مناسبات

الاب برنار باسط

القيامة هي حياة الله التي بدأت فينا مع تجسّد المسيح الكلمة الأزلي، الذي من حضن الآب “مملوءًا نعمةً وحقًّا ” يو ١: ١٤ (والذي “به خلقنا على مثاله” (يو١: ٣) لكي يفتدينا من خطيئة العصيان والتكبر على الله.

لقد بررنا امام العدل الالهي بدمه القدوس، وصالحنا بآلامه الخلاصية مقدسًا طبيعتنا ومطهّرًا إياها من الأنا والتمرد ومحررًا نفوسنا من الضعف والموت.

بهذه القيامة المجيدة فتح لنا أبواب الملكوت واهباً لنا روحه القدوس الذي هوعربون ميراثنا الآتي (٢ كو١: ٢٢)  فأصبحنا بذلك هيكلاً له، أبناءً حقيقيين للآب وأعضاءً في جسد المسيح السرِّي.

اذًا القيامة هي هبة الله لنا والملكوت حاضرٌ ليستقبلنا، فهل نفتدي الوقت لنغتني من زمن الافتقاد والنعمة هذا؟ ام ما زلنا متعلّقين ومتلّهين بمغريات هذه الحياة الفانية التي نشتهيها فنأكلها كالعسل في الفم لتصبح مرّةً في الجوف، مخيبةً آمالنا وتوقعاتنا علماً انها تدخلنا في ظلمتها من “زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة…. “(غِل ٥:١٩)؟

فلنثق ايها الاخوة انه مهما تأخرنا في الرجوع عن طرقنا الرديئة فان قول أبينا في القدّيسيين يوحنا الذهبي الفم يذكّرنا بأن : “لا يبكين أحد، لأن الغفران قد أشرق من القبر. فمن وصل الساعة الحادية عشرة، لا يخف الإبطاء فإن السيد كريم جوّاد، يقبل الأخير مثل الاول”.

إذاً على الرغم مما عشناه من صعاب وتحديات وبعد عن الله ومما يجري حولنا من أحزان وضيقات، وخاصة في أوطاننا في الشرق، فإن إيماننا بالقيامة يعطي حياتنا معنى خاصًا إذ يملؤها فرحاً ورجاءً بأن نهايتها ليست الفراغ والعدم بل المجد في جوار المسيح.

أصلي لأجلكم ليملأ نور القيامة قلوبَكم ويُقدّس أعمالكم وحياتكم ، فتشهدون لقيامة المسيح وتبشّرون العالم مع حاملات الطيب والرسل وكل طغمة القديسين بأن ابن الله المخلص جنس البشر، قد قام حقاً وأمات الموت.

المسيح قام! حقًّا قام!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى