انطلاق فعاليات شهر التراث اللبناني في كندا القنصل العام انطوان عيد: مناسبة مميزة للاعتراف بالمساهمة البارزة للجالية اللبنانية في المجتمع الكندي

برعاية القنصل العام للبنان في مونتريال السيد أنطوان عيد، انطلقت مساء الجمعة فعاليات شهر التراث اللبناني الذي أقرّه البرلمان الكندي في العام 2023، في احتفال مميز نظمته السيدة غادة خليفة، مؤسسة مبادرة «التراث والإرث اللبناني» (Héritage et Patrimoine du Liban)، وذلك في فندق شيراتون لافال بمدينة لافال – كيبيك.
جمع الحفل عددًا من أبناء الجالية اللبنانية تقدمهم قنصل لبنان العام انطوان عيد، وزيرة الهجرة والمواطنة والمجتمعات المتعددة الثقافات في نوفا سكوشا لينا دياب، النائبتان في البرلمان الكيبيكي أليس ابو خليل وصونا لاخويان اوليفييه، رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية بسام طوشان، رئيس نادي زحلة شارل ابو خاطر، عضو المجلس البلدي في سان لوران عارف سالم، رجال دين، أهل الصحافة والاعلام وذلك احتفاءً بالتراث اللبناني العريق وبإسهامات الجالية اللبنانية في المجتمع الكندي.
استُهلّ الحفل بالنشيدين الوطنيين الكندي واللبناني، أدّتهما إليت بوسيك.
غادة خليفة
افتتحت اللقاء منظّمة الحفل غادة خليفة بكلمةٍ أكّدت فيها أهمية شهر التراث اللبناني، مشيرةً إلى أنّ هذا المساء يشكّل مرحلةً مهمّة في مسيرة الجالية اللبنانية في كندا، إذ يُحتفل خلاله بأول نشاطٍ رسمي لمؤسسة “التراث والإرث اللبناني” (Héritage et Patrimoine du Liban) والمتمثّل في إطلاق النسخة الأولى من شهر التراث اللبناني.
وأوضحت في كلمتها أنّ رسالة المؤسسة تتمحور حول الترويج للثقافة والتراث اللبنانيين في كندا، وتسليط الضوء على المساهمات المميّزة للكنديين من أصلٍ لبناني في مختلف المجالات.
وأضافت أنّ هذا الشهر يُشكّل فرصةً لإبراز مجموعة من السمات التي تُعبّر عن الهوية الجماعية للبنانيين، مثل روح المبادرة، والابتكار، والطموح، والمنافسة، إلى جانب روح الدعابة، التي تعكس قدرة اللبنانيين على الصمود في وجه التحديات حتى في أصعب الظروف.
وختمت بالقول إنّ مؤسسة “التراث والإرث اللبناني” ليست مجرد منظمة غير ربحية جديدة، بل هي منبرٌ للتعاون والتكامل بين المؤسسات والجمعيات، وتهدف إلى توحيد الجهود لإبراز وجه الجالية اللبنانية المشرق والمتألّق في كندا.
القنصل عيد

وكانت كلمة لقنصل لبنان العام انطوان عيد تحدث فيها عن اهمية الاحتفال بشهر التراث اللبناني جاء فيها: “إنه لشعور عظيم بالفخر وبتأثر عميق أن نجتمع اليوم للاحتفال بشهر التراث اللبناني في كندا، وهي مناسبة مميزة لتكريم غنى لبنان الثقافي والتاريخي والإنساني، وللاعتراف بالمساهمة البارزة للجالية اللبنانية في المجتمع الكندي.
إن التراث اللبناني ليس مجرد قوة من الماضي، بل هو كنز حيّ يتجلى في تقاليدنا العائلية، وموسيقانا، وشعرنا، وفنوننا، ومأكولاتنا، وتعليمنا، وأعمالنا. لقد تمكنت الجالية اللبنانية، بطريقة استثنائية، من الاندماج في كندا مع الحفاظ على قيمها الأصيلة القائمة على الانفتاح، والتسامح، وروح العائلة والتضامن.
إنها قوة لغتنا، وغنى ثقافتنا، وفخرنا بتقاليدنا اللبنانية، وموسيقانا التي تصدح في احتفالاتنا، وتلك الصلابة التي تجعل قلب الشعب اللبناني ينبض بالحياة وتجعله يشعّ خارج حدود وطنه”.
وتابع يقول: “ان شهر التراث اللبناني ليس مجرد احتفال بالماضي، بل هو وعد للمستقبل، دعوة لننقل ثقافتنا ولغتنا وتقاليدنا وموسيقانا إلى أبنائنا هنا في كندا ،حتى يحملوا بفخر مشعل أصولهم، وهم يزدهرون تمامًا داخل المجتمع الكندي، كما إن التزامكم هو الدليل الأجمل على أن الهوية اللبنانية ما زالت حيّة، تنبض بالنموّ والازدهار، وتتجدّد وتتخطّى الحدود. نحن نحتفل اليوم ليس بلبنان فحسب، بل أيضًا بهذه القصة الجميلة من الصداقة بين لبنان وكندا ،دولتان توحّدهما الحرية، والتنوّع، والسلام”.
وختم قائلا: “أودّ أن أعبّر باسم حكومة لبنان عن امتناننا العميق لحكومة كندا والسلطات الكيبيكية على هذا الاعتراف بشهر التراث اللبناني، وأتوجه إليهم بخالص الشكر والتقدير على دعمهم المستمر للجالية اللبنانية ومساهمتهم في تعزيز الروابط بين بلدينا”، محييا السيدة الفاضلة لينا دياب، راعية هذا الشهر، وجميع المسؤولين المنتخبين من أصل لبناني على المستويات الفدرالية والإقليمية والبلدية، على هذا العمل الرائع شاكرا السفير زياده على قيادته ورؤيته وحكمته خلال السنوات التي قضاها في مونتريال وأوتاوا، حيث خدم الجالية اللبنانية بشغف وإخلاص، متمنيا لزميله بشير طوق الذي تمّ تعيينه سفيرًا في أوتاوا، والمعروف بكفاءته العالية، راجيًا له مهمة ناجحة في كندا.
وتوجه قنصل لبنان العام بكلمة من القلب بلغتنا اللبنانية جاء فيها: “دعوني أبدأ حديثي ببعض الكلمات المفعمة بالمحبة والتقدير، فاليوم لن أتحدث عن الوجوه في بلادنا، بل عن تلك الوجوه الجميلة الموجودة بينكم هنا. ما أروع هذه الوجوه التي تحمل في ملامحها حلماً كبيراً، وجمالاً أصيلاً، وطيبةً نادرة. لقد كان لي الشرف الكبير أن أتعرف إلى هذه الوجوه الطيبة خلال السنوات الماضية، وجوه تحمل في طياتها البياض والمحبة، وتفيض دفئاً وإنسانية.
هذه الوجوه المشرقة تجسّد الصلابة والتجذّر كأرز لبنان، وتحمل في عيونها زرقة البحر الذي يحيط بوطننا الجميل. إنها وجوه تنبض بالأمل والرغبة في الحياة، بالعطاء والكرم، وبالثقافة والتضامن، وقبل كل شيء، بالإنسانية والكرامة.
مثل شجرة الأرز التي تعانق السماء، ومثل شجرة الزيتون التي تغرس جذورها في الأرض الطيبة، أنتم تجسّدون لبنان الحقيقي — لبنان الأمل، لبنان المحبة، لبنان العطاء الذي لا ينضب.
لقد كان لي الشرف أن أخدم هذه الجالية الرائعة والمتميزة طوال السنوات الماضية. وإن كانت هذه ربما آخر مرة أطلّ عليكم فيها، فأقولها من القلب وبكل فخر: هذه الوجوه التي عرفتها ستبقى مطبوعة في قلبي أينما ذهبت.
أنتم وجه لبنان الحقيقي — لبنان الإنسانية، لبنان السلام، لبنان الازدهار، لبنان التقدّم والنجاح. أنتم لبنان الذي نريده، لبنان الذي نرفع به رؤوسنا أينما كنّا، لبنان الحضارة والرسالة، لبنان الذي، رغم كل الظروف والمآسي، سيبقى صامداً قويّاً ومنيراً، طالما أنتم موجودون فيه.
على مدى ثماني سنوات، تشرفت بمعرفتكم وخدمتكم، وسأبقى دائمًا على استعداد لخدمتكم أينما كنت في هذا العالم. أشكركم من القلب على محبتكم وثقتكم، وأدعو الله أن يحفظكم جميعًا، وأن تبقوا دائمًا متّحدين ومتضامنين.
نحن فخورون بجذورنا، بتراثنا، وبثقافتنا، فلبنان فينا حيّ ما دمنا نحمل صورته الحقيقية في قلوبنا”.
أليس ابو خليل

والقت النائبة في البرلمان الكيبيكي اليس ابو خليل كلمة مقتضبة جاء فيها: “أستطيع أن أقول بكل يقين وثقة، كما قيل تمامًا:
نحن جالية صامدة، جالية مثابرة، صادقة، نعمل جميعًا بروح التعاون والالتزام، ونشكّل معًا مثالًا رائعًا للعطاء والمساندة في هذا البلد العزيز، كندا، الذي احتضنتنا وفتح أمامنا الأبواب بكل محبة”.
أنا سعيدة وفخورة بانتمائي اللبناني، وكما قلت في كلمتي أمام البرلمان الإقليمي لمقاطعة كيبيك.، أكررها اليوم من القلب:
أنا فخورة بكوني لبنانية.
