قداس سلام بمبادرة من “تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط” يوحّد الجاليات في كندا

أقام “تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط”قداسا الهيا في اوتاوا ترأسه رئيس أساقفة اوتاوا سيادة المطران مارسيل دامفوس عاونه راعي ابرشية كندا للسريان الكاثوليك المطران بول انطوان ناصيف واعضاء الإكليروس الكاثوليكي والأرثوذكسي ،وحضره سفير لبنان فادي زيادة ،سفيرة فلسطين منى أبو عمارة ،سفير اسبانيا ألفريدو مارتينيز سيرّانو ،سفير البرازيل كارلوس ألبرتو فرانكو فرانكا ،سفير افريقيا سفير رياض شيخ ،سفير صربيا ديجان راليفيتش ،سفير ايطاليا أليساندرو كاتانيو ، الارشمندريت سمير سركيس من كنيسة الروم الملكيين،أباء اجلاء،رئيس مجلس تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط بيار شماس واعضاء وعدد كبير من المؤمنين .
وفي كلمته رحب شماس بالحضور متحدثا عن اهداف جمعية “تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط” المتمثل بتوحيد المسيحيين المنحدرين من أصول شرق أوسطية للدخول في حوار مشترك والعمل معًا من أجل الخير العام. ومما قاله:”أتوجه إليكم بجزيل الشكر لحضوركم الكبير اليوم، لنصلي معًا كي يمنحنا الله السلام الذي وعدنا به،إذا عملنا بمشيئته،وأحببنا بعضنا البعض،وصلّينا من أجل القريب.
نعتز بإرثنا الروحي والرسالة التي أوكلها إلينا السيد المسيح ورسله قبل أكثر من ألفي عام، ونرغب في مشاركتها مع إخواننا المواطنين في كندا.لنُصلِّ من أجل السلام في العالم أجمع، وخاصة في الشرق الأوسط،في فلسطين، ولبنان، وسوريا، وفي كل مكان ،تُبكي فيه الأرواح البريئة يوميًا قتلى وجرحى من المدنيين.
الكلمة نيوز التقت رئيس تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط بيار شماس الذي تحدث عن نشأة التجمع قائلا :”تأسس تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط (RCMO) قبل أكثر من 21 عامًا، وسُجّل رسميًا في مقاطعة كيبيك عام 2004، بمبادرة من ثلاثة مؤسسين، من أبرزهم الدكتور رؤوف عيّاس، المقيم في مونتريال، إلى جانب زوجته السيدة كلودي عيّاس، الرئيسة الحالية لمؤسسة ” Entraide Bois de Boulogne”.
ينقسم عمل التجمّع إلى ثلاثة مجالات رئيسية:دينية عبر جمع الكنائس المشرقية الرسولية للصلاة المشتركة والتواصل الروحي،ثقافية بتنظيم فعاليات تُعزّز الهوية والانتماء وسياسية من خلال المتابعة والمشاركة في قضايا الجالية.
لا يضم التجمع رعية بحد ذاته، بل يتعاون مع كنائس رسولية من مختلف الطوائف مثل الأرمن، الموارنة، الروم، السريان، الأقباط وغيرهم، لتوحيد الصوت والعمل المشترك.
وعن اعمال التجمع اجاب:”منذ أكثر من 20 عامًا، يعمل تجمّع مسيحيي الشرق الأوسط على تقريب الكنائس المشرقية من بعضها البعض، وتجاوز الانقسامات، لنكون صوتًا واحدًا بإيمان واحد، وصليب واحد، ورسالة مستقبلية واحدة.
نفتخر بجذورنا الرسولية، وبأن كنائسنا تأسست على أيدي الرسل، ونحمل تراثًا مطعّمًا بثقافة الشرق وصمود الأجداد.ورغم التحديات التاريخية، بقينا أوفياء لإيماننا وهويتنا. واليوم، نُقدّم نموذجًا في العيش المشترك والاندماج، ونُظهر كيف يمكن للاختلاف أن يتحوّل إلى وحدة، وكيف يكون إيماننا جسرًا بيننا وبين كل من حولنا.
