ما مصير غالبية ترودو اليوم؟؟

بعد نجاحه النسبي في مواجهة تفشي فيروس كورونا في كندا، سعى رئيس الوزراء جاستن ترودو لاستغلال الأمر، بالدعوة إلى إجراء انتخابات تشريعية مبكرة، قبل موعدها المقرر بعد عامين. ونجح ترودو في الحصول على الموافقة من الحاكمة العامة للبلاد ماري ماي سايمن على ذلك، في 15 أغسطس/آب الماضي. وبعد تحديد موعد الانتخابات، المقررة اليوم الإثنين، أظهرت مختلف استطلاعات الرأي أن فوز حزبه “الليبرالي” غير مضمون، في ظلّ تقدّم “المحافظون” من جهة، ونموّ رقعة انتشار حزب “الديمقراطية الجديدة” من جهة أخرى، فضلاً عن تمكن “الكتلة الكيبيكية” من الصمود في استطلاعات الرأي. وهو ما دفع مراقبين للحديث عن انقلاب خطوة ترودو عليه، خصوصاً أن محاربة فيروس كورونا جاءت في خضمّ سخونة النقاشات حول اللاجئين والمهاجرين. وهي نقاشات نبعت من نموّ تيّارات يمينية متطرفة في أنحاء من العالم، أدت إلى اعتداءات دموية على مسجد مدينة كيبيك في عام 2017، أودى بحياة 6 أشخاص، وفي مقتل أربعة أشخاص في أونتاريو في يونيو/حزيران الماضي، عدا عن الاعتداءات الجسدية واللفظية المتفاقمة في مدن كندية عدة.
تقارب في نوايا التصويت بين ترودو وخصمه أوتول
حاجة ترودو للحصول على تفويض جديد، يضمن استمراره في السلطة التي يقودها منذ عام 2015، أربع سنوات إضافية لم تعد حاسمة، فمنافسه الرئيسي، زعيم “المحافظون” إرين أوتول، يزاحمه بقوة، إذ لا يتعدّى الفارق في الاستطلاعات بينهما نسبة الـ1 في المائة. كما أن زعيم حزب “الديمقراطية الجديدة”، جاغميت سينغ، حقق نجاحات مبهرة بفعل حضوره على مواقع التواصل الاجتماعي، مع حصوله على نحو 20 في المائة في معظم الاستطلاعات. ويخشى ترودو أن يخسر الغالبية النيابية التي يتمتع بها في الانتخابات، إذ يتوجب على من يرغب في ترؤس حكومة أغلبية، الحصول على 170 مقعداً من أصل 338 في البرلمان الكندي. لكن الاستطلاعات الأخيرة لـ”ماينستريت ريسيرتش” و”أباكوس داتا” و”أنغوس ريد”، أول من أمس السبت، أظهرت تقارباً حاداً بين “الليبرالي” بقيادة ترودو و”المحافظون” بقيادة أوتول. وتراوحت أرقام ترودو وأوتول بين 30 و32 في المائة. في المقابل، فإن حزب “الديمقراطية الجديدة” سيتمكن من الحصول على 20 في المائة، و”الكتلة الكيبيكية” على رقم يتراوح بين 6 و7 في المائة. وتعني هذه الأرقام، أن أياً من المرشحين لن يحصل على الـ170 مقعداً لتشكيل حكومة أغلبية، بل سيتعيّن عليه تشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى. في السياق، إن “المحافظين” قادرون على التحالف مع “الكتلة الكيبيكية”، في المقابل سيسعى ترودو لتشكيل تحالف مع زعيم “الديمقراطية الجديدة” جاغميت سينغ. يدرك ترودو أن ملف اللاجئين والمهاجرين هو الأساسي في كندا، التي اعتادت على تقديم تسهيلات للهجرة واللجوء قياساً على باقي دول العالم. وسبق لترودو أن سهّل لجوء 25 ألف سوري إلى بلاده في عام 2015. كما أطلق وعداً باستضافة 20 ألف أفغاني، بعد سقوط كابول بيد حركة طالبان في 15 أغسطس الماضي. وفي برنامج ترودو، تسهيلات سكنية للوافدين الجدد إلى البلاد، فضلاً عن النية باستقدام 400 ألف مهاجر في السنوات الثلاث المقبلة.
أما سمير زبيري، المتحدر من أصول باكستانية، والمرشح عن “الليبرالي”، فكان لافتاً خلال نشره سيرته الخاصة قبل الانتخابات، أنه خدم في صفوف الجيش الكندي خمس سنوات. وحول ما تعرّض له بعد ذلك، قال لـ”غلوبال نيوز”: “سُئلت مراراً في أي جيش خدمت، رغم وضوح ما كتبته”، مشيراً إلى أنه “حاولت التعامل بدبلوماسية مع هذا الأمر طيلة حياتي، لأشرح من أنا وما هي خلفيتي”. لكن ترشيح عرب ومسلمين لا يكفي لمواجهة موجة “الإسلاموفوبيا”، ويعود السبب إلى “القانون 21″، الذي أُقرّ في مارس/آذار 2019 في كيبيك. ونصّ القانون على أن “ارتداء كل ما له رموز دينية، أو حملها مهما كانت صفتها، سيحظر على جميع الموظفين وحتى المسؤولين في مناصب سيادية في السلطة سواء كانت قضائية أو إدارية أو برلمانية”. وتشمل هذه الرموز ارتداء النقاب، أو الحجاب، أو غطاء الرأس، أو البرقع، أو الصليب، أو نجمة داود أو قلائد غيرها من الرموز التي تحمل دلالات دينية. وهو ما أدى إلى فقدان العديد من المواطنين وظائفهم الرسمية، لرفضهم التخلي عن ارتداء رموزهم. كما أدى هذا القانون إلى نموّ موجة “الإسلاموفوبيا” بعنف.
المصدر العربي الجديد