وختمت قائلة: “لن أنسى أبدًا جذوري، ولن أنسى وطني، لكنني أيضًا محظوظة أن أعيش هنا، في هذا البلد الجميل، بينكم جميعًا، ومع هذه الجالية الرائعة التي أعتز بها كثيرًا.شكرًا لكم جميعًا، من القلب”.
غنّت الفنانة الشابة كريستا ماريا أبو عقل أغنية «J’ai quitté mon pays»، ممزوجة بأغنية «نسم علينا الهوى»، فأبدعت في أداء مؤثّر حرّك مشاعر الحاضرين وأعاد إلى الأذهان حنين الوطن والاغتراب.
لينا دياب
وفي كلمتها شكرت سعادة الوزيرة لينا دياب القنصل انطوان عيد وكل من ساهم في تنظيم هذا الحدث الرائع الذي يُجسّد روح لبنان وثقافته الغنية، ومما قالته: “إنه لمن دواع سروري الحقيقي أن أكون معكم هذا المساء للاحتفال بإطلاق شهر التراث اللبناني، فهذا الحدث مهم جدًا بالنسبة لي، لأنني أعلم حجم الجهد والتفاني الذي بذله آباؤنا وأجدادنا، وجميع الأجيال التي سبقتنا إلى كندا، وساهمت في بناء هذا البلد العظيم.
كما تعلمون، فإن أوائل اللبنانيين الذين جاؤوا إلى كندا كانت هجرتهم في تسعينيات القرن التاسع عشر، ومنذ ذلك الحين، ترك اللبنانيون جذورًا عميقة في هذه الأرض، وساهموا مساهمة فعالة في بناء الاقتصاد والمجتمع والثقافة الكندية”.

وأضافت تقول: “خلال هذا الشهر، نحن نكرّمهم جميعًا. إن الاحتفال بشهر التراث اللبناني في كيبيك وكندا هو مناسبة للفخر بما أنجزناه وللاعتزاز بأصولنا. إنه وقت نقول فيه شكرًا، شكرًا لأولئك الذين غادروا لبنان بشجاعة، وشكرًا لأولئك الذين بنوا حياتهم هنا مع الحفاظ على ثقافتنا ولغتنا ودفئنا الإنساني حيًّا ومتألقًا.
لقد ساهم اللبنانيون واللبنانيات في كندا في مجالات متعددة: في الأعمال، والطب، والفنون، والخدمة العامة، والتعليم، وطبعًا في فن الطهي الذي يُعدّ من رموز ثقافتنا الجميلة.
وبصفتي نائبة كندية من أصل لبناني، فقد كان من أعظم شرف حياتي العامة أن أقدّم وأقود مشروع القانون الذي أقرّه البرلمان الكندي، ثم مجلس الشيوخ، ولجنة المجتمع، والذي اعترف رسميًا بشهر نوفمبر على أنه شهر التراث اللبناني في كندا، والذي قد تمّ إقرار هذا القانون في يونيو 2023 وكان ذلك لحظة لن أنساها أبدًا، لأنها لم تكن لحظة تخصّني وحدي، بل كانت لحظة تخصّنا جميعًا، تخصّ آباءنا، وأمهاتنا، وأجدادنا، وأبناءنا، وكل شخص من أصل لبناني ساهم في هذا البلد العظيم، كندا”.
وتابعت قائلة: “اليوم، نحتفل بتاريخنا، تاريخٍ من الصمود، والكرم، والمحبة، والأسرة، والمجتمع، لكننا نحتفل أيضًا بمستقبلنا بشبابنا الذين يحملون لبنان في قلوبهم، ويتحدثون لغات متعددة، ويُظهرون للعالم ما يعنيه أن تكون كنديًا من أصل لبناني:
فخورًا، منفتحًا، ومستعدًا دائمًا لمساعدة الآخرين”.
وختمت بالقول: “أثناء إطلاقنا لشهر التراث اللبناني هذا المساء، أودّ أن يشعر كل واحدٍ منكم بتلك الفخر ذاته، وبتلك الصلة العميقة بجذورنا، أينما كنّا في كندا. ليكن هذا الشهر مناسبةً لمشاركة ثقافتنا وتقاليدنا وموسيقانا وأطعمتنا، وقبل كل شيء، قلوبنا، شكرًا لكل من ذكّرنا أن مهما أخذتنا الحياة بعيدًا، فإن لبنان يعيش فينا”.
ودعت دياب الجميع لحضور فعالية رفع العلم اللبناني يوم الأربعاء، 5 نوفمبر عند الظهر، في تلة البرلمان في أوتاوا.
وتخللت الأمسية عروض ثقافية، وتذوق لمجموعة من الخمور اللبنانية والأجبان، في أجواء مفعمة بالفخر والانتماء.








