كوني أنتِ ….
8 آذار تاريخ حفر في ذاكرة الرجال لإلقاء التحية الحارة على إنجازات النساء الرائدات، وفي طموحات السيدات اللاهثات وراء المساواة وكأني بهذا الفخر العجيب “شلنا الزير من البير”، وفي ابتسامات التكريم النابعة من قلوب الناجحين لإبداعات جنس لطيف من البشر لا تهويه الإطلالات الإعلامية ولا التصفيقات الإستثنائية لأنه متصالح مع نفسه ولذّاته يقدّم أجمل التحيات.
8 آذار يوم لتكريمها وتبجيل إبداعاتها و364 آخرين تُقاتل، تُقاوم، تُحلّل، تُبدع، تتألق، وكأني ببحر لا يعرف الهدوء ولا يستكين، ولله من يعرف أو من يستجيب.
8 آذار يوم للأناشيد الرنّانة و364 آخرين ظلم لنفسها من نفسها وجحود ممن نصّب نفسه وليًّا على أمرها وحياتها قد يصل إلى حدّ التدمير.
يكفي، نعم يكفي، فالمرأة لا تريد البهرجات بقدر ما تهوى الراحة والإطمئنان
لا تستسيغ الإصطفافات ولا التعابير الفضفاضة بقدر ما يسعدها احترام العقل والموقف والكلمة الجميلة “والشيّاكة”
فالمرأة ومنذ البدء، أيقونة المجتمعات، ففي ذكائها كنز ثمين وفي ذكاء جمالها قوة قاهرة لا ولن تلين، أما في حنكتها فحكمة لا مثل معانيها كان ولم ولن يصير
هي زنوبيا التي فرضت احترامها حتى على عدوّها الذي لم يجرؤ قط على انتزاع تاجها عن رأسها طوال فترة أسرها وحتى يوم مماتها.
هي كليوباترة الفاتنة، الداهية آسرة الرجال بشخصيتها القوية ودهائها في الحكم وفي الحياة
هي جولييت العاشقة المتيّمة بحبيبها روميو، الرافضة بقوة لكل مُهج الأرض معلنة انضمامها إلى نصفها الآخر بالسيف والدم ودون مقدمات أو أي رسائل اعتذار
هي الأميرة النائمة العائدة إلى الحياة بقبلة أمير رافضين معًا الإستسلام لشعوذات ساحرة كريهة لا تعرف معنى الحب ولا السلم ولا السلام
هي الأم الفخورة أبدًا بأطفالها ولو مهما كبروا أو تقدّموا بالعمر، هي الأخت المدافعة المناصرة لكل حقوق الأخ، هي الزوجة الشريكة لكل أسرار الحياة، هي الإبنة الرقيقة رفيقة أمّها وعكازة أبيها في اليوم الذي لو عليه الزمن جار، هي الطبيبة، المعلمة، المهندسة، ست البيت، هي الطفلة الكبيرة والمدلّلة والصابرة، هي “فشة الخلق” والخزنة وكاتمة الأسرار وهي وهي و…
في عيدك يا امرأة لن أقول لك “كل عام وأنت بخير” فطالما أنت بخير لطالما المجتمع والأبناء لا بل كل إنسان بألف ألف خير
في عيدك، يا نصف المجتمع ونصفه الآخر أنتِ، سأقول، كوني أنتِ، وليس نسخة مقلّدة عن أي شخص آخر، أنتِ قوية، لا تقبلي بالتسلّط ولا “بالتسلبط” عليكِ، لا تكوني الضعف الذي يحتاجه بعض الرجال، إنما القوة التي يواجه بعضه الآخر، فيها، الأزمات والصراعات.
في عيدك يا أميرة النغمات سأقول للرجل “كل عام وأنتَ بخير” نعم أنتَ من يجب أن نعايد أيضًا، أفليست هي نصفك الآخر؟ أوليست هي من يشارك في همومك ومسؤولياتك؟
إذًا صنها، وترّفع عن استغلال بنيتها الجسديّة الطريّة ونجاحاتها العملية لتمارس أقبح أساليب العنف اللفظي والجسدي بحجة التعب والمسؤولية. كن شهمًا ككثير من أبناء جنسك أنجبتهم أجمل وأروع الأمهات.
وأنتِ يا امرأة نصيحتي لكِ لا تكوني إلّا أنتِ ولا تقبلي بأقل مما ترسمينه لنفسكِ.
أرفضي المساواة ولا تقبلي أن تكوني إلّا المرأة الكاملة لا شبيهة الرجل و”مساواته”
فأنت تعملين، تكسبين الرزق، تحتلّين مناصب مهمة، وبذكائكِ تعرفين كيف تديرين أمور العائلة والبيت والعمل،
وهو يعمل يحتل المراكز الواعدة، يجني المال وبحكمته يتحمّل خبايا الأيام الظالمة
هو قوي البنية، خصّه الله بعضلات وصلابة من اللائق به أن يعرف أين يستعملها
أمّا أنتِ فوضع الله فيك أرواحًا لتنمو وتكبر وتعيش بهناء
وما بين القوة الجسدية وتحمّل آلام المخاض والإنجاب إلى نعمة الرضاعة تبقين أنت الأقوى وإلى أن يأتي اليوم الذي يحبل به الرجل ويلد ويُرضِع ويتحمّل مسؤولية البيت والأولاد والعمل معًا….يمكنكِ المطالبة بالمساواة إن وجدت ولن توجد.
وحتى ذاك النهار أقول لكل نساء الأرض وسيداتها “إفرحن واستمتعن بالحياة فكل يوم هو يومكنّ وكل أيام السنة أعياد مباركة للجميع”.