أكد عيسى قراقع، رئيس المكتبة الوطنية الفلسطينية ووزير الأسرى السابق، في تصريح له مؤخراً أن صفقة التبادل المرتقبة بين إسرائيل وحركة حماس، بعد التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ستكون “أكبر عملية إنقاذ جماعية للأسرى والأسيرات منذ عام 1985”. وأضاف قراقع أن هذه الصفقة ستكون “الأكثر نوعية وكمية” إذا لم تعرقلها الحكومة الإسرائيلية، موضحاً أن هذه الخطوة تمثل نقطة تحول هامة في قضية الأسرى الفلسطينيين.
وفي سياق آخر، شدد قراقع على أن التوصل إلى اتفاق لوقف الإبادة الدموية في قطاع غزة ووضع حد لما وصفه بـ”الإبادة الصامتة في سجون ومعسكرات الاحتلال” يعد “إنجازاً وطنياً فلسطينياً”. وأوضح قراقع أن هذا الاتفاق يمثل انتصاراً للحق الفلسطيني في ظل المخططات الصهيونية التي تسعى لمحو الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية من الخريطة، مؤكداً أن هذا التطور يعكس دعم المجتمع الدولي لحقوق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير.
وفي تعليقه على وضع الأسرى الفلسطينيين، أكد قراقع أن الإفراج عن الأسرى الذين يقضون أحكاماً مؤبدة أو من يعانون من أوضاع صحية صعبة، وكذلك الأطفال والنساء والقيادات الفلسطينية، يعد “انتصاراً للدم الفلسطيني” على “السيف الصهيوني”. وأوضح أن السجون الإسرائيلية تحولت إلى “جحيم” و”مقابر” للمعتقلين الفلسطينيين، حيث يتم تنفيذ سياسة القتل والمجازر والإعدامات بحقهم، مشيراً إلى تدمير الحياة الإنسانية والروحية للآلاف من الأسرى في تلك السجون.
ومساء أمس الأربعاء، أعلن رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في مؤتمر صحفي بالدوحة، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى والعودة للهدوء المستدام وصولا لوقف دائم لإطلاق النار بغزة وانسحاب إسرائيلي من قطاع غزة، لافتا إلى أن الاتفاق سيبدأ تنفيذه الأحد المقبل.
وجاء الإعلان عن الاتفاق في اليوم 467 من حرب الإبادة الإسرائيلية على القطاع، التي خلفت بدعم أمريكي أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
