منوّعات

أردني يصمم بدلاته من بقايا أقمشة الكنب والستائر

فكرة علي صرصور انطلقت من أقمشة الكنب والستائر وحبه الشديد لحرفته.

يتعامل علي صرصور، وهو منجد أردني شغوف بالأزياء، مع شوارع العاصمة الأردنية عمان باعتبارها مسرحا أو بوديوم عرض الأزياء الخاص به، ومع المارة باعتبارهم جمهور العرض.

يخرج كل صباح من بيت عائلته في جبل الحسين إلى جبل القلعة ليطمئن على بدلاته وكلبته، ليتجه بعدها إلى مهنته التي يمضي فيها أيامه بتنجيد الكنب وتغيير تصميمها، والبرادي وما يتعلق بالمنزل من الداخل، مستخدما بقايا قماش الكنب والستائر في تصميم وخياطة بدلات ملونة فريدة من نوعها لنفسه.

الفكرة انطلقت من أقمشة الكنب والستائر وحبه الشديد لحرفته، فقد اختار أن يصنع شيئا يجعله مرتبطا به، وأن يعرف الناس ما هو عمله، من هنا قام بتصميم بدلاته من أقمشة التنجيد.

وهدف صرصور (29 سنة) من ذلك هو تحقيق الشهرة في حيه كشخص فريد مثل ملابسه المميزة، موضحا أنه شغوف بإعادة التدوير من أجل القضاء على المخلفات.

وقال صرصور “أنجد الكنب والأثاث من قماش مميز وما تبقى من ذلك القماش أفصل منه ملابس خاصة بي للتعبير عن حبي لإعادة التدوير، حتى أنني أحس نفسي أحيانا كنبة تسير في الشارع. الناس تعرف أنني منجد كنب كما تعرفني من ملابسي المميزة التي أمشي بها في الشارع، وزادت بدلاتي الغريبة من الإقبال على عملي كمنجد وهذا شعور جميل”.

وتعلق صرصور بلبس البدلات منذ أن كان طفلا صغيرا لم يتجاوز العشرة أعوام، قائلا “بدأت بالتعلق الشديد بلبس البدلات بعدما شاهدت أخي الأكبر يلبسها، لكن بدلاته لم تكن مميزة، ما جعلني أهتم بها وباقتناء الألوان الغريبة منها، لكنها تحتوي على ذوق يناسبني”.

وصمم صرصور وخيّط حتى الآن ما إجماله 125 بدلة على مدى 15 عاما من عمله كمنجد، ومع أنه لا يعرض بدله للبيع حاليا، إلا أنه يعطي بعضها للأصدقاء الذين يعجبون بها.

ويوضح أنه سيكون سعيدا بأن يصمم نماذج مماثلة من أجل الزبائن المهتمين، متمنيا أن يتحول إلى مصمم أزياء رجالية أيضا.

 

صرصور صمم حتى الآن125 بدلة طيلة 15 عاما، يعطي بعضها للأصدقاء الذين يعجبون بها

لكنه يقول “إن البعض ينظرون باستغراب إلى ملابسي، فلا تعجبهم بدلاتي ولا يتقبلون فكرتها أو لباسها”.

ويضيف “الهدف من لبسي للأزياء الغريبة هو أنني أحب التميز كثيرا وأحب أن أمثل بحب صنعتي كفن، فالتصميم ليس شيئا سهلا، والفن الحقيقي أن تكون جريئا يعني أن تلبس هذه الألوان الغريبة جدا، وهذا اسمه مجازفة”.

وفي البدايات كان علي يقوم بانتقاء الأقمشة الغريبة والمميزة والتصاميم الأغرب وارتدى “الكوردروي” و”البيربري” و”المخمل” من ألوان متنوعة، منها الحمراء والبيضاء والزرقاء، وموديلات جريئة وحديثة مثل السبور والمقلم والمخطط والكروهات، ولم يعد يرتدي سوى البدلات التي يصنعها بنفسه حتى لقب بـ”ملك البدلات”.

ويتجول في شوارع العاصمة الأردنية عمّان يوميا مع كلبته جولي ويمشي في جبل اللويبدة، المكان الأكثر ارتياحا له، ويحيي المارة الذين يلتقطون صورا لأنفسهم معه لأنهم يعرفونه باعتباره المنجد صاحب البدلات الغريبة.

وأشار إلى أنه بات يوصي على بعض الأقمشة من بريطانيا والولايات المتحدة، فإحدى بدلاته المميزة بالنسبة إليه بدلة مصممة من قماش طلبه من بريطانيا “ماركة بيربري”.

وعن كلبته جولي التي تعيش معه في بيته وخارجه يقول صرصور “هذه الكلبة جعلتني أعرف معنى الحب وأعي ما هو الوفاء والإخلاص، أنا أعيش مع جولي منذ ثماني سنوات في الغرفة والشارع  والورشة، كل الناس تقول لي إن جولي تأخذ من شخصيتك الكثير، فهي تمشي في الشارع كالمرأة  المتكبرة”.

وفي ما يتعلق بإحساسه عندما يقبل عليه الناس ويصافحونه ويحيونه وهو يسير مع جولي في الشارع، قال صرصور “ينتابني شعور بالسعادة عندما تناجيني الناس في الشارع، أحس أنها تحترمني ليس لأنني ألبس بدلات غريبة بل لأن شخصيتي قوية من خلال جرأتي”.

------------

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى