ثقافة وفنون

بعد غياب.. افتتاح ايام قرطاج الموسيقية ٣٢

بعد غيابها في السنة الماضية بسبب جائحة كورونا، عادت أيام قرطاج الموسيقية في دورة جديدة بفلسفة مغايرة تهدف إلى النهوض بالصناعة الموسيقية وبدورها في التغيير والتوعية بقضايا المجتمعات.

ومن هذا المنطلق، كان افتتاح الدورة السابعة من المهرجان فضاء صدحت فيه إيقاعات موسيقية مختلفة وتجسّدت فيه تصورات فنية لعدد من الفنانين الواعدين، ومنبرا للاحتفاء باليوم الدولي للمهاجرين الذي يتزامن مع انطلاقة فعالياته.

وفي مدينة الثقافة، تزين الممر المؤدي إلى مسرح الجهات بكلمات الفنان رضا ديكي، في لمسة وفاء له واعترافا بتفرد موسيقاه وأغانيه، وفي انسجام مع تصور أيام قرطاج الموسيقية الذي يحتفي بالموسيقى المجدّدة والمختلفة.

وعلى مسرح الجهات، تجلّت الأصوات القادمة من إفريقيا عبر موسيقى أوجدتها مجموعة “إيقاعات إفريقية” التي تجمع عازفين بعضهم تونسي وبعضهم مهاجر.

وبعد وصلة من الإيقاعات الإفريقية المفعمة بالحماسة والفرح والتي غازلت الجمهور ليشارك عبر التصفيق في تشكيل لحن يبعث رسائل كثيرة عن الحياة والاختلاف والتسامح، أعلنت وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي الافتتاح الرسمي للدورة السابعة لأيام قرطاج الموسيقية.

وفي كلمتها التي بثت عبر الفيديو ، قالت الوزيرة إن أيام قرطاج الموسيقية تمثّل فُسحَة رائقة يتعزّز فيها التواصل بين المهنيين والفنانين إفادة وإثراءً للتجارب النموذجيّة والانتاجات الهادفة، من خلال ما سيوفره المهرجان من عروض حية ورقمية توظّف فيها أحدث التقنيات الصوتية والبصرية ومن خلال اللقاءات المهنية ومخابر الفنانين والمنتجين الشبان خاصة وسيكون المهرجان حاضنة للمواهب والمبدعين وفرصة لتمكين الفنانين التونسيين والأفارقة والعرب من تصدير إنتاجاتهم، دوليا، بطريقة أفضل وآفاق أرحب.
كما ألقى المدير الفني لأيام قرطاج الموسيقية كلمة تحدث فيها عن تطور المهرجان حتى وصوله إلى هذه الدورة .

ولم يفوّت بن سعيد الفرصة ليتحدث عن الصعوبات والتحديات التي واجهت المهرجان والتي واجهت القطاع الموسيقي بصفة عامة ومن بينها جائحة كورونا، مشيرا إلى أن الهيئة المديرة لأيام قرطاج الموسيقية سعت لأن تكون جزءا من إعادة إحياء هذا القطاع الذي يعيش حالة موت سريري.

كما تحدّث عن حتمية الخيار الرقمي في هذه المرحلة وعن التصور الجديد للمهرجان الذي يقوم على منطق التأسيس والاستمرارية من خلال متابعة المشاريع الفنية في مختلف مراحلها، وعن تحويل المهرجان إلى مختبر فيه البحث والمساءلة والتكوين واللقاءات المهنية وكل ظروف التواصل بين الفنانين ومهنيي القطاع، وعن الغاية من غياب المسابقة الرسمية وجوائزها والتي تترك مكانها لجوائز أخرى ذات قيمة اعتبارية تتجاوز منطق المكافأة.

وبعد حديثه عن رمزية اختيار تاريخ الافتتاح الذي يتزامن مع اليوم العالمي للمهاجرين وحديثه عن تبعات قيود الهجرة على الفنانين، ترك المسرح للعازفين مالك “باكو” وجهاد الخميري ليخلقا ألحانا مطرزة بالإيقاعات الإفريقية.

وعلى إيقاع هذه الألحان التي تتحدّى الزمان والمكان وتتجاوز الحدود المرسومة بين البلدان وكل قوانين الهجرة، صدح محمد الجويني بصوت إفريقي نابع من عمق القارة.

وانطلاقا من عالمها المفعم بالتعدد والاختلاف قدمت مجموعة “أيتما” مع الفنان البصري “لورانز ثينارت” عرضا موسيقيا بصريا يتحدّث لغة كونية.

ومن المقطوعات الموسيقية التي تعكس هوية “أيتما” وتميزها عن غيرها تلحينا وصوتا ورؤية فنية، يشكّل الفنان البصري “لورانز ثينارت” عناصر بصرية تراوح بين ألوان وأشكال مختلفة وتضفي لمسة خيالية على العرض الموسيقي.

على إيقاع رحلة فنية مليئة بالمشاعر ومنغمسة في تفاصيل عالم بهويات موسيقية متعدّدة، تزينت جدران مسرح الجهات برسوم مرتجلة تنهل من ألحان “أيتما” وتعيد صياغتها بصريا.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى