الرجل الشجرة .. تعرف على أندر مرض جلدي يعاني منه شاب عراقي
“رسول هاشم”، شابٌ من أهالي مدينة العمارة مركز محافظة ميسان الواقعة جنوب شرق عاصمة العراق، بغداد، أُصيب بأحد أندر أمراض الجلد في العالم، المعروفٌ باسم “متلازمة الرجل الشجرة”، إذ أُصيبَ رسول منذ تسع سنوات، ويُعتبر اليوم المصاب العراقي الوحيد بهذا المرض.
يبلغ هاشم من العمر حوالي 15 سنة، ونقلًا عن تقرير تم نشره على موقع الجزيرة نت، يعيش اليوم ظروفًا اجتماعية ومادية ونفسية صعبة بسبب وضعه، دون أي رعاية حكومية وتقديم خدمات صحية أو مالية تُذكر. يحكي هاشم قصّة معاناته التي بدأت بظهور التبرعمات في كلتا يديه، وعدم تمكنه من مراجعة الأطباء بسبب الوضع المادي الصعب، وتمكن فيما بعد من رؤية طبيب بعدما تلقّى الدعم المادي من أحد المحسنين.
وفي لقاء موقع الجزيرة مع أخصائي الأمراض الجلدية “راضي الساعدي”، يشرح الطبيب متلازمة الرجل الشجرة ويقول: “مرض Tree Man من الأمراض الجلدية الوراثية النادرة، يسببه نوع معين من الفيروسات هو فيروس (HPVs) المعروف باسم الفيروس الحلمي البشري”، ثم يتابع الحديث عن شكل هذا المرض الغريب الذي تأخذ فيه أعضاء جسم الإنسان شكلًا يشبه جذوع الأشجار، ومن هنا أتت تسميته.
أما عن العلاج، فنفى الدكتور توافر علاج واضح، وبيّن أنه يقتصر على الترميم الجلد، والدعم النفسي، وبالفعل تم إجراء عملية تجميلية لوجه هاشم ذات مرة، لإزالة بعض التبرعمات التي نمت على وجهه. كما يجب أن يعتمد المريض على تقوية مناعته، وعدم تعرضه للشمس لأن قد تتفاقم حالته وتتحول المتلازمة إلى سرطان جلد.. وأضاف الطبيب أنه لا توجد مراكز رعاية متخصصة لهذه الحالات في المدينة بسبب ندرة المرض.
بحسب مصدر الجزيرة نت، فإن هاشم يعيش وحيدًا في منزل كان مخصصًا لإسكان النازحين، لا يمكنه أن يطبخ لوحده لذا يعتمد على الأكل الجاهز، ويشتريه من المحلات بجانبه إذا كان المال متوفرًا بالطبع، وإذا لم يكن، فينام رسول جائعًا. يؤمن طعامه ليلًَا لأنه لا يستطيع الخروج في النهار، فوضعه النفسي لا يسمح ابدًا. يقول هاشم للجزيرة:“لا أستطيع العمل بسبب وضعي الحرج، وعدم مقدرتي على مسك الأشياء لنمو التبرعمات في يدي، وأفتقد إلى من يعينني من أهلي وأخوتي، فأنا يتيم الأبوين وأخوتي يعيشون ظروفًا مادية صعبة، وأحيانًا لا أجد طعامًا فأبقى جائعًا”.
على الرغم من معرفة الحكومة المحلية في المحافظة بوضع هاشم، لم تقدم له مساعدة تُذكر حتى الآن، حتى أن بعض الناشطين طلبوا تقديم راتب رعاية شهري لهاشم، ولكن طلبهم كان غير مُجاب، فقد طلبت الحكومة المحلية رؤية رسول لتقييم وضعه وصرف الراتب له، ولكنه لم يحضر لأنه شعر بالنقص والخجل، وعلى إثر ذلك، لم تستجب الحكومة إلى مطالب الناشطين واقتصر دعم رسول على المساعدات الإنسانية.
“أتمنى أن أعيش حياتي كبقية الشباب، والخروج إلى الشارع دون الاضطرار إلى إخفاء وجهي ويدي، وأن ينظر المجتمع لي على أنني إنسان سوي، بعيدا عن نظرة العطف أو الخشية من نقل العدوى لهم”