“قرى العمل الذكية” تزدهر في إيطاليا!
تزدهر الآن في إيطاليا ما تسمى بـ”قرى العمل الذكية”، حيث توفر السلطات المحلية الإنترنت عالي السرعة، وتُشيّد “مختبرات” مجهزة للعاملين عن بعد، في محاولة لجذبهم إلى السكن فيها مقابل تسهيلات تُقدم للوافدين.
من بين هذه القرى قرية سانتا فيورا، التي تقع في محمية مونت أمياتا الطبيعية، وفي الوقت الحاضر تراجع عدد سكانها إلى 2500 شخص فقط، لكن عمدة المدينة فيديريكو بالوتشي يعتقد أن التكنولوجيا والعمل عن بعد يمكن أن يُحدثا ثورة في مستقبل بلدته.
سيُمنح العاملون عن بُعد الراغبون في الانتقال إلى المدينة واستئجار منزل هناك حوالي 200 يورو (240 دولاراً)، أو 50% من مبلغ الإيجار الكلي للإقامة طويلة الأجل التي تتراوح بين شهرين وستة أشهر، وفقاً لما ذكرته ذكرته شبكة Cnn الأميركية، الأحد 9 أيار 2021.
تتراوح قيمة الإيجارات في المدينة عادةً بين 300 يورو و500 يورو شهرياً، ما يعني أن أي شخص ينتقل إلى هناك قد لا يدفع أكثر من 100 يورو شهرياً.
لمساعدة الزائرين على العثور على نوعهم المفضل من الإقامة، سواء كان كوخاً حجرياً في مركز المدينة التاريخي، أو فيلا صغيرة في التلال، أطلق مجلس المدينة موقعاً على شبكة الإنترنت (https://www.vivinpaese.it) للإعلان عن الإيجارات وقائمة بالخدمات المفيدة وأرقام سباكين وجلساء أطفال وأطباء وكهربائيين وخدمات توصيل الطعام لمنح الوافدين الجدد الشعور بأنهم في المنزل.
لكن الحصول على الأموال لن يكون بهذه السهولة، إذ يحرص بالوتشي على التأكيد على أن قسيمة الإيجار لا تقدم نصف الإيجار مقابل قضاء عطلة، بل لا بد أن يثبت المستأجرون أنهم سيعملون بالفعل عن بُعد.
كذلك ينبغي أن يشرح العاملون عن بعد بمستند تفصيلي طبيعة العمل، سواء كان هندسة معمارية أو تصميماً، أو كتابة الشعر، أو العمل ،الحر أو دروس الطبخ عبر الإنترنت، أو التوسط في السلام العالمي.
أما المحالون على المعاش فمرحب بهم في المدينة، ولكنهم لن يستفيدوا من القسيمة إلا إذا كانوا لا يزالون يعملون مقاولين مستقلين أو خبراء أو مستشارين عبر الإنترنت.
كذلك فور العثور على مكان الإقامة يتعين تقديم إثبات الإيجار وتفاصيل العقد وعنوانك الجديد. ولا تُسدَّد القسائم الشهرية التي تبلغ قيمتها 200 يورو إلا بعد إرسال إيصالات الإيجار إلى مكتب العمدة.
يحق للمستأجرين بطبيعة الحال تمديد مدة إقامتهم لأكثر من ستة أشهر، على أنه سيكون على نفقتهم الخاصة، حيث يأمل عمدة المدينة أن يقع البعض في حبها ويقيم فيها للأبد.
أما إذا قرروا الاستثمار في قطاع السياحة المحلي فسانتا فيورا على استعداد لمنحهم ما يصل إلى 30 ألف يورو، لفتح غرف استقبال أو إعادة تهيئة مسكن قديم لتحويله إلى فندق أو نزل.
هنالك أيضاً مكان أقرب إلى روما، وهي مدينة رييتي، التي تقدم عرضاً مماثلاً، ولكن لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، ورغم أن تعداد سكان رييتي يبلغ حوالي 50 ألف نسمة وتعد واحدة من أكبر المدن في إقليم لاتسيو فهذا التعداد لا ينمو.
يقول نائب عمدة المدينة دانييل سينيبالدي: “نحن عالقون نوعاً ما. فلا يزال الشباب يفرون إلى روما بحثاً عن عمل، لذلك بدأنا خطة لجذب العاملين عن بُعد لتحويل رييتي إلى مكاتب ذكية وردّ الروح إلى مدينتنا”.
إلا أن العثور على مكان للإقامة في هذه المدينة يُعد أصعب، نظراً لعدم توفر موقع يعرض الأماكن المتاحة.
يقول سينيبالدي واثق من أن العمل عن بعد سيعيد تنشيط مدينة رييتي النائمة، ويضيف: “تتراوح قيمة الإيجارات في المدينة بين 250 يورو و500 يورو. ومقابل 600 يورو يمكنك الحصول على فيلا صغيرة كاملة في الريف الهادئ”.
أشار سينيبالدي إلى أنه يمكن استخدام القسيمة في كامل إقليم رييتي، في قرى سانت إيليا وكيرتشيارا ومنتجع تيرمينيلو للتزلج، لكننا نحب أن يتجه الناس للإقامة في مركز المدينة التاريخي”.