.tie-icon-fire { display:none; }
جاليات

د. خالد غطاس في مونتريال لقاءات دافئة وحماس “لتجربة خطرة” يفوق التوقعات

خاص جاكلين جابر

أجواء دافئة وعائلية جمعت المتحدث الملهم خالد غطاس بعدد من أبناء الجالية المونتريالية ومنظمي حفله، وذلك في مطعم “أبو الزلف” بوسط المدينة. تخلل اللقاء حديث صادق من القلب مع هذه الشخصية التي تركت بصمة واضحة في عقول وقلوب الكثيرين. خلال الجلسة، ناقش غطاس أفكاره وشارك القليل من تجربته، كما استمع باهتمام وإصغاء إلى مداخلات الحاضرين، ما جعل اللقاء غنيًا ومميزًا. تعرّف الحاضرون عليه عن قرب، بينما تعرّف هو على طبيعة البلد وهواجس الناس فيها بدقة واهتمام.

غطاس، الذي اشتهر بقدرته على الجمع بين الفلسفة والواقع اليومي بأسلوب عفوي وقريب من القلب، استخلص الكثير من دروس حياته من رحلاته وتجربته في العديد من الدول. تناول العشاء مستمعًا باهتمام ودون أي علامات تعب، رغم مشقة السفر الطويل من أوتاوا بعد يوم وليلة مليئين بالتحديات. أثبت للجميع أن الإنسان بإنسانيته، وأن ما يقدمه لهم لا يتأثر بالظروف أو الأجواء. كان لكل سؤال يُطرح منه جواب، ولكل لقطة تذكارية بصمة من محبة وإضافة مميزة. اللقاء اختُتم على أمل الاجتماع مجددًا وبشوق مساء الجمعة المقبل في إحدى قاعات جامعة كونكورديا في مونتريال.

الكلمة نيوز كانت هناك وسألت د.غطاس عما يود قوله للجالية اللبنانية في كندا عموما فأجاب :”لقد أثبتت لي هذه الرحلة حقيقة أساسية ان ما أطرحه وأقوله يتعلق بالإنسان المعاصر في كل مكان، بغض النظر عن جنسيته أو ثقافته. كنتُ أتساءل إن كان كلامي سيصل إلى قلوب الناس في لبنان والعالم العربي، أم أن تأثيره محصور بمحيط محدد. لكن التجربة أكدت أن مشاكلنا  وأوجاعنا كلبنانيين وكعرب تتشابه في ألازمات والالام ، وأننا جميعًا نلتقي في إنسانيتنا. فلقائي مع الجمهور في تورنتو واوتاوا وقريبا في مونتريال وادمنتون وكالغري هو احتفاء مهم جدا  وهو خير دليل على ان الناس تستمع ، إذ لمستُ تفاعلًا كبيرًا من الجمهور، ما منحني طاقة إيجابية. عادةً، أذهب لأعطي من قلبي، لكن هذه المرة شعرت أنني أنا من أخذ الكثير”.

وحول سؤال عما يود قوله بعيد تحقيق حلمه بالوصول لاكبر منابر العالم أجاب:” لا زال هناك الكثير من الناس الذين لم اخبرهم ما اود ايصاله لهم،  كما هناك الكثير من الأمور التي لم أتمكن من إيصالها بعد، سواء بسبب ضيق الوقت او كثرة المواضيع . “فتجربة خطرة”هي المحاضرة الاولى بمنهج طويل ،وكل محاضرة بالنسبة لي تُعتبر خطوة أولى في رحلة طويلة نحو التغيير. نحن الآن في مرحلة الحديث عن المشاكل، ولكن الحلول تأتي لاحقًا، وهي متعددة وتختلف بحسب الدور: هناك حلول للأم،للاب ،للاستاذ ، لرجل الأعمال، ولغيرهم. التغيير لا يتحقق بمحاضرة أو كتاب واحد أو حتى عشرة. أنا أكرّس حياتي للوصول إلى هذا التغيير الحقيقي”.

وعن سر الشعبية الكبيرة التي يحظى بها أجاب بابتسامة لطيفة :” لا اعتبر ان هناك سرا ،لكن أعتقد أن الصدق هو السبب. فعندما تتحدث مع الناس وكأنك واحد منهم، يشعرون بأنك تفهمهم وتشاركهم أوجاعهم. هذا النوع من التواصل ليس سهلًا، لأنه نادر أن تجد شخصًا يشعر بك حقيقة كما تشعر به انت وهذا هو التواصل والمعرفة . أنا مُصِرّ على إيصال هذه الرسالة، ليس لأنني مضطر لذلك، بل لأنني مدفوع بإيمان عميق بأنها رسالتي في الحياة.

لماذا تركتَ العلوم الأكاديمية واتجهت  إلى هذا المسار الإنساني الفلسفي سؤال اجاب عنه بكل ثقة وعفوية :”لا أرى أنني تركت العلوم؛ بل أعتبر أن العلوم الحقيقية تحمل بعدًا إنسانيًا. عندما تخرج العلوم عن هدفها الأساسي، وهو تحسين حياة الإنسان، تتحول إلى شيء مؤذٍ. سواء كانت علومًا تطبيقية، فيزيائية، كيميائية، أو بيولوجية، هدفها الأول يجب أن يكون خدمة الإنسان وتحسين جودة حياته. الطب يساعده على العيش لفترة أطول، علم النفس لتحسين حالته النفسية، الفيزياء لتطوير وسائل حياته، والهندسة والجمال لتحسين محيطه. للأسف، اليوم نحن نعيش حالة تشتت، حيث لم يعد الإنسان في صلب التطور. أصبحنا نصنع أشياءً تؤذيه بدلًا من أن تخدمه، ونصرّ على المضي قدمًا في هذا الاتجاه رغم العواقب”.

اما عن شعوره بتأثير ما يقدمه في الناس اجاب:” لما ازل في بداية الطريق ،وان كنت أشعر أنني أحدث تغييرًا في حياة الناس من خلال تعزيز وعيهم بمشاكلهم المشتركة. أهدف إلى إيقاظ هذا الوعي، وأتمنى أن يكون ما أقوم به بداية رحلة تغيير حقيقية لهم”.

وفي الختام اعرب غطاس عن حماسه للقاء الجالية اللبنانية والعربية المونتريالية المتحمسة للقائه يوم غد الجمعة في جامعة كونكورديا  على العنوان التالي building room h11 .1550 de maisonneuve west في تمام الساعة السادسة والنصف مساء والتي سيليها توقيع كتابه” ليس هذا ما كتبت”  بالقول :”انتظرهم بشوق كبير واعدهم ان ابقى كما أنتظرهم بشوق كبير، وأعدهم أن أبقى كما عرفوني دائمًا، وأن تبقى صورتي كما هي في عيونهم، صورة الإنسان القريب من القلب الذي يحمل رسالة صادقة للجميع.”

يذكر ان لقاءات د.غطاس من تنظيم همسة دياب  فرحات بالتعاون مع جوني الحاج وشركة  Jokermail productions للانتاج .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى