أخبار لبنان

المرشحة رانيا باسيل للكلمة نيوز: انتخابات الاغتراب رائعة و٤٠٪ منهم إنتخبوا التغيير الحقيقي في كسروان جبيل

حاورها جاد جابر

فشلت المعارضة في توحيد صفوفها، فالبعض عاد إلى كنف الحزب الذي ينتمي اليه والبعض الآخر اختار طريق المال والسلطة على مبادئ إنتفاضة 17 تشرين، فيما حافظ البعض على تموضعه في محاولة لخرق جدار السلطة دون المساومة على ما راكمته السنوات الأخيرة من رفض لكل مكوناتها تحت شعار “كلن يعني كلن”

وإنطلاقا من أعلاه يستضيف موقعنا وفي اطار متابعته للموضوع الانتخابي، عضو الهيئة التنفيذية لحزب سبعة الدكتورة رانيا باسيل المرشحة عن المقعد الماروني في قضاء جبيل على لائحة “نحنا التغيير”

بداية، أين هو حزب سبعة من المشهد الإنتخابي عامة والثوري خاصة بعد أن كان رأس حربة في الإنتخابات النيابية السابقة؟

أكمل حزب سبعة عمله بعد انتخابات العام 2018، هو الذي كانت انطلاقته في العام 2016. وقد لعب دورا هاما في “ثورة” 17 تشرين التي حملت هموم المواطن وانطلقت من صلب مبادئنا التي ناضلنا ولما نزل نناضل لأجلها. فقبل اسبوع من 17 تشرين قام حزب سبعة باقتحام البرلمان معلناً منه انطلاقة المقاومة المدنية، كما قام بالتظاهر أمام مصرف لبنان لأكثر من مرة قبل انطلاق الثورة وانهيار الوضع الاقتصادي لمطالبة حاكم مصرف لبنان بالكشف عن حقيقة استقرار العملة الوطنية من عدمها وذلك انطلاقا من قناعاتنا أننا سنصل الى ما وصلنا اليه اليوم

لحزب سبعة في هذا الاستحقاق عدد من المرشحين في الكثير من الدوائر، فأنا رانيا باسيل عضو الهيئة التنفيذية للحزب  مرشحة ضمن ائتلاف يجمع الثوار ومستقلين معنا في دائرة كسروان جبيل.

-من يتحمل مسؤولية انقسام لائحة الثورة في كسروان جبيل، خصوصا بعيد انفصال جوزفين زغيب عنها وانضمامها الى لائحة نعمت افرام؟

من أهم مبادئ الثورة الأساسية “شعار كلن يعني كلن”، فلا يمكن لأي حزب استقال من البرلمان مؤخرا أن يعتبر نفسه من جماعة “الثورة”، فنحن لا نتبع لأي زعيم سياسي ونرفض الاقطاع كما ندعم الديمقراطية داخل الأحزاب، وعلى كل حزب يريد  الادّعاء أنه أحد أركان الثورة، الالتزام بهذه المبادئ، من هنا كان اصرارنا أن يكون لنا لائحة في كسروان جبيل تحت عنوان “نحنا التغيير” بعيدا عن التحالف مع أي فريق سياسي شارك في الحكومات المتعاقبة، كما نطالب كل شخص يدّعي الثورة ويذهب للتحالف مع تلك الأحزاب السياسية تحمّل مسؤولية قراره، فهناك مثلا من اختار التحالف مع القوات اللبنانية وآخر مع الكتائب… نحن لسنا ضد أن تكون الأحزاب في الثورة انما علينا الاقتناع بتموضعها كما الالتزام بالمبادئ التي سبق وأشرنا اليها.

-على ماذا يراهن هذا الائتلاف لكسب أقله مقعد نيابي في كسروان-جبيل؟

بعد ثورة 17 تشرين، وانفجار 4 آب الذي هزّ العالم أجمع وما رافق ملف التحقيقات من عرقلة، ومع وقاحة المطلوبين بإعادة ترشحهم، وإنعدام أقل حقوق المواطن من البطاقة الصحية إلى ضمان الشيخوخة مرورا بالنقل المشترك وصولا للبنية التحتية… وغيرها الكثير من الامور الاساسية المعدومة في ظل الوضع القائم، نراهن على وعي المواطن لأهمية دوره في محاسبة هذه الأحزاب التي فشلت في ادارة الدولة، وتمادت في ذلّ المواطنين أمام أبواب المستشفيات، وفي طوابير البنزين، وفي السوبرماركت والأفران، وفي المطارات وهم يودّعون أبنائهم و….

لقد عادت هذه المنظومة إلى الكذب من جديد قبل الإنتخابات وهو ما تمرّست عليه طيلة الثلاثين سنة الفائتة، وانا اذ أجزم ان لا شيء يستطيع أن يقف في وجه هذا العهر المتفشي سوى وعي المواطن واحساسه بالمسؤولية والوقوف وقفة كرامة في وجه عدم  تكرار سيناريو السنوات الماضية كما وتجاه الأموال الباهظة التي تشترى بها الأصوات والتي وصلت لحوالي 1000$ للصوت الواحد في دائرتنا. على المواطن أن يكون صوته لبناء دولة قادرة أن تؤمّن كافة الإلتزامات والخدمات التي يركض الزعيم لتحقيقها بنفسه قبل الانتخابات فقط.

-من هي رانيا باسيل وما هو مشروعها الانتخابي؟

أنا مواطنة لبنانية، درست طب الأطفال وتخصصت في معاجة قلب الطفل في الخارج، ومع عودتي إلى لبنان لمست الذل الذي يعيشه المواطن جرّاء فساد دولته.

