أخبار كندا

تفشي مرض الحصبة في أونتاريو يضاعف ضغوطات عمال الرعاية الصحية

يقول العاملون في الرعاية الصحية الذين يواجهون تفشي الحصبة في جنوب أونتاريو إنهم يفكرون في المرض منذ لحظة استيقاظهم وحتى لحظة نومهم، وسط ضغوط يومية مستمرة لمواجهة مرض لم يشهده معظمهم في حياتهم المهنية.

ويؤكد العديد منهم أن مكافحة التفشي، وتقديم الرعاية للمصابين، باتت مهمة مستمرة لا تتوقف، وبعضهم أُصيب بالعدوى من مرضى جاؤوا طلبًا للمساعدة قبل ظهور الطفح الجلدي المميز، عندما كانت الأعراض لا تزال عامة مثل الحمى والسعال.

وقد أُصيب أكثر من 3,000 شخص في كندا بالحصبة هذا العام، منهم أكثر من 2,000 حالة في أونتاريو وحدها.

وتصف كارلي سيمبسون، وهي ممرضة ممارسة، نفسها بأنها من “غير المحظوظين”، حيث بعد خمسة أيام من الحمى وآلام الجسم والتهاب الحلق، نظرت في المرآة لتُصدم برؤية بقع حمراء منتشرة على جسدها.

قالت بدهشة: “يا إلهي، هذه حصبة!”

في البداية، لم تتخيل أبدًا أن ما أصابها هو الحصبة، خاصة وأنها تلقّت ثلاث جرعات لقاح، بما في ذلك جرعة معززة عام 2015 بعد أن أظهرت الفحوصات عدم كفاية الحصانة من اللقاحين السابقين.

ورغم ذلك، أصيبت بالمرض وكانت طريحة الفراش لعدة أيام، لكن الطفح استمر يومًا فقط ولم ينتقل لزوجها أو أطفالها.

ويُعد المصابون من الملقحين نسبة 5% فقط من حالات التفشي الحالية.

وتشتبه سيمبسون أنها أُصيبت بالعدوى من مريض راجع عيادتها قبل أسبوعين من ظهور الأعراض.

ويُصعّب تشخيص الحصبة في بداياتها على العاملين الصحيين اتخاذ الاحتياطات، لأنها تشبه أمراضًا شائعة أخرى: “هل هذا مجرد زكام؟ أم عدوى فيروسية أخرى؟”

وكذلك، أُصيب شون كاولي، مسؤول الطوارئ في وحدة الصحة المحلية، بعد مشاركته في بطولة هوكي مع ابنه، لاحظ بقعًا بيضاء في فمه ثم طفحًا انتشر على وجهه وكتفيه.

وقال: “لحسن الحظ، لم أعانِ من الحصبة بشكل حاد لأنني مُلقّح بالكامل.”

لكنه شعر بالإرهاق الشديد لأيام، وأقرّ بشعوره بالذنب لأنه ذهب إلى متجر بقالة ومحطة وقود قبل ظهور الأعراض، مما قد يكون ساهم في نشر العدوى.

ووصفت الدكتورة إيريكا فان دالين، رئيسة الطاقم الطبي بمستشفى سانت توماس إلجين العام، التفشي بأنه “احتراق بطيء”، يتطلب تنسيقًا دقيقًا بين المستشفيات لعزل المرضى ومعالجتهم بأمان.

وقالت إن المستشفى استقبل حالات من أطفال ونساء حوامل، بما في ذلك حالات محوّلة من مستشفيات لا تملك وحدات أطفال، مثل وودستوك وتيلسونبرغ.

وأضافت: “إنه جهد تمريضي مباشر ومكثّف. وفي الأيام المزدحمة، يشعر الممرضون بالإرهاق.”

وتقول فان دالين إن من أصعب قراراتها هو تحديد وقت إخراج الأطفال المصابين بالحصبة من المستشفى: “تتردد في إرسال الطفل للمنزل، لأنك لست متأكدًا تمامًا من تطور حالته. هناك مضاعفات نادرة للمرض عند الأطفال.”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى