جاليات

Lebanon Strong وحملة حليب لانقاذ أطفال لبنان من الجوع

دينا بخيت وهمسة دياب فرحات لبنانيتان اجتمعتا على حب العطاء اللامتناهي فشكّلتا معاً الدرع  الحقيقي المصقول أمومة وتضحية وعناد للوقوف في وجه الموت المتربِّص بأبناء بلادنا الناتج عن الجوع، غياب المواد الاولية والطبية واختفاء كل انواع الدواء.

دينا مؤسِسة ومديرة شركة شحن جوي وبحري وبرّي وتخليص معاملات جمركية، وهمسة مؤسِسة شركة تعنى بتنظيم المهرجان الفني السنوي والذي يستقطب الآلاف من محبي الموسيقى والفرح من كل الجنسيات والمقاطعات الكندية.

والسيدتان صديقتا مواقع تواصل فقط، لكل واحدة منهن عملها الخاص ونشاطها الفاعل ولا يجمع بينهما الا الدم اللبناني الذي غلا أياماً وليالٍ بعيد الانفجار الآثم في لبنان مساء ذاك الرابع من شهر آب المنصرم، فاتصلت دينا بهمسة واتفقتا على توحيد الجهود وترسيخ الهمم من أجل مساعدة لبنان بعد الانتهاء من واجب العزاء بشهداء بيروت الابرياء الذي أعدّته لهم همسة في تورنتو.

اللقاء الذي تمّ الاتفاق على مضمونه منذ اللحظة الاولى أثمر مخططات طويلة الامد فمساعدة المتضررين من الانفجار، أولوية، تقديم بعض من مقومات الحياة من مواد غذائية وملابس، اولوية، مستلزمات الطبابة من أدوية ومعدات طبية وغيرها أيضاً وأيضاً، أولوية، تأمين حليب الاطفال الذي هزّ انقطاعه ضمائر العالم ولم يحرك جفناً واحدة لاي مسؤول لبناني، كان ولمّا يزل أولوية الاولويات، اذاً، كيف البداية؟ وكيف لسيدتين باتت اسماءهنّ دينا وهمسة، على كل شفة ولسان في عالم رمزيته محصورة بالعطاء المتفاني والشعور المرهف بالتعاطي اللائق مع الآخر، ان تتصرفا بهذه الحكمة الجبارة وتقدمان على مثل هذه المغامرة -اذا صح التعبير- بثبات مجبول بهذا الكم من التفاؤل والنشاط؟؟

للاجابة على سؤال بكل هذه  الاهمية التقت “الكلمة نيوز” صاحبتا الايادي البيضاء دينا وهمسة وكان هذا اللقاء المليء بالحماس والتضامن بدأته دينا بالقول: “وقع انفجار بيروت وكان هول الكارثة كبير جداً علينا، ولما كنت أعمل في حقل الشحن على أنواعه، اتصلت بأحد زبائني أطلب منه مساعدتي لتأمين ما يمكن لأهلنا في لبنان، وبالفعل، لبى كارل ايجيمن النداء وقام بتجهيز نصف مستوعب بالمواد الطبية وكراسٍ للمقعدين والمواد المعقّمة لزوم المستشفيات على ان تكون المواد الغذائية هي النصف الثاني منه. وبعد ان تم الاتصال في ما بيني وهمسة المعروفة في عالمنا العربي الاغترابي بتنظيم الاحتفالات الفنية التي يحضرها الآلاف من المنتشرين في كندا، وضعنا أيدينا بأيدي بعض واتفقنا على توحيد الجهود وتقديم كل مساعدة ممكنة لأهل بلدنا خصوصاً واني أؤمن أنه في “الاتحاد قوة”، ومن هنا بدأت قوتنا وكانت انطلاقة Lebanon Strong التي شهدت ولما تزل على الكثير من حملاتنا الانسانية وعلى تنوعها”

وأضافت تقول: “وضعنا مخططاً عاماً للعمل بدأناه بوضع اعلان نسأل فيه التبرّع لمتضرري لبنان، فالمستوعب بانتظار اكتمال حمولته للانطلاق، وكم كانت المفاجأة كبيرة بعدد المتطوعين الذين تخطوا المئات وبالناس المهتمة التي فتحت بيوتها للمساعدة ان بتوضيب المواد الغذائية وغيرها وان بجمع الاموال لزوم الحملات ومن الجنسيات المنتشرة في المقاطعات الكندية كمثل تورنتو، أوتاوا، وندسور، البرتا،…. واستطعنا بتكافل وتضامن الاجانب كما العرب ان نرسل اول مستوعب الى أهلنا في لبنان ودون اي تمييز بين مستفيد أو آخر.

وفي سؤال حول عدد المستوعبات التي تمّ ارسالها الى لبنان والجمعيات المولجة توزيعها أجابت همسة “بداية أود أن أشير الى أننا استطعنا وفي الاشهر الاولى التي تلت وقوع الانفجار ان نرسل أحد عشر مستوعباً محمّلاً بكل ما يلزم من اعانات غذائية وطبية، اي ما يعادل المستوعب الواحد في الاسبوع، وبعد ان أعيد فتح البلاد بعد اغلاقها بسبب الكورونا، ارسلنا ثلاث أخر ليصبح العدد الى الآن أربعة عشرة مستوعباً والعمل لا زال مستمراً حتى يتم التعافي الكلي في بلدنا.

وأضافت :”مساعداتنا تتم عبر الكثير من الجمعيات الفاعلة في لبنان ولكن حاليا يتم التعاون مع مؤسسة جبل عامل وروتاري والجمعيات الصغيرة المنتشرة  في كل المناطق اللبنانية والتي تقوم بالتوزيع العادل لكل محتاج دون السؤال عن مذهب أو دين أو..أما المساعدات فشملت الى المواد الغذائية، المواد الطبية من شاش ومعقمات ومعدات للمستشفيات، أدوية،كراسٍ للعجزة، براغٍ لزوم العمليات الجراحية، وحالياً نعمل على ارسال مستوعب محمّل بحليب للاطفال سيكون جاهزا للانطلاق أواخر هذا الشهر”.

ولما سألنا دينا عن تفاصيل تتعلق بهذه الحملة والمستوعب المعدّ للتحميل أجابت وبفرح لا يفقهه الا من خبر معاني وأهمية العطاء “حملتنا هذه المرة تتعلق بسلامة وغذاء الاطفال، فقد أطلقنا حملة عبر موقع Go fund me المخصص لجمع التبرعات واضعين نصب أعيننا مبلغ 88 الف دولار وهو الثمن المفروض علينا لقاء شراء الحليب من مصادره في اوروبا، وها نحن اليوم بصدد اختيار الماركات المطلوبة والمعتمدة في لبنان كما الفئات العمرية المرتبط تحديدها بالحاجة والمتطلبات.

التفاعل مع حملاتنا كان أشبه باحلام اليقظة، فالمتبرعون وعلى تعددهم،كانوا جوهر عبرة العطاء، منهم من ساهم بفلس الارملة كتلك السيدة التسعينية التي قررت المساهمة بمبلغ مئة دولار من معاشها التقاعدي، ومنهم من تبرع من دخله الشهري البسيط، ومنهم من ساهمت غيرته على اخوته بتقديم كل مساعدة ممكنة، فبالوحدة في العمل والايمان بلبنان المقاوم الى ذاك التضامن اللامسبوق استطعنا ان نؤدي جزءً ولو صغير من رسالتنا الانسانية تجاه أهلنا في لبنان تقول همسة ودينا اللتان أكدتا على استمرار نهجهما الانساني مع الوعد بالكثير الكثير من المفاجآت.

وفي الختام توجهت دينا وهمسة برسائل تفاؤل ومحبة من لبنانيي كندا الى نظرائهم المقيمين خلاصتها “Lebanon Strong كانت وستبقى معكم ولكم أهلنا وأخوتنا في لبنان.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى