Squid Game هل هي حقًا لعبة الحبار أم لعبة الموت؟!

Squid Game أو ما يُعرف بالعربية بلعبة الحبار مسلسل يُعرض على منصة نتفليكس الشهيرة، لا أخفي عليكم سرًا أنه لم يلفت انتباهي عندما رأيت الاسم للمرة الأولى، أو حتى الإعلان التشويقي له (التريلر)، خاصة أنني لست من محبي الدراما الكورية، ولكن بعد أيام قليلة من عرضه وجدت ملايين المتابعين له في أنحاء العالم، وأصبح بين ليلة وضحاها حديث كافة وسائل الإعلام، ما أن أفتح أي متصفح أو وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي إلا وأجده متصدرًا كافة العناوين، وهنا قررت أن أشاهد المسلسل الذي أثار الضجة في أكثر من 90 دولة.
بدأت بمشاهدته، في أولى الحلقات توجد مجموعة من الأحداث الخفيفة المتتابعة، تحكي عن رجل أربعيني يُعاني من الفقر والبطالة غارق في الديون، لديه ابنة صغيرة من زوجته التي انفصل عنها بسبب سوء أحواله المادية.
وفي محاولاته لكسب المال بأي طريقة، يقابله رجل يعرض عليه لعبة صغيرة إذا فاز بها يربح المال، وافق البطل دون تردد ولكنه خسر في الجولات الأولى، وكان عليه أن يدفع المال بما أنه الخاسر، ولأنه بالطبع لا يملك المال طلب منه الرجل أن يقوم بصفعه مقابل كل جولة يخسر بها.
وافق البطل لحاجته الشديدة للمال، في هذا المشهد اختلطت مشاعري بين الحزن على حال البطل والاشمئزاز من قبوله الإهانة بهذه الطريقة، وبعد عدة جولات فاز البطل وأخذ المال، ولمزيد من الغموض والإثارة قام الرجل بإعطائه بطاقة مسجل بها رقم للتواصل معه، قائلًا جملة واحدة “أسرع فإن العدد محدود”.
وبعد عودة البطل للمنزل والتفكير يقرر التواصل معهم، وما إن يتواصل البطل مع الرقم تأتي سيارة، وتأخذه مخدرًا إلى مكان مجهول، ومن هنا تبدأ الإثارة الحقيقية، حيث يظهر مجموعة من الأفراد بالأقنعة، ومعهم عقد به مجموعة من الشروط والأحكام، ثم يطلبون من الأفراد المشاركين أن يوقعوا على العقد؛ للمشاركة في مجموعة من الألعاب والفائز بها يربح جائزة مالية كبرى، يتم الإعلان عنها بعد الانتهاء من اللعبة الأولى، ست ألعاب سهلة وبسيطة معظمنا لعب بها في الصغر، خسارة اللعبة تعني إقصاء اللاعب، وهنا تكمن المفأجاة وأن هذا الإقصاء معناه قتل اللاعب.
في بادئ الأمر تكون مشاهد العنف محدودة ولا تتجاوز دقيقة، ولكن بمرور الحلقات تجد نفسك تشاهد مجموعة من المشاهد العنيفة فقط ويتخللها مشهد أو اثنين فقط من المشاهد العادية، الغريب في هذا العمل ليس العنف فقط، ففي الواقع هذه ليست المرة الأولى التي نشاهد فيها مسلسلات عنيفة، الغريب في الأمر أن مؤلف العمل جعل الشخصيات تتخلى عن كل مبادئها مقابل المال، وليس لاعبًا واحدًا أو اثنين بل جميع الاعبين يفعلون ذلك، عدا البطل الوحيد الذي لم يتخلَّ عن مبادئه وأخلاقه في سبيل المال، وإن كان في رأيي الشخصي أن المؤلف لم يعرضه لنفس الضغط الذي تعرض له الباقون.