أمّة أتيكاميك تطالب بمواجهة العنصريّة الممنهجة من خلال “مبدأ جويس”

أكّد زعماء أمّة أتيكاميك من سكّان كندا الأصليّين أنّه آن الأوان كي تتّخذ الحكومة الكنديّة وحكومة كيبيك موقفا من العنصريّة الممنهجة بحقّ السكّان الأصليّين.
ورفع مجلس أمّة أتيكاميك ومجلس محميّة ماناوان في منطقة لانوديير في كيبيك وثيقة إلى الحكومتين، تضمّنت مجموعة من الاقتراحات مستوحاة من “مبدأ جويس” في إشارة إلى الشابّة الكنديّة جويس إيتشاكوان وهي أمّ لولدين، التي توفّيت في ظروف غامضة أثناء تلقّيها العلاج في مستشفى جولييت الكيبيكي.
وقد تعرّضت إيتشاكاوان (37 عاما) ، إلى الشتائم والإهانة على يد ممرّضات وهي تصرخ مستغيثة، كما ظهر في شريط فيديو صوّرته بنفسها ونشرته على موقع فيسبوك قبل لحظات من وفاتها.
وأطلق مجلس أمّة أتيكاميك وأعضاء مجلس محميّة ماناوان التي تنتمي إليها الشابة عقب وفاتها، سلسلة مشاورات لجسّ نبض أبنائه ودعاهم إلى تقاسم تجاربهم بشأن النظام الصحّي والخدمات الاجتماعيّة.
ووسّع نطاق المشاورات إلى كلّ من يودّ المشاركة فيها من أبناء الأمم الأوائل، بهدف المساهمة في إحداث التغيير في النظام الصحّي بحيث يشعر السكّان الأصليّون أنّهم بأمان حسب ما قال سيبي فلامان نائب زعيم مجلس الأتيكاميك في محميّة ماناوان.
وأعرب ممثّلو أمّة أتيكاميك خلال لقائهم رئيس الحكومة الكيبيكيّة فرانسوا لوغو أوائل الشهر الماضي عن رغبتهم في أن يتمّ تغيير نهج التعامل داخل النظام الصحّي مع المرضى من أبناء السكّان الأصليّين.
وافتتح الوثيقة التي تقع في 16 صفحة كارول دوبيه زوج جويس إيتشاكوان، الذي أعرب عن أمله في أن يتمّ تبنّي الوثيقة كي لا تذهب وفاة زوجته سدى ولا يقع أحد بعد اليوم ضحيّة العنصريّة الممنهجة.
وأعرب زعماء أمّة أتيكاميك عن أملهم في أن تشكّل الوثيقة إطار عمل تهتدي به الحكومات في قراراتها عندما يتعلّق الأمر بتقديم الخدمات الصحيّة والاجتماعيّة.
وأعرب الزعيم الأكبر لأمّة أتيكاميك كونستان أواشيش عن أمله في أن يشعر السكّان الأصليّون أنّهم أكثر أمانا.
ومن المتوقّع إرسال نسخ من الوثيقة إلى عدد من أعضاء مجلس العموم الكندي و منظّمات المجتمع المدني.
ورفعت الوثيقة مجموعة من المطالب، من بينها تأهيل العاملين في القطاع الصحّي وإدماج ممارسات السكّان الأصليّين في البرامج التعليميّة، وإنشاء برامج دعم للطلّاب من أبناء السكّان الأصليّين الذين يتابعون دراستهم في مجال الصحّة والخدمات الاجتماعيّة.
ودعت الوثيقة رئيس حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك CAQ فرانسوا لوغو بالتحديد إلى الاعتراف بوجود عنصريّة ممنهجة ودعت الحكومتين الكنديّة والمحليّة في كيبيك إلى إعطاء الأولويّة للعمل بموجب هذه المبادئ بالتعامل مع زعماء السكّان الأصليّين.
ويشار في هذا السياق إلى أنّ رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو دعا كلّ من هم في مناصب السلطة إلى الاعتراف بحقيقة العنصريّة الممنهجة في حين رفض رئيس حكومة كيبيك ووزراء في حكومته الإقرار بوجود عنصريّة ممنهجة.
وقال لوغو ردّا على سؤال بشأن الوثيقة، إنّ وزير شؤون السكّان الأصليّين يان لافرونيير يبحث مع مجموعة عمل تمّ إنشاؤها خلال فصل الصيف في كيفيّة مواجهة العنصريّة في الخدمات المختلفة التي تقدّمها المقاطعة، من خدمات الشرطة إلى النظام التربوي، وإيجاد الحلول للتصدّي للعنصريّة في القطاعات التي تعاني مشاكل كما قال لوغو.
وواجهت الحكومة الكيبيكيّة المزيد من الضغوط للاعتراف بوجود العنصريّة الممنهجة واتّخاذ خطوات ملموسة لمواجهة التمييز الذي يلحق بالأقليّات.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، أعلنت حكومة كيبيك عن تمويل قدره 15 مليون دولار لتأهيل العاملين في القطاع الصحّي على كيفيّة توفير خدمات أفضل لأبناء السكّان الأصليّين في المقاطعة.
(سي بي سي/ راديو كندا/ راديو كندا الدولي)