قصة شاب ألهمه المرض إنشاء شركة صغيرة باتت تحقق مليارات الدولارات
حين سافر الشاب الذي تنحدر عائلته من لبنان، جوني بوفارات، برفقة صديقته حول جنوب شرق آسيا في عام 2015، أصيب بعدوى جعلته طريح الفراش لعدة أشهر، لكنها كانت سببا في مفاجأة كبرى.
بوفارات الذي ولد ونشأ في أستراليا، قبل أن ينتقل إلى لندن وهو في سن المراهقة، استلهم فكرة شركة أصبحت قيمتها بمليارات الدولارات خلال فترة مرضه التي جعلته حبيس المنزل.
وفقًا لقائمة الأثرياء التي نشرتها صحيفة “صنداي تايمز” البريطانية، فإن الشاب البالغ من العمر 27 عامًا الحاصل على شهادة في الهندسة الميكانيكية من جامعة مانشستر، هو الآن أصغر ملياردير عصامي في المملكة المتحدة، ماذا فعل؟
العدوى التي أصابته خلال الرحلة المذكورة، جعلته يعاني من نقص المناعة، حتى إنه أصبح يعتقد في دنو أجله بعد عام من المرض الشديد ولزوم الفراش، إلى أن لاحت في ذهنه فكرة رائعة.
وجد الشاب المريض أنه لا يمكنه مقابلة الناس وإجراء اتصالات جديدة، وكان حضور الندوات عبر الإنترنت ومؤتمرات الفيديو أحد الأشياء التي يمكن أن يفعلها بنجاح، وكان ذلك مفتاح التقدم الذي أحرزه بعد ذلك، إذ أنشأ تطبيق “هوبين” الذي جرى تصميمه ليكون تجربة تفاعلية تسمح للمشاركين بالتواصل مع الحاضرين الآخرين، من خلال الرسائل وغرف التواصل الأخرى عبر الإنترنت.
يقول “قد يكون هناك 1000 شخص في الندوة عبر الإنترنت، لكن من يتحدث هما شخصان فقط، ولا يمكنك حتى رؤية من كان يشاهد الندوة معك”.
بدأت شركة “هوبين” عملها في عام 2019 بستة موظفين فقط صاروا حاليا 500، لكنها نمت بشكل كبير خلال الوباء، نظرا لأن إجراءات الإغلاق جعلت تنظيم المؤتمرات عبر الإنترنت فعالا بشكل كبير.
وتدخلت “هوبين” وقدمت بديلا للشركات التي تريد العمل عبر شبكة الإنترنت. وكما هو الحال مع تطبيق “زوم”، جاءت التكنولوجيا التي أطلقتها شركة “هوبين” في التوقيت المناسب تماما.
واستضافت منصة “هوبين” أكثر من 80 ألف حدث منذ عام 2020، وتعمل مع منظمات وشركات مثل الأمم المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) وسلاك، ويونيليفر.
وبغض النظر عن عدم وجود مقر دائم للشركة، فإن بوفارات نفسه ليس لديه منزل دائم هو الآخر، فهو رحالة ينتقل من عقار مستأجر إلى آخر، ويدير شركته من أي مكان يوجد فيه.
وكل شهر يجري تنظيم اجتماع بالفيديو لجميع الموظفين الـ500 على منصة “هوبين” الخاصة، وهو الاجتماع الذي يصفه بوفارات بأنه “أشبه ببرنامج ألعاب تلفزيوني”.