زعماء كندا يناصرون الجلاد كيف علّقوا على مجازر اسرائيل في لبنان وغزة؟
شهدت كندا على مدا الأيام الماضية عدداً كبيراً من التظاهرات الحاشدة في مختلف المدن الكندية للتنديد بالإبادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل” ضد فلسطين ولبنان، كما خرجت مظاهرة مؤيدة للصهاينة أمام البرلمان الكندية.
ما دفع زعماء الحزاب في البلاد إلى إصدار بيانات في ذكرى السابع من أكتوبر أبرزهم رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو الذي حصر تاريخ 7 تشرين الأول/أكتوبر بما قال إنّه هجمات على الكنس والمدارس مدّعياً أنّ الإهانات الصارخة المعادية للسامية أصبحت شائعة(في المظاهرات المؤيدة لفلسطين).
وأنّ المتظاهرين يدافعون عن الإرهابيين وينكرون الأحداث التي زعم أنها مروعة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، علماً أنّ الأحداث التي تكلم عنها ترودو لم تترافق مع أي دلائل من قبل إسرائيل، وبالتالي كانت عبارة عن ادعاءات. بالمقابل نجد في كل يوم دليلا جديداً على حجم المجازر التي ترتكبها إسرائيل والتي تستهدف المدنيين وتخالف فيها كافة القوانين الدولية..
رئيس الحكومة الكندية جاستن ترودو
ويبدي ترودو في بيانه اسهجانه من حجم التأييد للفلسطينيين داعيا إلى وجوب أن يتوقف، مشيراً إلى أن حماس هي من وضعت المنطقة على طريق الحرب والعنف متناسيا أن إسرائيل تمارس هذا العنف يومياً منذ عام 1948.
وأضاف ترودو في بيانه: إنّنا نحزن على مقتل الكنديين وجميع المدنيين الذين استشهدوا في العام التالي، لافتاً إلى إدانته حماس وحزب الله وإيران، التي تؤدي هجماتها غير المسؤولة إلى مزيد من القتلى وعدم الاستقرار، على حدّ تعبيره، مشيرا إلى أنّ عدد القتلى المدنيين منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر مروع وغير مقبول، وأنه يجب على جميع الأطراف الفاعلة احترام القانون الدولي.
ويتابع البيان الصادر عن ترودو “يجب أن تنتهي المعاناة وأن نعود إلى طريق السلام والأمن الدائمين للإسرائيليين والفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من سكان المنطقة. نحن ملتزمون باتخاذ خطوات لا رجعة فيها نحو حل الدولتين الذي سيسمح لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين بالعيش بأمان داخل حدود معترف بها دوليًا.”
وختم ترودو بيانه متوجهاً إلى الشعب اليهودي والإسرائيلي في كندا وحول العالم بالقول، إننا نقف معهم في هذه الذكرى المؤلمة، لن نخفف من جهودنا حتى يعود جميع الأسرى بأمان إلى ديارهم. سنواصل العمل بلا كلل مع حلفائنا حتى يتم وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط. وسندافع دائما عن حق إسرائيل في الوجود، في سلام وأمن.
زعيم الحزب الديمقراطي الجديد
من جهته أيضا زعيم الحزب الديمقراطي الجديد جاغميت سينع أصدر بياناً لم يكن بعيداً في جوهره عن بيان ترودو إلا أنه أدان الجرائم التي ترتكبها حكومة النتن ياهو الإسرائيلية ، حيث قال إنّ السابع من تشرين الأول/أكتوبر يصادف مرور عام واحد منذ الهجمات التي وصفها بالإرهابية المروعة التي شنتها حماس في إسرائيل والتي قتل فيها 1200 شخص، بما في ذلك ثمانية كنديين، من دون أدنى إشارة إلى عدم وجود دليل على صحة هذه الادعاءات الإسرائيلية.
وتابع سينغ في بيانه أنّ حماس احتجزت أكثر من 250 شخصًا، من الإسرائيليين والفلسطينيين واليهود والمسلمين والأجانب والمواطنين المزدوجين. وطبعا لم يأت سينغ على ذكر السجون الإسرائيلية التي تحتجز ألاف الفلسطينيين بظروف لا إنسانية ومن دون توجيه أي اتهامات ضدهم في ظل ما يعرف بالحكم الإداري.
