مناسبات

شحادة حلوم

Photos et Videos Studio Halloum

سألوني عنه، فلم أعرف له جوابًا

لم يكن للحب يومًا عيد، وما كانت الوردة تحمل عقدًا، وليس للحب تاريخٌ، به يُعرف، وقيل فيما قيل عنهُ، الحُب في الهواء، لستُ أنا ممن يضعون لهُ إطارًا، ويحددوه، أو ،من يصنعون لهُ تمثالًا، ويعبدوه ،أو ممن يعصرونه خمرًا، ليشربوه، لكنني أعرف أنه موجود، وبقوةٍ، وأعلم أنه سيدٌ، ومُطاعٌ بإرادة، وأنه مُقيمٌ فينا من الأزل والى الأبد…

 سألوني عنهُ، فلم أعرف جوابًا، وهوحولي مُحيطٌ، وأنا فيه عائمٌ كل عمري، أحببتُ أُمي أولا، أبي، عائلتي، مُحيطي، وحين شببتُ أحببت شريكة عُمري، ثم أبنائي، فأحفادي، وإرتاحت نفسي بحُب الآخر، كلُ آخر في الإنسانية، حتى غدوت أحمل السعادة وأعيشها كلما نظرتُ الى أي إنسان،،، وأصبح قلبي موصولًا بأطراف الأرض جميعها.

 وتعلمت وأنا رجل، أن الحُب مؤلم، حين يوجعك ألمُ الآخرين، وحين يُظلمُ طفلٌ بجوعٍ أو خوفٍ أو حرمان، أما لأنانية الحُب،إذا حددناهُ، بحُب إمرأة؟ فهو سموٌ بالروح، الى العلا، وهو عطاءٌ دون شعور أنك تُعطي، وهو أن لا تشعر بالأسف أبدًا، فالمُحب بقلبه لا يقصدُ سوءًا أبدًا، وقد أسعدني الزمانُ بحُب إمرأةٌ، هي ذاتي بجسد أُنثى، فكأنني معها أُحبُ نفسي وبأنانية لا تحتملُ الإذا….

فهي زوجة روحي منذ ثلاثين عامًا، وكأننا اليوم القينا واليوم أحببنا واليوم أصبحنا السعادةُ معًا ولبعضنا، عيدُ الحُب، تصغيرٌ للحبِ، وليس تعظيمًا  ،ففي داخلنا يُعظمُ الحُب، حتى من دون كلمات، ويُلخص الرحابنه بأغنية مشاعرُ الحُب فيقولا على لسان فيروز:

 يا حبيبي لا تغيب كتير، وتتأخر ليلية، أنا ما بدي هدايا حرير وإسوارة عيدية، بدي من عشية، نقعد بالسهرية، وصوتك يضحك ملوى البيت، ويضوي إيامي، يا حبيبي. 

لكن لكل إنسان طريقته في الحُب وتفسيرهُ والنظرة اليه، وأحترم كل الآراء فيه، لأن المهم أن نُحب، لا أن نُفسر الحُب، وأخيرًا من تجربتي أعرف أن حُب الأحفاد والأطفال هو أعظم الحُب وأروعهُ، وهو يُعطي سعادة لم نكن نعرف بوجودها وحلاوتها طول العمر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى