أصول عربية والمهاجرون الجدد ببناء وإغناء مدينة مونتريال، واضعين ثقافتهم وخبراتهم في خدمة كيبيك، الأرض التي استضافتهم، ومؤمّنين بذلك نموذجا متكاملا متعدّد الثقافات، ومستنداً الى الازدهار والانفتاح على الآخر.
“الكلمة نيوز” كانت حاضرة في المهرجان والتقت منسقة البرنامج الفني عضو لجنة المهرجان ريتا اسطفان زغيب التي تحدثت عن التحضيرات التي رافقت هذا الحدث الفني ومما قالته: “بدأنا التنظيم والاعداد، نحن كلجنة منظمة برئاسة الارشمندريت ربيع ابو زغيب، لهذا الحفل مع بداية العام الحالي، وقد حاز البرنامج الفني فيه كل اهتماماتنا التي انصبّت لانجاحه منذ ما يقارب الثلاثة أشهر فكنا كخلية نحل نعمل بلا كلل، وقد استطاع والحمد لله ان يستقطب في الليالي الثلاث لاحيائه ما يقارب الخمسة عشرة الف شخص، لقد حاولنا ان نلبّي كل الاذواق، فالفنانون وعلى تعدد مواهبهم قدموا الغربي والشرقي الجديد والقديم من الاغاني فتفاعل الجمهور الذي وان جاع كانت الاطباق الشرقية والسندويشات كفيلة بارضاء جوعه كما الموسيقى بارضاء ذوقه الفني”.
لنتحدث عن بدايات المهرجان الكاثوليكي ونشوء الفكرة التي ترجمت واقعا سنويا ينتظره الناس اجابت: “بدأت فكرة المهرجان في الاساس مع سيدنا ابراهيم ابراهيم في العام 2008 بهدف جمع اكبر عدد من ابناء الرعية في حدث فني لطيف وها نحن في العام 2022 وعلى مدار كل السنوات السابقة نقوم باحيائه، باستثناء العام الماضي طبعا بسبب جائحة كورونا، وقد تسلّم سيدنا ميلاد الجاويش هذا المشعل وها نحن اليوم نحييه بمشورته ومباركته”.
وأضافت: “شارك في المهرجان هذا العام فنانون وفنانات هم، اندريه ابراهيم، باسم ديب، جورج حدشيتي، روجيه حلو، فراس اسمر، همام فاضل، روني ناشف، انطوني برنوتي، ميراي ذهب، ميراي نهرا، والموهبة الاصغر سنًا كريستا ماريا ابو عقل صاحبة الصوت الملائكي كما شارك الـ DJ غابي عطالله وبيار نازا اضافة الى فرقة الزفة ومقتطفات من مسرحية “ناس من ورق” للرحابنة بتوقيع المخرجة ماري تريز سلهب والتي أعلنت عن عرضها في شهر تشرين الثاني المقبل وهي برعاية كاتدرائية المخلص”.
وعما ميز مهرجان هذا العام عن الاعوام السابقة أجابت زغيب: “صادف موعد المهرجان هذا العام مع حلول عيد السيدة المبارك فكانت الفرحة مضاعفة لا سيما وان الناس باتت متعطشة للسهر والفرح والغناء، كما مع تولّي سيادة مطراننا ميلاد الجاويش وهو عضو أساس باللجنة المشرفة على النشاط الفني شؤون الكاتدرائية والذي سيكمل المشوار الذي رسمه من قبله سيادة المطران ابراهيم ابراهيم، هذا طبعا الى الحماس عند مختلف الاتنيات المشاركة بعيش اجواء بلادهم التي حرموا منها مرتين، مرة بفعل الاغتراب واخرى بسبب الكورونا”.
يذكر ان المهرجان الذي استمر على ثلاثة ايام متتالية قدمت له ريتا اسطفان زغيب والين واكيم وتخلله سحب تومبولا على سيارة نيسان وبطاقة سفر الى الشرق الاوسط و الكثير من الهدايا.
وعلى هامش الحفل التقت “الكلمة نيوز” الفنانة ميراي ذهب التي اعربت عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان الكاثوليكي، ومما قالته: “انا ابنة هذه الكنيسة، نشأت وكبرت على تعاليمها، ولطالما كنت اشارك ووالدي في كورالاتها، وها انا اليوم اضع صوتي ووقتي في مهرجانها الذي يجمع رعايانا على فرح اللقيا، لقد غنيت ما اسعد الناس وادخل الفرح الى قلوبهم”.
اما المخرجة ماري تريز سلهب فتحدثت عن مشاركتها في المهرجان الذي اعتبرته احد اهم اهتماماتها كونه غني بكل ما يقدمه ويتيح للجميع فرصة اظهار مواهبه على المسرح ومشاركتها مع الحضور ومما قالته: “قدمت مقتطفات من مسرحية “ناس من ورق” لتذكير الناس بأهمية هذا العمل الذي سيتم عرضه في شهر تشرين الثاني المقبل، ولندعو الجيل الجديد من خلال هذا التمهيد للتعرف على تراث بلادنا الفني الغني الذي تركه لنا العمالقة عاصي ومنصور الرحباني، انها دعوة مفتوحة اطلقها وعبر موقع “الكلمة نيوز” لحضور هذا العمل الجبار وباداء شباب مغترب لما تزل قلوبهم تنبض بمحبة بلادهم”.
وتوقفت كريستا ماريا ابو عقل عند أهمية هذا المهرجان الذي يجمع الناس على الفرح والاغاني والسهر بعد فترة عصيبة مرّ بها العالم جرّاء جائحة كورونا مشيرة الى انها غنت السيدة فيروز التي تعشق صوتها وقد كبرت على أغانيها ومما قالته: “شاركت اليوم لادخل الفرح الى قلوب من يسمعني، فالحنين الى الوطن تخففه اغان اعتادت الناس سماعها والانسجام مع موسيقاها، لقد كنت سعيدة بما قدمته لا سيما وان الكنيسة هي من يتولى الاشراف على هذا البرنامج الفني الذي وللمناسبة اود ان اشكر كل من تعب واجتهد وسهر لانجاحه كما اود ان اتوجه بالشكر الى سيريل قزي الذي رافقني على البيانو فقدمنا باقة منوعة من الفيروزيات”.