للمرّة الأولى.. مفاجأة انتخابيّة من جنبلاط
بدأت أسهم الترشيحات والتحالفات تتضح بعض الشيء في المختارة، لا بل أن بعضها حُسم لناحية بعض الأسماء والدوائر التي ستترشح فيها. إلا أن قراراً لافتاً اتخذه هذه المرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بخوض الانتخابات النيابية في الشمال وتحديداً في طرابلس.
وقد أكدت معلومات موقع mtv أن جنبلاط قرّر المشاركة في الانتخابات في دائرة طرابلس – الضنية بوجه نسائي، هو عفراء عيد، التي تشغل حالياً منصب وكيل داخلية “التقدمي” في الشمال.
قد يسأل البعض: ماذا يفعل جنبلاط في طرابلس؟ وهل من وجود للاشتراكي شمالاً يخوّله النجاح في الانتخابات؟
رغم انه تاريخياً لم يكن للاشتراكي من نائب في الشمال، إلا ان خطوة جنبلاط هذه لا يبدو أنها الوحيدة، حيث كشف نائب رئيس “التقدمي” الدكتور كمال معوّض، عبر موقع mtv، أن كمال جنبلاط سبق ورشّح في طرابلس في السبعينات نجدت هاجر، الذي لم يُكتب له النجاح حينها.
ولفت معوض الى ان الاشتراكي منذ ذلك التاريخ لم يرشّح رسمياً أي حزبي في الشمال، وإن كانت مرحلة ما بعد التسعينات شهدت ترشيحات لعدد من الحزبيين ولكن بصفتهم الشخصية وليس باسم الحزب، ومنهم مثلاً محمد عيد والقيادي توفيق سلطان الذي ترشح كمستقل مع لائحة الرئيس نجيب ميقاتي في دورة 2018، بالاضافة الى أكثر من مرشح كانوا قد انضووا تحت راية لوائح أخرى.
وفيما الحزب لا يزال يحافظ على نشاطه الحزبي ولو المتواضع في مناطق الشمال، استذكر معوّض مجموعة من الأوائل الذي انتسبوا للحزب الاشتراكي الذي دخل الى الشمال في مطلع الخمسينات، وكان له انتشار كبير في البداية في البترون، لا سيما ظاهر مرعي ريشا وحنا يعقوب حنا وميلاد الكفوري ولاحقاً القاضي ابراهيم جوخدار وغيرهم.
واعتبرت مصادر “الاشتراكي” أن هذه الخطوة لا تتم مقاربتها من زاوية الربح والخسارة، إنما هي تأكيد على الدور الوطني الذي يلعبه الحزب والعابر لحدود الطوائف والمناطق، وتثبيت لمبادئه التي أرساها مؤسسه كمال جنبلاط والتي سمحت له منذ اللحظة الاولى لتأسيسه في العام 1949 بالدخول الى مختلف المناطق اللبنانية من دون استثناء، والتي ما زال يحافظ على تواجده فيها.
وأشارت المصادر عبر موقع mtv الى أن هذا الترشيح هو انعكاس لسياسة جنبلاط المنفتحة على الجميع والداعية للعودة الى البيت اللبناني بعيداً عن لعبة المحاور وتحويل لبنان الى ساحة، ويأتي بمثابة تأكيد على مرجعية اتفاق الطائف ورفض كل الأفكار الغريبة غير القابلة للتطبيق في هذا الوطن الصغير من المثالثة الى الفدرالية وسواها، معتبرة ان هذه الخطوة ليست الا مثالاً على الدور الوطني لجنبلاط والحزب في وجه كل محاولات التطييف للتمثيل والتي شهدت أبشع مظاهرها في القانون الانتخابي الحالي الذي حاول حصر التمثيل بالطوائف في “قانون أورثوذكسي” مقنع.
وبينما الانتشار الحزبي يتوزع على معظم أقضية الشمال، إلا ان ترشيح عيد، اذا كُتب له النجاح والاستمرار سيكون في دائرة طرابلس – الضنية، الأمر الذي سيحتاج الى تحالف يسمح بإدراجها على احدى اللوائح المتنافسة. طبعاً من الصعب الحديث عن أي تحالفات محسومة للاشتراكي قبل اعلان الرئيس سعد الحريري موقفه النهائي، ليس فقط في طرابلس انما في مختلف الدوائر التي سيخوض فيها الاشتراكي الانتخابات الى جانب تيار المستقبل.
وبانتظار نضوج المطبخ الانتخابي لدى جنبلاط، رسائل يحاول تمريرها على طريقته، وعلى أكثر من جبهة، وإن كان الجدّ الانتخابي لم يبدأ بعد.