«آيدا» يتلاعب بأسعار النفط… والأنظار على أوبك
ارتفعت أسعار النفط خلال تعاملات أمس الاثنين، بعد تراجعها خلال الجلسة الذي عادت منه من أعلى مستوى في أربعة أسابيع في جلسة شديدة التذبذب، إذ تراجعت قوة الإعصار «آيدا» بعد أن أجبر السلطات على وقف احترازي لإنتاج النفط في الخليج الأميركي، وتحول الانتباه إلى اجتماع لأوبك يُعقد غداً الأربعاء لبحث المزيد من تعزيز الإنتاج.
وبعد 12 ساعة على وصولها إلى البر، تراجعت قوة العاصفة لتصل إلى مستوى إعصار من الدرجة الأولى. وجرى تعليق كامل إنتاج النفط البحري في خليج المكسيك تقريباً، أو ما يعادل 1.74 مليون برميل يومياً، ترقباً لقدوم العاصفة. وارتفع خام برنت 0.3 في المائة إلى 71.89 دولار للبرميل بحلول الساعة 1533 بتوقيت غرينتش، بعد أن بلغ 73.69 دولار خلال الجلسة، وهو أعلى مستوى منذ الثاني من أغسطس (آب). وارتفع الخام الأميركي 0.3 في المائة إلى 68.88 دولار للبرميل، بعد أن لامس مستوى 69.64 دولار وهو أعلى مستوى منذ السادس من آب/ أغسطس.
وقال جيفري هالي كبير محللي السوق لدى أواندا، وفق «رويترز»: «الإعصار آيدا سيحدد اتجاه النفط في الأمد القريب جداً… إذا اعترى الضعف آيدا وبات مساره التدميري أقل من المتوقع، فإن ارتفاع النفط سيفقد زخمه موقتاً هنا».
وبينما انخفض الخام توقعاً لتعافٍ سريع للإمدادات، ارتفع البنزين في الولايات المتحدة قرابة ثلاثة في المائة إذ أضيفت انقطاعات الكهرباء إلى إغلاق المصافي في ساحل الخليج ويدرس المتعاملون احتمال استمرار التعطل لفترة طويلة.
وقال فيفيك دهار محلل السلع الأولية لدى بنك الكومنولث الأسترالي: «ما زال الوقت مبكراً… المنتجات النفطية، مثل البنزين والديزل، من المرجح أن ترتفع أسعارها بوتيرة حادة بسبب توقف عمل المصافي، على الأخص إذا كانت ثمة مصاعب لإعادة المصافي وخطوط الأنابيب للعمل».
وارتفع برنت قرابة 40 في المائة منذ بداية العام الجاري بدعم من تخفيضات للإمدادات تنفذها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاء، المجموعة المعروفة باسم أوبك+، وتعافي بعض الطلب من الانهيار الناجم عن الجائحة في العام الماضي.
وتجتمع أوبك بلس يوم الأربعاء لبحث زيادة مقررة قدرها 400 ألف برميل يومياً لإنتاجها النفطي، فيما سيمثل تخفيفاً آخر لتخفيضات قياسية للإنتاج تنفذها منذ العام الماضي.
ونقلت «رويترز» عن ثلاثة مصادر في أوبكبلس، قولهم إن المجموعة ستبقي على الأرجح على سياستها لإنتاج النفط بدون تغيير حين تجتمع غداً وستواصل زيادة متواضعة مخططة لإنتاجها.
لكن مصادر أوبك بلس قالت إن زيادة أسعار النفط في الآونة الأخيرة مؤقتة، ومدفوعة بشكل أساسي بتعطل الإمدادات في المكسيك والعاصفة القوية التي تضرب ساحل الخليج الأميركي. وقال مصدر: «أسعار النفط الحالية حول 70 دولاراً جيدة. أوبك بلس ستستمر على الأرجح كما هو مخطط بزيادة 400 ألف برميل يومياً». وقال مصدر آخر في أوبك بلس إنه من «المرجح للغاية» أن الزيادة البالغة 400 ألف برميل يومياً ستتم اعتباراً من سبتمبر (أيلول).
وقال وزير النفط الكويتي محمد الفارس يوم الأحد، وفق «رويترز»، إن أوبك+ ستبحث هذا الأسبوع ما إذا كانت ستواصل الزيادة المزمعة أو ستعيد النظر فيها أو توقف الزيادة، مضيفاً أن اقتصادات دول شرق آسيا والصين ما زالت متأثرة بكوفيد – 19، وأنه يجب توخي الحذر. وأبلغ وكالة الأنباء الكويتية (كونا) في وقت لاحق بأن الكويت تدعم أي قرار يتخذه وزراء أوبك+ بتوافق جماعي.