وأضاف متحدثا عن الرسالة الاهم التي برزت في اللقاء الذي عُقد السبت الماضي في أوتاوا وهي: وحدة المسيحيين هي أساس القوة والشهادة المشتركة.وقد وصف المطران مارسيل دانفوس الحضور بأنهم جسد واحد يتنفس برئتين:
رئة شرقية تمثّلها الكنائس المشرقية، ورئة غربية يمثّلها الفاتيكان.
رسالة اللقاء كانت دعوة للثبات على الإيمان، والعمل معًا بروح واحدة رغم التنوع، لما فيه خير الكنيسة والمجتمع.
وفي الختام توقف شماس عند الخبرات المتميزة في الكنائس الشرقية حول كيفية الحفاظ على الوجود المسيحي حتى في الغرب.”نفخر بأن كنائسنا مكتظة بالمصلين من مختلف الأعمار، صغارًا وكبارًا، وكل كنيسة تقوم بالعديد من النشاطات المتعلقة بها، سواء كانت نشاطات اجتماعية أو دينية، بالإضافة إلى الصلوات والاحتفالات وغيرها.
نحن هنا نقدم نشاطًا مشتركًا، يجمعنا جميعًا مع الكنيسة في كيبيك.لكن، للأسف، هنا في كيبيك، بدأ الناس يتجاهلون، بعد الثورة الهادئة (Révolution tranquille)، الدور الكبير الذي قامت به الكنيسة الكاثوليكية في كيبيك، والتي كانت المسؤولة عن التعليم العام، وشق الطرق، وتأسيس العديد من المؤسسات، كما أطلقت أسماءً على القرى والشوارع والمستشفيات والمدارس.وبما أن الكنيسة قد قامت بدور الدولة هنا في كيبيك، فإننا نحاول تشجيع الكيبيكيين على الاعتزاز بتاريخهم المجيد، وفهم كيف تمكنوا من الحفاظ على وجودهم من خلال الكنيسة.وبالطبع، نحن على أتم الاستعداد لتقديم خبراتنا التي نمتلكها في كنائسنا الشرقية إلى الكنيسة هنا في كيبيك.
وفي ختام كلمته، توجّه السيد بيار شماس بالشكر إلى موقع “الكلمة نيوز”، الذي يدأب على متابعة كل النشاطات الجاليوية، ويواكب الأحداث الثقافية والدينية التي تعكس نبض الجالية وهمومها وتطلعاتها.
وأضاف شماس:“إن الإعلام الملتزم والمهني، كما عهدناه في الكلمة نيوز، يشكّل شريكًا أساسيًا في إنجاح أي مبادرة مجتمعية أو روحية. نثمّن كل جهد إعلامي يُسلّط الضوء على هذه المناسبات التي تجمعنا وتُوحّدنا، ونتطلع دائمًا إلى شراكة مستمرة لما فيه خير الجالية وخدمة رسالتنا المشتركة.”
ويُذكر أن القداس تزامن مع فترة ما بعد الانتخابات الكندية مباشرة، حيث لم تكن الحكومة الجديدة قد أُعلنت رسميًا بعد (أُعلنت بعد ثلاثة أيام فقط من موعد القداس)، ما انعكس على محدودية التمثيل الحكومي في هذه الدورة. ومع ذلك، يبقى الأمل كبيرًا بإعادة تنظيم هذا الحدث الروحي والإنساني في المستقبل ضمن ظروف أنسب، وبمشاركة أوسع من الأطراف السياسية والأكاديمية، ليشكل منبرًا دائمًا للصلاة من أجل السلام في الشرق الأوسط، وتعزيز الحوار بين أبناء الجاليات المختلفة في كندا.