.tie-icon-fire { display:none; }
من القلب

اليوم 4 آب وغدًا يوم جديد

انتصر الموت ومعه انتصر الشر الرابض في عقول متسترين على جريمة بحجم استئصال وطن من خارطة العالم العتيد

انتصر الإهمال ومعه ترفّعت لامبالاة مسؤولين عن إعطاء تبرير واحد لتقصير خطف أرواح ضحايا لا ذنب لها في هذه الحياة، إلّا انتماء هويتها لوطن حريته كانت ولما تزل فوق كل اعتبار.

هيروشيما بيروت، الأرض المحروقة، نياكازاكي وغيرها من الأثواب البالية ارتدتها عروسة المدائن “بيروت” في ليلة لم يحسب لصباحاتها أي حساب.

وعنها ولها ماذا نقول؟

ها نحن اليوم، في ذكرى سنة الإنفجار الأولى، نرفع الصلوات في كل الأمكنة، نردّد التضرعات في كل الزوايا، ها نحن نبحث عن أمل مبتورة رؤياه في وطن حسدتنا عليه كل الامم، وها هم، أشباه الرجال يتقاذفون التهم جزافا علّ نصيب الاتهام المباشر يصيب أحد الابرياء فتكفّ لعنة المحاسبة عن عقول جشعة وبطون شرهة ما عرفت يومًا ما معنى كلمة “أوطان”.

كمثل اليوم، في تمام الساعة السادسة والسبع دقائق، هزّ انفجار مدوّ مدينة بيروت، وصلت اصداؤه المؤلمة الى ذاك المكان البعيد، ضحاياه من كل حدب وصوب، أشلاء لوّنت تاريخ بلادنا بالخزي والعار، جرحى تعالوا على مصابهم رحمة بدموع غوال شربوا المرّ والأمرّ، فالمشهد على فظاعته، لا حياة فيه الا لموت فرحه كان ولا يزال وسع الغابات لا بل وأكثر.

ونستذكر ليس من باب الإستذكار إنما لأننا لم ولن ننسى….

نعم لن ننسى، لا بل تكثر علينا التساؤلات

لماذا في بلادي يكثر الرجال وتغيب عنهم مبادئ الرجولة؟

الداني والقاصي يعرف من هو القاتل، من هو المسؤول عن مجزرة التهمت بوحشيتها كل أمل بالحياة، لكن ما لا نعرفه هو لِمَ لا تُرفع الحصانات ولِمَ كل هذا التستر ؟

لِمَ ولِمَ ؟؟؟ لأن ما ينقصنا هو الجرأة في إعلان الحقيقة، أو ليس في بلادي رجل وجريء ليعترف فيستريح ويريح أرواح موتانا ويخفف آلام الجرحى؟؟

لماذا في بلادي وصمة “الأمهات الثكالى” و “الاباء المفجوعين” والأخوة المصدومين” و…و…”مبارك” لها تصدّر عناوين ومقدمات نشرات الأخبار في مقابل تبجيل “السعادة” و “المعالي” و “حضرة” و…و.. “حلال” عليها رحلات الاستجمام، الزيارات الخاطفة والأجواء العائلية؟؟

نحن كلنا في موكب الموت واحد، أما في موكب الحياة فناس بسمنة وناس بزيت،

نحن كلنا سحر العروس، جو المفتون بالحياة، ايلي الملاك، ملفين المقاومة، نحن كلنا شربل، رامي، ايلي، أحمد، ليال وغيرهم ممن رسموا لبلادنا العزة والإنتصار

أما أنتم يا من تتربّعون على عروش المال والسلطة وكراسي الشهوة والانتقام، فكلكم الى مزبلة التاريخ حيث يتساوى بكم الكره وكل معاني الإجرام، ومهما كبرتم وكبر جشع بطونكم فكل ما تحتاجونه هو ذاك المتر الأرضي بالطول كما بالعرض ومن يبكي عليكم، هذا طبعًا إن وُجِدَ.

اليوم في ذكرى 4 آب، لن أبكي، أمن دموع بعد في مآقينا؟

لن أصرخ، أمن سامع أو مجيب لنداءات واستغاثة أهالينا؟

لكن لن أسكت، أكيد، سأضم صوتي الى قافلة المطالبين بالعدالة والحقيقة، علّ بالاصوات المطالبة ينبلج فجر جديد فنؤسس لوطن “نجا من مات فيه ومات من نجا على أرضه”.

اليوم 4 آب وغدًا يوم جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى