مناسبات

الاب ايلي يشوع

نؤمن أن يسوع مات ثم قام (1تسا 4/14)

كل سنة تقرع الأجراس معلنة للعالم أجمع عن القيامة، قيامة الرّب يسوع، المخلّص الّذي غلب الموت بالموت، وأعطانا الحياة.

كل سنة يتوجّه الجميع الى الكنيسة، عائلات، أطفال ومسنون للاحتفال بعيد الأعياد، وتبادل التهاني وليهتفوا: “المسيح قام حقًّا قام”. ولكن هذه السنة وللمرة الثانية على التوالي، نحتفل وفي قلبنا غصة وحسرة وقلق بسبب وباء الكورونا الذي يجتاح العالم، تاركا وراءه الهلع والخوف والموت، المرضى والضحايا ولما يزل.

ولكن حين نؤمن أن يسوع المسيح قام، وحين نعرف ونعي أننا أبناء القيامة، أبناء الرجاء، فإنه لا مُحالة سنتخطّى كلّ هذه المخاوف والصّعاب مهما تعاظمت… إنّ المسيح القائم من الموت هو قريبٌ من كل إنسان، قريبٌ منّي ومنك ويقول لنا: “لا تخافوا …”.

المسيح حيٌّ، حاضرٌ وفاعلٌ في العالم وفي الكنيسة حتّى نهاية الأزمنة “هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم” (متى 28: 20). فما علينا إلا أن نلتجئ إليه عند ضعفنا وخوفنا، لنستمدّ القوة والشجاعة والثقة التي نحن بحاجة إليها.

القيامة إخوتي، هي دعوة لقبول الذي لا نفهمه بعقلنا البشري، هي دخول بعلاقة مع الرب القائم من الموت، هذا الحدث الذي جرى عبر التاريخ وما زال قائماً في الحاضر وسيظلّ قائماً في المستقبل إلى يوم المجيء الثاني.

ويمكننا أن نختبر مفاعيل القيامة بحياتنا اليومية، وذلك إذا عرفنا كيف نتحّد بيسوع القائم من الأموات والحي … الاتحاد الذي يتم عبر الصلاة، واقتبال الأسرار، عبر عيش الفضائل الإلهية وممارستها، عبر التوبة والمسامحة والالتقاء بالآخر، وبذل الذّات ومساعدة الآخرين ومشاركتهم البشرى السارة ” بُشرى القيامة! بشرى تجسّد الابن وموته وقيامته، محور البشارة وأساس إيماننا.  “سَلَّمتُ إِلَيكم قبلَ كُلِّ شيَءٍ ما تَسَلَّمتُه أَنا أَيضًا، وهو أَنَّ المسيحَ ماتَ مِن أَجْلِ خَطايانا كما وَرَدَ في الكُتُب، وأَنَّه قُبِرَ وقامَ في اليَومِ الثَّالِثِ كما وَرَدَ في الكُتُب” (1 قورنتس 15: 3-4). “وإِن كانَ المسيحُ لم يَقُمْ، فتَبشيرُنا باطِلٌ وإِيمانُكُم أَيضًا باطِل” (1 قورنتس 14:15).

كان التلاميذ بعد موت الرّب في حالة حزن وخوف وقلق وحتى إنهم ضعفوا وقل إيمانهم، ولكنّ كلّ ذلك تبدّد، وعادت الحياة إليهم بعد حدث القيامة… لأنّ القيامة هي الانتصار والغَلَبَة لكلّ مُؤمن، ونحن أمامَ صعفنا ومشاكلنا وآلامنا وخوفنا وخطايانا، هل نؤمن بأن حدث القيامة، هو إمكانية تغيير موجودة بداخلنا، وأن يسوع القائم من الأموات عبر اتحادنا به قادر أن يدحرج حجر ضعفنا وعجزنا وخطيئتنا ويغير موتنا لحياة؟ هل كلامنا، وأعمالنا، وحياتنا… تُعبّر عن فرح القيامة؟ أم عن بؤسنا وخوفنا وتشتتنا؟ هَل نشكر الابن الوحيد على العمل الخلاصي الذي قام به من أجلنا؟ حيث صالحنا مع الله أبيه وخلّصنا، هل نقبل هذا الخلاص، ونقبل بحمل الصليب والآلام بفرح، لنتذوق فرح القيامة الحقيقية على مِثالِ يَسوع؟

المسيح قام، ودقّت الأجراس فرحًا وابتهاجًا بيوم السلام، يوم الخلاص، يوم العبور من الموت إلى الحياة، “هذَا هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَنَعُهُ الرَّبُّ، لنَبْتَهِجْ وَنَفْرَحْ فِيهِ.” (مز 118: 24)

لنهلّلْ للقائم من الموت، ولنعشْ قوة القيامة وثمارها ونتائجها في حياتنا، ونشكرْ ونبشّرْ بمن نقلنا من عالم الظلمة إلى النور، ومن الموت إلى الحياة، فننشر الرَّجاء والسّلام والفرح… ونهتف دوماً “المسيح قام حقًّا قام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى