استقالة فريلاند تفتح النقاش حول النسوية في عهد ترودو
في رسالتها التفصيلية، أوضحت فريلاند أن استقالتها لم تكن بسبب قضايا تتعلق بالجنس، لكنها أشارت إلى أنها شعرت بضرورة التنحي لأن رئيس الوزراء فقد ثقته في قدرتها كوزيرة للمالية. وأضافت أنها عارضت سياسات أدت إلى زيادة العجز بشكل يفوق ما وعدت به سابقًا.
تم تعيين دومينيك ليبلانك كبديل لها لاحقًا في اليوم نفسه.
انتقادات من المعارضة
استغل زعيم حزب المحافظين بيير بويليفر الوضع لانتقاد ما وصفه بـ”نفاق” ترودو بشأن النسوية. وقال في مؤتمر صحفي في ميسيساغا، أونتاريو:
“في الأسبوع نفسه الذي انتقد فيه ترودو الأميركيين لعدم انتخاب امرأة كرئيسة، كان يلقي بنائبته تحت الحافلة ليحل محلها برجل. يا له من نسوي!”
من جانبها، طرحت النائبة المحافظة ميشيل ريمبل جارني سؤالاً حول كيف يمكن لأي امرأة في الحزب الليبرالي الدفاع عن ترودو بدلاً من المطالبة بانتخابات جديدة. وأشارت رئيسة وزراء ألبرتا، دانييل سميث، إلى أن ترودو بحاجة لإثبات نفسه كمؤيد حقيقي للنساء.
“لقد حان الوقت لقيادة ذات مصداقية في هذه اللحظة الجادة، وليس النسوية المزيفة لهذا رئيس الوزراء المزيف.”
إرث النسوية في عهد ترودو
تفاخر حكومة ترودو بعدد من السياسات الداعمة للنساء، مثل برنامج رعاية الأطفال بتكلفة 10 دولارات يوميًا وزيادة إجازة الأمومة. كما أصر على أن يكون نوابه ومترشحي الحزب مؤيدين لحق الاختيار (Pro-Choice).
ومع ذلك، تعرضت حكومته لانتقادات بشأن كيفية تعاملها مع النساء في المناصب العليا. فريلاند ليست المرأة الأولى التي تستقيل أو تُدفع إلى المغادرة؛ ففي عام 2019، غادرت النائبتان جين فيلبوت وجودي ويلسون-رايبولد الحزب الليبرالي بعد خلافات مع ترودو.
تصريحات من داخل الحزب
النائبة الليبرالية السابقة سيلينا سيزار-شافانيس، التي استقالت من الحزب في عام 2019 بعد اتهامها ترودو بالتعامل العدائي معها، قالت:
“لا أريد أن أجعل هذا الأمر متعلقًا بالجنس، ولكن يجب الاعتراف… أن عدد النساء اللواتي يتم التضحية بهن في ازدياد.”
وأشارت إلى أن هذا يعكس نمطًا في قيادة ترودو، حيث يتم تهميش النساء اللاتي يواجهنه بشأن قضايا تتعلق بسلطته.
رد ترودو
لم يُعلق ترودو مباشرة على استقالة فريلاند لكنه وصف يوم الاثنين بـ”الصعب” في خطاب ألقاه خلال حدث آخر. وأكدت مصادر أن فريلاند ترودو تبادلا التحية وعناقًا خلال اجتماع للحزب الليبرالي مساء اليوم نفسه.
السياق السياسي
يعتقد محللون سياسيون أن قرار فريلاند كان واضحًا في رسالتها، لكن إدراج قضية النوع الاجتماعي في النقاش يعود إلى جعل ترودو النسوية جزءًا من علامته السياسية منذ أكثر من عقد.