علوم وتكنولوجيا

الكشف عن سبب ظاهرة “الثلج الاخضر” في القارة القطبية الجنوبية

سجل عام 2020 أعلى معدل لدرجات الحرارة في شبه جزيرة أنتاركتيكا منذ ثلاثة عقود ، الأمر الذي أدى لظاهرة تعرف باسم ” الثلج الأخضر”.

توقع باحثون أن الثلج الأخضر، وهو نتيجة ازدهار الطحالب في شبه جزيرة أنتاركتيكا، من المرجح أن ينتشر مع ارتفاع درجات الحرارة نتيجة لتغير المناخ، وذلك بعد إنشائهم لأول خريطة واسعة النطاق لتلك الكائنات الحية وتحركاتها.

وباستخدام بيانات أقمار صناعية جُمعت بين عامي 2017 و2019، مع قياسات أُخذت على الأرض على مدار صيفين في القارة القطبية الجنوبية، تمكن علماء من رسم خريطة للطحالب المجهرية أثناء ازدهارها في الثلوج في شبه جزيرة أنتاركتيكا.

وقد يخلق ارتفاع درجات الحرارة بيئات “صالحة للسكن” للطحالب التي تحتاج إلى ثلوج رطبة لتنمو فيها، حسب ما قاله الباحثون لـCNN.

وتُعتبر طحالب الثلج الأخضر كائنات مجهرية عند قياسها بشكل فردي، ولكن، عندما تنمو هذه الكائنات في الوقت ذاته، فهي تُحول الثلج إلى اللون الأخضر الزاهي، ويمكن رصد المشهد من الفضاء، حسب ما ذكره باحثون في دراسة نُشرت في مجلة “Nature Communications” الأربعاء.

واستخدم باحثون من جامعة “كامبريدج” ومعهد “British Antarctic Survey” بيانات أقمار صناعية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية مع قياسات من “رايدر باي” في أنتاركتيكا، وشبه جزيرة فيلديس، وجزيرة الملك جورج.

ويمكن العثور على بقع من الطحالب الثلجية الخضراء على طول الخط الساحلي للقارة القطبية الجنوبية، وهي تتواجد في المناطق “الأكثر دفئاً”، حيث يكون متوسط درجات الحرارة أعلى بقليل من صفر درجة مئوية خلال أشهر الصيف في نصف الكرة الجنوبي من نوفمبر/تشرين الثاني إلى فبراير/شباط.

وقال الباحثون إن شبه جزيرة أنتاركتيكا هي جزء من المنطقة التي شهدت أسرع احترار في الجزء الأخير من القرن الماضي.

وسُجلت درجات حرارة عالية بشكل غير معتاد في فبراير/شباط، وذلك خلال موجة حر مدتها 9 أيام في الطرف الشمالي للقارة في وقت سابق من هذا العام.

وحدد العلماء ألف و679 انتشاراً طحلبياً على سطح الثلوج يغطي مساحة 1.9 كيلومتر مربع.

ويعتقد الباحثون أن هذه الكائنات ستستمر في الانتشار مع زيادة درجات الحرارة العالمية.

وقال الباحث في جمعية “كامبريدج” والمؤلف الرئيسي للبحث، أندرو غراي، في بيان: “مع ارتفاع حرارة القارة القطبية الجنوبية، نحن نتوقع زيادة الكتلة الإجمالية للطحالب الثلجية”.

ومع أن زيادة ذوبان الثلوج قد تؤدي إلى نمو المزيد من الطحالب، إلا أن غراي قال لـCNN إن توزيع تلك الكائنات الحية يرتبط بشكل كبير مع الطيور، إذ يعمل برازها كسماد لتسريع نمو الطحالب.

ونظراً لتأثر الطيور، وخاصة البطاريق، بارتفاع درجات الحرارة، أشار غراي إلى أن الطحالب الثلجية قد تفقد مصدر غذائها التي تحتاج إليها للنمو.

وأضاف الباحث أيضاً أن زيادة الانتشارات الطحلبية قد تؤدي إلى ذوبان الثلوج بشكل أكبر بسبب كون الطحالب داكنة اللون جداً.

وستعكس الطحالب الثلجية حوالي 45% من الضوء الملقى عليها فقط، في حين أن الثلج الطازج يعكس 80% من الضوء، وسيزيد ذلك من معدل ذوبان الثلوج في منطقة محلية، حسب ما قاله غراي.

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى