مناسبات

نتالي رستوكيان

كاتبة

نضال هديتي وانا عالمه الذي يحتويه

الحب بالنسبة لكثير من الناس، هو مناسبة رومانسية بين حبيبين يتوجب عليهما الإحتفاء بها وأحيانًا الإسهاب “ولو لساعات” بالحديث عن معانيها، ولكن، قلّة مَن يتذكّر أن عيد الفالنتين هو عيد قديس علينا تكريمه والتعرّف على رسالته بدل الإنجرار نحو المباهج الرنّانة والمتحوّرة بشكل آلي نحو التجارة الفضفاضة.

في عيد الحب، تكثر حالات الإنتحار، فمَن يحتفي به، يتناسى أو يغيب عن باله، ذاك الذي حرمته الأيام من رفيق أو شريك، فيعيش الأول في صراع الهدايا والشوق والإهتمام ويعيش الآخر في صراع مع رفض ديمومة الوحدة والخلاص من الإستسلام، وما بين الإثنين إيضاح صغير، الحب هو طريقة عيش لا طريق مكافآت.

كيف؟

الحب موجود أينما كان وفي كل لحظة في هذه الحياة، يبدأ من حب الذات للذات ومن ثم لحب الآخر، وهنا يحتاج الإنسان أولًا إلى الجرأة وأخيرًا إلى القوة للإعتراف بهذا الحب “الذات” الذي يؤدّي إلى اكتشاف من يحبنا، إذ لا عطاء ولا معرفة بأي أمر كان إن كنّا لا نملكه.

نضال هو حبّي وقوّتي وسلامي الحقيقي في هذه الحياة، حبّي له صادق وأمين، نعم أمين، أبدي سرمدي لا ينتهي، بالنسبة لي إنه الكرة الارضية برمّتها، فيها كل الحسنات، الحب، العطاء، التقدير و…. فأنا أحب نتالي من خلال نضال لأنّي أستثمر به وحده حبي الحقيقي له وهو ما يجعلني أتعلق به كل دقيقة.

الحب لا يحتاج إلى تاريخ معيّن ننتظره بفارغ الصبر لنحتفل به ونتبادل الهدايا، فطالما القلب يدقّ لطالما نحن بحالة حب، وبدل أن نحتفل بعيد الحب دعونا نحتفل  بعيد الإنسانية.

في هذا العيد، علينا أن نزور من لا رفيق ولا شريك له، لا أن نتبادل الهدايا مع من نحب، إذ تحوّل هذا العيد إلى تجاري بامتياز وبات الإستغلال المادي هدف أساس ينتظره التجّار بشراهة.

أنا شخصيًا، لا اؤمن بما يسمّى هدية الفالنتين ولا أنتظر من نضال أن يتذكرني بوردة أو بلفتة مادية ما، فهو بالنسبة لي هديتي التي لا تقدّر بثمن وأنا بالنسبة له العالم الذي يحتويه وبدل أن أبحث عمّا أقدّمه له في مثل هذا اليوم نكتفي بنسج الكلمات المجبولة بالحب والحنان وأنثرها في البيت على وريقات تفاجئه في كل زاوية من البيت قبل وبعد العمل.

زوجي حبيبي نضال، انت دنيتي ودنياي، ولأجلك أناضل ولآخر يوم من حياتي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى