جاليات

زاد ديراني في أولى حفلاته في كندا: أشعر بفرح كبير وأحمل رسالة أمل إلى الجالية العربية

أحيا الموسيقي العالمي زاد ديراني حفله الأول في كندا، وذلك على مسرح Place des Arts في مونتريال، وسط حضور جماهيري لافت تجاوز الألف شخص، وضمّ أفرادًا من الجالية العربية ومحبي الموسيقى من مختلف الثقافات. وقد امتازت الأمسية، التي نظّمتها شركتا Alchimies و INNOVENT ، بأجواء دافئة تفاعل فيها الحضور بحرارة مع المقطوعات الموسيقية التي مزجت بين الطابعين الشرقي والغربي بتناغم فريد عكس هوية ديراني الفنية العالمية.

زاد ديراني المعروف بعشقه للموسيقى والتزامه بنقل رسائل السلام والتسامح من خلالها، هو موسيقي وملحن أردني عالمي، اشتهر بأعماله التي تمزج بين النمط الكلاسيكي الغربي والإيقاعات الشرقية، ما جعله يحظى بجمهور واسع في مختلف أنحاء العالم،هذا الجمهور الذي عبّر عن تذوقه اجمل الالحان بمناداته باسمه فخرا او بمشاركته الغناء مع كل لوحة موسيقية كان يرسما متأثرا بمضامينها احيانا وبرسائلها الانسانية احيانا اخرى.

عزف زاد وتأثّر، فتأثّرنا معه. ومن خلال تلك الشاشة العملاقة التي لم تفعل سوى كشف التزامه العميق وانخطافه بما يقدّمه، كنا نحن، الجمهور الحاضر، نشهد ونستمتع بكل لوحة موسيقية، نحلم عبر أنغامها بذلك الهناء المرسوم بموسيقى عصرية تنبض بالمشاعر.

شاركناه الفرح، والإيمان، والصلاة، وكأننا وإياه نُعيد اكتشاف أنفسنا من خلال كل نغمة. ومعه، استعدنا الأغاني وغنّيناها، لا كواجب أو تحضير، بل كاستجابة عفوية صادقة، تأكيدًا على أننا، نحن أبناء هذه الثقافة، على تماس دائم مع موسيقانا وهويتنا، نعيشها ونحملها في القلب أينما حللنا،فكانت مقطوعاته مع تلك التي عشقناها من مثل “هالبنت القوية” لوائل كفوري” وما في ورد” لملحم بركات،”ولبنان رح يرجع “لجوزف عطية،”ويسمعني حين يراقصني وخدني حبيببي عا الهدا “للسيدة ماجدة الرومي ،وميدليه ” أخر ايام الصيفية وع هدير البوسطا للسيدة فيروز “،وغيرها من المعزوفات التي اتاحت للجمهور غوص غمار عالم جديد ،غمار عالم الفن الجامع قبل ان يدخل الجمهور في هيستيريا التصفيق مع اغنية “يا بيروت يا ست الدنيا” حيث اثبت ديراني انه اللاعب الاوفر حظا في خيارات الفن واحترام اذواق الناس واهوائها.

وفي حديث خاص للكلمة نيوز التي كانت حاضرة في الحفل ، عبّر ديراني عن سعادته الغامرة قائلاً: “هذا شعور لا يوصف، إنها المرة الأولى التي أزور فيها كندا، وأنا ممتن لهذا الاستقبال الرائع والحفاوة التي غمرتني من الجالية العربية والجمهور الكندي. الأجواء كانت مؤثرة ومفعمة بالمحبة والطاقة الإيجابية”.

وعن الرسالة التي يود توجيهها للجالية العربية في كندا، قال: “هذه البلاد جميلة، وهي تمنح فرصًا كبيرة لمن يسعى وراء حلمه. المهم أن نتابع أحلامنا وألّا نتوقف، والموسيقى بالنسبة لي وسيلة لبث الأمل ومشاركة الجمال مع الآخرين”.

تتميّز موسيقى ديراني بحملها رسائل إنسانية عميقة، إذ قال: “أنا أؤمن بأن الحياة جميلة رغم التحديات التي نعيشها في منطقتنا. الموسيقى هي لغتي للتعبير عن الألم، الأمل، والحلم بمستقبل أفضل. هنا في كندا، هناك نظام يساعد على التطور، والفرص متاحة لكل من يسعى بجد”.

وعن مشاريعه المستقبلية، أعلن ديراني أنه سيعود إلى بيروت قريبًا لإحياء حفل كبير في فوروم دو بيروت في شهر تموز (يوليو) المقبل . وأكّد أنّه يركّز حاليًا على جولته الفنية، دون وجود تعاونات قريبة مع فنانين كنديين، مشيرًا إلى أن الموسيقى تبقى الجسر الأقوى بين الثقافات.

وعن كيفية التوفيق بين هويته الشرقية وانفتاحه على الثقافات الغربية، قال ديراني مبتسمًا: “الروح واحدة، وأنا أحمل في داخلي ثقافة الشرق وسحره، لكنني منفتح على الموسيقى العالمية. لا أضع حدودًا بين نوع وآخر، بل أدمجها لتعبّر عن شخصيتي، وتخاطب وجدان الإنسان أينما كان”.

اختتمت الأمسية بتصفيق حار من الجمهور الذي عبّر عن إعجابه الكبير بالأداء وبالمشاعر التي حملتها موسيقى زاد ديراني، الذي نجح في أولى حفلاته الكندية أن يترك بصمة مميّزة، وأن يؤكّد مجددًا أن الموسيقى لغة توحّد الشعوب وتتجاوز الحدود.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى