فاتو بنسودا تبحث في الخرطوم تسليم البشير ومساعديه للاهاي
محققة المحكمة الجنائية ستلتقي حمدوك اليوم والبرهان غداً
ينتظر أن تصل محققة المحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا، إلى العاصمة السودانية الخرطوم، في زيارة غير معلنة تستغرق ثلاثة أيام، تجري مشاورات مع المسؤولين السودانيين، تتعلق بتسليم المطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية.
وقالت مصادر تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، إن فاتو بنسودا ينتظر أن تصل إلى البلاد في غضون الساعات المقبلة، وبرفقتها وفد رفيع من المحكمة الجنائية الدولية، لتبحث مع الحكومة الانتقالية تسليم المطلوبين لمحكمتها، وإن وفداً من معاونيها وصل إلى الخرطوم أمس (الجمعة).
وبحسب المصدر، فإن بنسودا ستلتقي اليوم رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، على أن تلتقي رئيس السيادة عبد الفتاح البرهان غداً (الأحد)، إلى جانب عدد من المسؤولين المعنيين، وقادة سياسيين وقادة مجتمع مدني، ولم تعلن المحكمة الزيارة لأسباب ذات طابع أمني.
وتطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليمها كلاً من الرئيس المعزول عمر البشير، ووزير دفاعه وقتها عبد الرحيم محمد حسين، ووزير الدولة بالداخلية في ذلك أحمد محمد هارون، بعد أن أصدرت مذكرات قبض بحقهم منذ عام 2009، فيما استسلم المتهم الرابع علي عبد الرحمن الشهير بـ«علي كوشيب» للمحكمة يونيو (حزيران) الماضي في أفريقيا، وتجري محاكمته حالياً، باتهامات تتعلق بجرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن التصفية العرقية في إقليم دارفور.
ويطالب مواطنو دارفور وحركات مسلحة، بتسليم البشير ورفاقه لمحاكمتهم في محكمة لاهاي، كما نصت اتفاقية السلام الموقعة مع الحركات المسلحة الدارفورية على تسليم المتهمين، بيد أن السلطات السودانية لم تتخذ قراراً واضحاً بشأن تسليم الرجال الثلاثة، وراج في وقت سابق، أن هناك عدة احتمالات للتعامل مع قضيتهم، من بينها محاكمتهم في السودان، أو في بلد ثالث، أو نقلهم إلى لاهاي.
ويقبع الرجال الثلاثة في السجن المركزي «كوبر»، فيما تجري محاكمة البشير وحسين و28 آخرين، على جريمة تقويض النظام الدستوري، والانقلاب على الحكومة الشرعية في يونيو 1989، وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام، فيما ينتظر أن يخضع هارون للمحاكمة على جرائم فساد وجرائم أخرى.
وتشهد دارفور نزاعاً دامياً منذ عام 2003 بين القوات الحكومية بقيادة البشير وميليشيات تابعة لها، راح ضحيتها أكثر من 300 ألف وتشريد أكثر من مليونين بين لاجئ ونازح، وأسفرت عن مأساة إنسانية دفعت الأمم المتحدة لإرسال بعثة حفظ سلام مختلطة مع الاتحاد الأفريقي (يوناميد)، وتعد واحدة من أكبر بعثات الأمم المتحدة في العالم.
المصدر: الشرق الأوسط