وأضاف سينغ كان هذا اليوم هو الأكثر دموية بالنسبة للشعب اليهودي منذ الهولوكوست. وهذه الذكرى هي تذكير مؤلم بالمعاناة التي تحملتها عائلات لا حصر لها عانت من التأثير المدمر لتلك الهجمات. إن الديمقراطيين الجدد وجميع الكنديين يحزنون مع الجالية اليهودية في كندا ونكرر دعوتنا لإعادة جميع الرهائن.
ووفقا لبيان سينغ فإنه على مدار العام الماضي، واجه اليهود الكنديون ارتفاعًا مثيرًا للقلق وغير مقبول في معاداة السامية، معتبرا أنه لا يوجد مبرر أو منطق للهجمات المروعة التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولا يمكن ولا ينبغي التقليل من أهمية هذا اليوم ــ ليس فقط بالنسبة للمجتمع اليهودي، بل وأيضاً بالنسبة لكل أولئك الذين يدافعون عن قدسية القانون الدولي. ويبدو أن سينغ يتحدث عن ذات القانون الدولي التي تنتهكه إسرائيل يوميا.
ويتابع سينغ بيانه في ذكرى السابع من أكتوبر النسبة للعديد من الكنديين، كان رد فعل حكومة نتنياهو المتطرفة على أحداث السابع من تشرين الأول/أكتوبر بمثابة بداية لهجوم وحشي على شعب غزة، الذي لم يستحق العقاب الجماعي.
إن المجتمعات الفلسطينية والمسلمة والعربية في كندا تشعر بثقل المعاناة الهائلة الناجمة عن الإبادة الجماعية المستمرة التي ترتكبها حكومة نتنياهو المتطرفة والتي قتلت عشرات الآلاف من الأبرياء، بما في ذلك الأطفال. وكما لا يوجد مبرر للهجمات الإرهابية الوحشية التي وقعت في السابع من أكتوبر، فلا يوجد مبرر كذلك للعدد الكبير من الضحايا المدنيين والهجمات العشوائية على شعب غزة.
كما يحزن الديمقراطيون الجدد على هؤلاء الكنديين الذين شهدوا ارتفاعاً مثيراً للقلق في الكراهية ضد الفلسطينيين وكراهية الإسلام على مدى العام الماضي. وبينما نشهد حرباً أخرى في لبنان، فإن آلامهم ــ وآلام العديد من الكنديين ــ قد ازدادت.
إن الديمقراطيين الجدد يقفون متضامنين مع كل الكنديين الذين يتوقون إلى السلام والعدالة لكل الناس. وبينما نحتفل بهذه الذكرى المروعة ونحزن على الخسائر التي حلت بنا والخسائر التي لا تزال تتزايد، فإننا نؤكد على الحاجة إلى إفساح المجال لبعضنا البعض، وإعطاء الأولوية للحوار والتعاطف على الكراهية والعنف.
ودعا الحزب الديمقراطي الجديد في بيانه إلى ضرورة أن تتخذ كندا عدد من الاجراءات الآن وهي العمل على التوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار الفوري؛ ومعاقبة كل من ينتهك القانون الدولي، سواء حماس أو حكومة نتنياهو المتطرفة؛ وفرض حظر على الأسلحة بينما تستمر الفظائع؛ والاعتراف بدولة فلسطين إلى جانب دولة إسرائيل والعمل على إنهاء الاحتلال غير القانوني المستمر منذ عقود للضفة الغربية والقدس الشرقية؛ ودعم جهود المحكمة الدولية لتقديم جميع الجناة إلى العدالة.
زعيم المحافظين ييير بوالييفر
وهاجم بوالييفر ترودو قائلا ” في الوقت نفسه، يواجه اليهود في كندا معاداة سامية بشعة في الشوارع بسبب القيادة ذي الوجهين والضعيفة لرئيس وزرائهم الذي يسترضي الغوغائيين الخارجين عن القانون”. واضاف “مع ذلك فإن إسرائيل والشعب اليهودي مستمرون في الحياة وفي النضال”.
بوالييفر اكد انه ” لم يتراجع المحافظون في كندا ولن يتراجعوا. لن ننحني أمام مبغضي اليهود المتطرفين والمناهضين للصهيونية. لأن شعار “لن يتكرر أبدا” هو الآن، وغدًا، وفي كل يوم بعد ذلك”.
وختم بالقول ” نحن نقف إلى جانب إسرائيل دون تردد . ونتحد مع اليهود لنقول، يحيا شعب اسرائيل”.!