عدت إلى لبنان لإفادة بلادي من خبرتي، وكوني طبيبة وأحب العمل الإجتماعي إلتزمت بجمعيتين إحداهن تعنى بتغطية  تكاليف عمليات القلب المفتوح لدى الأطفال، والثانية بنشر التوعية عن السكتة القلبية لديهم عبر حملة وطنية من الشمال الى الجنوب وزعنا في خلالها أجهزة صدمات كهربائية على الناس.

وجرّاء تقاعس الدولة عن القيام بواجباتها في ما يتعلق بموضوع النفايات، أنشأت جمعية “صحة ولادنا خط أحمر” بالتعاون مع أصدقاء لي، بهدف نشر التوعية على أهمية الفرز من المصدر كما على خطورة الحرق العشوائي للنفايات لا سيما بعد ان  اكتشفنا سعى وزير البيئة آنذاك إنشاء ثلاث محارق في لبنان والتي كان وجودها يستوجب عناية خاصة ومتابعة حثيثة من السلطات اللبنانية التي لا ثقة لنا بها خصوصاً مع احتلال لبنان المركز الأول عربيا بنسبة الإصابة بالسرطان.

ومع هذه الانشطة المتعددة، انتقلنا من النشاط الطبي إلى البيئي وها انا اليوم انتقل إلى العمل السياسي بهدف أن أصبح صوت المواطن، عبر تشريع قوانين تعيد للحياة كرامتها، بعد كل ما نعانيه من قهر وقرف في هذا البلد.

بدأ نضالي السياسي مع ترشحي للانتخابات النيابية في العام ٢٠١٨ على لوائح “كلنا وطني”، وبعدها تدرّجت حتى أصبحت أحد أعضاء الهيئة التنفيذية لحزب سبعة، ولم أترك الساحة أبداً في ثورة ١٧ تشرين حيث أسست “لجنة الأطباء” لحماية المتظاهرين والوقوف إلى جانبهم خصوصا اؤلئك الذين أصيبوا في عيونهم بعد إعتداء شرطة المجلس عليهم، كما وفي انفجار ٤ آب بقينا على الأرض وساهمنا كأطباء في معالجة المواطنين في بيوتهم واستطعنا ان نؤمن لهم ما استطعنا من أدوية.

وعن مشروعي الانتخابي الذي أعوّل على نجاحه على وعي الناخب في اختيار التغييرين مع التشديد على أننا اللائحة الوحيدة في كسروان جبيل التي تمثل الثورة، كما وأراهن على وصول كتلة تغييرية كبيرة للمجلس النيابي التي بامكانها ان تحدث انقلابا فيه ضمن الأطر الديمقراطية.

أولا اريد أن أسحب القوانين النائمة من جوارير المجلس لإقرارها وتطبيقها عبر تعديل النظام فيه ما يسمح بعلنية الجلسات التي تتيح للرأي العام اكتشاف نوابه ومعرفة إن كانوا على قدر الثقة التي أعطيت لهم ام لا.

ثانيا العمل على بعض القوانين كمثل إستقلالية القضاء، إستعادة الأموال المنهوبة (بنسخته الأصلية التي قدمها حزب ٧) عبر ملاحقة حسابات وعقارات كل من تعاطى الشأن العام كما وعائلاتهم والمقرّبين منهم في لبنان وخارجه.

ثالثا، إقرار قانون موحّد للأحوال الشخصية بهدف الوصول إلى دولة مدنية كما هو منصوص عليه في اتفاق الطائف الذي يدعو الى تأسيس اللجنة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية، وإنشاء مجلس شيوخ يحفظ حقوق الطوائف كما وإقرار قانون إنتخابي جديد خارج عن القيد الطائفي مما يجعل عمل المجلس منوط بالعمل التشريعي المحترف فقط لا غير.

هذا بالاضافة الى إقرار قوانين اللامركزية الإدارية الموسّعة، ومكننة الإدارات وتطوير قانون حق الوصول الى المعلومة مما يسهل عملية المحاسبة.

رابعا، وهو النهج الذي أسعى لإيصاله والمتمثل في بناء الدولة، دولة المؤسسات، التي باستطاعتها عندما تصبح قوية أن تتفاوض مع ح ز ب الله على تسليم سلاحه، فنحن لا نريد ان يقوم الافراد بتجريد الحزب من سلاحه انما نريد ذلك من الدولة، فنحن نسعى الى دولة قادرة أن تتفاوض مع أي طرف لديه سلاح خارج إطارها ليصبح قرار السلم والحرب ملكا لها.

-كيف تقرأ رانيا باسيل إنتخابات المغتربين الأخيرة؟

انتخابات الاغتراب كانت رائعة جدا، فلقد رأينا كيف تفاعل المغترب اللبناني مع عملية الإقتراع والتي تعتبر كثيفة مقارنة بالعام 2018، فالمغترب متحرر من القيد الحزبي والمناطقي والطائفي والمذهبي وهو يسعى جديا لبناء دولة، ونحن نعلم أن حوالي ال٤٠٪ منهم انتخبوا التغيير الحقيقي في كسروان جبيل، على أمل أن تسلك انتخابات الداخل نفس مسار تلك التي حصلت في الخارج.

على المواطن أن لا يسمح لهذه المنظومة بادخال اليأس الى قلبه، وهو ما أراه وللاسف في لقاءاتي مع الناخبين الذين يرددون دائما، ما زرعته المنظومة في عقولهم من ان التغيير لن يحصل ولو مهما فعلوا، وهذا ليس بالصحيح، اذ لو قام كل مواطن بدوره من خلال مبدأ المحاسبة، فان تغيير المعادلة حاصل في صناديق الإقتراع لا محالة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى