“يوم قررت أن أكون طبيباً، عاهدت نفسي أن أسال المريض عن ألمه لا عن ماله”…
قد تكون هذه العبارة هي التعبير الأصدق عن طبيب الفقراء بيار دكاش الذي دخل الحياة السياسية من الباب العريض، ليصبح من رجالات لبنان الكبار الذين لم يبحثوا يوماً عن المال في الرسالة والسياسة أيضاً، حتى بات مدح خصاله موضع إجماع وطني من قبل جميع الأفرقاء، بدليل الكلمات الصادقة التي نطق بها مواطنون من مختلف الميول السياسية.
دكاش كان رجلاً وطنياً بإمتياز لا يخاف المواجهة أو التعبير عن رأيه، الأمر الذي دفعه إلى عدم التردد في رفض إتفاق الطائف بالصيغة التي أقر بها من داخل المملكة العربية السعودية، حيث كان النائب الوحيد، في ذلك الوقت، الذي حضر المؤتمر مع النواب الذين شاركوا وأعلن رفضه الصيغة التي أقر بها، إنطلاقاً من مقولته الشهيرة: “الذي ينتظر كلمة السر من الخارج لا ينفذ إلا إرادة أصحاب الوحي”.
خلال فترة الحرب اللبنانية، لم يترك النائب السابق لبنان، بل إختار البقاء إلى جانب مرضاه، الأمر الذي دفعه إلى الإقامة في مستشفى “سانت تريز” في الحدت، بسبب الخطر الأمني القائم، فمن المعروف عنه أنه عالج ما يزيد عن 30 ألف مواطن من دون مقابل، لكن الأساس يبقى في مواقفه الوطنية التي لم يكن يتردد في التعبير عنها، فهو الرافض لـ”دويلات المصالح الخاصة” ولـ”دولة المزرعة”، المتمسك بـ”دولة لبنان الواحد، دولة العدل والقانون”، والمؤكد على أن “الأوطان لا تبنى بالدم المستعار بل بدم أبناء الوطن الواحد الموحد”.
الكثيرون قد لا يعرفون النفس التغييري الذي كان يحمله دكاش طوال حياته، حيث كان له فلسفة خاصة في المعارضة عنوانها الأساسي أن “المعارضة لا تعني الخلاف مع أهل الحكم والإعتدال لا يعني موالاتهم”، مشدداً على أن “لا يدهشني كيف يموت الإنسان، بل يدهشني كيف يعيش ميتاً”، مع الإشارة إلى وجود نظرة خاصة له للبنان، من خلال التأكيد على أننا “لا نريد بيروت هونغ كونغ بل نريد إستعادة الحرية والسيادة والقرار”.
يوم رحل رجل من الرجالات الكبار الذين سيخلدهم التاريخ، إنسانياً وسياسياً، حيث سيفتقده مرضاه الذين عرفوه إنساناً، قبل مؤيديه الذين عرفوه سياسياً لامعاً في أصعب اللحظات من تاريخ لبنان، بعد أن كان قد اكتشف، من ذهابه إلى المدرسة سيراً على الأقدام، عذاب العمّال وقيمة تعبهم.
بيار دكاش في سطور
مواليد 11 كانون الأول 1928 حدت – بيروت
متزوج من نورما ابنة العميد الركن جوزيف حرب له منها ولدان: ديان و جان بيار
تلقى دروسه في مدرسة القلبين الاقدسين – الحدت وفي مدرسة الضيعة “السنديانة” كنيسة السيدة الحدت وفي مدرسة الشياح للاستاذ ملحم حاتم . ثم انتقل الى الجامعة الاميركية الفرع الانكليزي من الصفوف الابتدائية حتى السنة الاولى في الطب واكمل دروسه الطبية في الجامعة الياسوعية او جامعة القديس يوسف حيث نال شهادة الدكتورا من الدولة الفرنسية .
تخصص في الجراحة العامة
مجاز في الفلسفة القديمة
حائز على الدراسات العليا في الرياضيات وعلم الفلك والبيولوجيا والفيزياء
دكتورا دولة في العلوم الاجتماعية
الخبرة العملية أو الطبية:
رئيس لجنة اطباء مستشفى سانت تريز – الحدت
رئيس قسم الجراحة في مستشفى سانت تريز – الحدت
جراح في مستشفى قلب يسوع ـ مستشفى سانت تريز
الخبرة السياسية:
انتخب نائباً عن دائرة بعبدا المتن الجنوبي في المجلس النيابي اللبناني للمرة الأولى في العام 1972
عضو في اللجان النيابية في التربية والدفاع والصحة والشؤون الاجتماعية
اما في اللجان النيابية عام 1996 : فهو عضو في لجنة الصحة والشؤون الاجتماعية
النشاطات الاجتماعية والخيرية:
ـ رئيس فخري لجمعية رسل قلب يسوع (الرهبنة العلمانية)
ـ رئيس فخري لعائلــة “آل دكـــاش”
ـ رئيس فخري الجمعية الخيرية لحماية الكفيف في لبنان
ـ رئيس فخري في جمعية ” كلنا انسان ”
ـ عضو في “التجمع للجمهورية” المعارض
ـ رئيس جمعية رسالة سلام للاهتمام بالمعاقين
ـ رئيس جمعية الصداقة اللبنانية-اليابانية (JALECA)
ـ رئيس سابق لــ روتاري كلوب – المتن
ـ منســق عام في الاتحاد الدولي للسلام وحقوق الانسان
ـ عضو مناصر لحقوق المرأة في المجلس النسائي اللبناني
ـ رئيس رابطة النواب السابقين
ـ عضو في حركة لبنان الشباب
ـ عضو في نادي بليفرز بعبدا
ـ رئيس مجلس الامناء لجمعية البيئة والتراث
ـ عضو في حركة الولاء للوطن
ـ عضو في جمعية الهوية والسيادة