معرض المهن الفنية والحرفية في كاتدرائية المخلص يجمع كوكبة من أبناء الجاليات العربية واللبنانية ومهى القاصوف: “لا تترددوا! أظهروا روعة إبداعكم! آمنوا به! حققوه!
لمناسبة اختتام شهر التراث اللبناني الذي اقره البرلمان الكندي العام الفائت، أقيم في كاندرائية المخلص للروم الملكيين الكاثوليك،وبرعاية وحضور عضو المجلس البلدي الزحلي رئيسة جمعية l’ALSEP، مؤسسة ورئيسة نادي الروتاري زحلة-البقاع ونادي الروتاري مونتريال سيدرز مهى القاصوف المعرض الحادي عشر للمهن الفنية والحرفية في احدى قاعات الكاتدرائية في مونتريال،حضره سيادة المطران ميلاد الجاويش،الاب ربيع ابو زغيب ، النائبة في البرلمان الكيبيكي صونا لاكويان اوليفييه وحشد من ابناء الجاليات العربية واللبنانية.
شهد الحدث الذي اقيم لثلاثة ايام متتالية حضورًا مميزًا من مختلف أفراد المجتمع ومحبي الفنون والحرف اليدوية، حيث تحوّلت القاعة إلى مساحات نابضة بالحياة تجمع بين الإبداع والفن والتراث،حيث تميز المعرض بعرض مجموعة واسعة من الأعمال الحرفية والفنية التي عكست التراث اللبناني والعربي في أبهى صوره.
قاصوف
بداية كلمة ترحيبية من عريفة الحفل ماريا شواح ثم كانت كلمة لراعية الحدث السيدة مهى قاصوف جاء فيها:”من هذا الصرح المفعم برائحة البخور والقداسة، أود أن أعبر للمسؤولين عن تنظيم صالون المهن الفنية والحرفية عن تقديري العميق، وتعاطفي الصادق، وامتناني الكبير.اسمحوا لي أن أوجه أسمى عبارات الشكر لسيادة المطران ميلاد الجاويش، الذي منح بركته لهذا اللقاء المبارك، هو الذي كرس نفسه بسخاء للعمل في حقل الرب الواسع، متحملًا دورًا فريدًا في نقل البشارة السارة، وشاهدًا أمام الإنسانية كعلامة ومصدر للرجاء والمحبة.كما أود، أن أقدم تحية تقدير إلى الأب الديناميكي الأرشمندريت ربيع أبو زغيب، وأردد كلمات الرسول بولس كما وردت في رسالته الأولى (4:10): “ليخدم كل واحد الآخر بالموهبة التي أخذها، كما ينبغي لوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة.”
وأضافت قائلة:”يشرفني ويسعدني أن أكون معكم هذا المساء ،لأشارككم أمسية يتداخل فيها الفن والحرف لننتقل إلى عالم مليء بالمشاعر والإبداع.وكيف يمكن أن يكون الأمر غير ذلك؟ حيث ينغمس كل واحد منكم في مواهبه، يغني رؤيته الفريدة، يطورها في ذهنه، ويجسدها بيديه في عمل مفعم بتاريخ راقٍ ومتألق بكل ما هو جمال وفرادة.لقد أراد هذا العمل حرًا، فتعامل مع ألوانه وصقلها ليخلق لوحة يرى فيها ازدهارًا وحفاظًا على نزاهة التراث الذي عهدت إليه استمراريته.
التراث هو هذا الإرث الثمين الذي ورثناه عن أجدادنا، ووعدنا بالحفاظ عليه وتقديمه للعالم كنموذج نبيل. صحيح أن التراث يشمل الماضي في ذاته، لكن الحاضر هو الذي يجعله حيًا ويحافظ عليه.إن الفنون والحرف اليدوية تؤكد أن التراث هو استمرارية الزمن، لأن من يمارسها يدرك أنه يستمد قوته وحماسه من المستقبل ليعيد إحياء الحاضر ويستمد من الماضي ما ينقصه من أصالة وثبات.
رسالتي لكل من يشارك في هذا الصالون:كل لحظة هي تجديد.لا تترددوا ! أظهروا روعة إبداعكم! آمنوا به! حققوه! إنه حر، لا تحده لا الزمان ولا المكان!كل لحظة هي تجديد، وكل لحظة لها قيمتها!الحياة هبة ثمينة علينا أن نستغلها ونعيشها بكل تفاصيلها”.
وتابعت تتحدث عن رحلتها الحياتية بدءً من بيتها الوالدي مروراً بمهنتها في حقل التدريس وصولا الى عملها الميداني في إنشاء جمعيات وأندية تعمل بكل جهد في جميع المجالات.”آمنا بقدراتنا، تواصلنا، تدربنا، وبذلنا قصارى جهدنا لإيجاد أسس تنمية مستدامة تواكب عصرنا، معتمدين على معطيات حضارية فعّالة على المستويات المحلية، الوطنية، والدولية.واجهتنا صعوبات كثيرة في تحقيق الاهداف لكننا نجحنا بعد العثرات وتحملنا المسؤوليات وتعلمنا ،ان كل لحظة هي تجديد!واليوم الذي لا يحمل جديدًا لرؤاي يصبح يومًا عديم الفائدة والجدوى!قد يشمل هذا الجديد جميع المجالات: العلمية، الأدبية، السياسية، الفنية، العاطفية، الترفيهية .”
وخلصت الى تعداد التزاماتها الاجتماعية والمواطنة الذي تبنيته منذ عقود بدء من بدايات ثمانينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا متوقفة عند نادي الروتاري ورسالته الانسانية التي حملت شعلتها في لبنان ومن ثم نقلتها الى كندا مع تأسيسها نادي روتاري مونتريال الارز متوقفة عند مباركة الباب فرنسيس للروتاريين الذين تجمعوا في الفاتيكان عام 2019.
الاب ربيع ابو زغيب
وفي كلمته اعرب الاب زغيب عن فرحه العميق وامتنانه الكبير لافتتاح النسخة الحادية عشرة من المعرض الملكي للحرف اليدوية والفنون التقليدية ،فهذا” الحدث الفريد هو دعوة حقيقية لدعم فنّانينا وحرفيّينا، هؤلاء البنّائين الأوفياء الذين يعملون بأيديهم وقلوبهم لإثراء مجتمعنا وإبراز هويتهم الإبداعية”.
وتوجه الى صاحب السيادة المطران الجاويش بالقول :” أبينا ومرشدنا الروحي، أود أن أعبّر عن أعمق مشاعر الامتنان. سيّدنا، اسمحوا لي أن أقول إنكم مصدر إلهام لكل واحد منا. حكمتكم ورؤيتكم المستنيرة تشجعنا دائمًا على التقدّم إلى الأمام”.
وأضاف قائلا:”هذا العام، أردنا أن نوجّه تكريمًا خاصًا لتراثنا العزيز في إطار قرار البرلمان الكندي الاحتفاء بشهر نوفمبر كشهر التراث اللبناني في كندا. لقد خصّصنا مساحة واسعة من هذا المعرض يوم الأحد لتسليط الضوء على تراثنا. هذا المعرض هو نافذة حقيقية على تقاليدنا”.
وختم متوجها بالشكر للحرفيين الذين زادوا هذا الحدث تألقًا بحضورهم ، فثقتهم بالمجيء لعرض أعمالهم هي شهادة على مواهبهم وأهمية هذا الحدث”.
المطران الجاويش