أخبار دولية

رحيل القس هنري تيسيي.. رمز التسامح وحوار الديانات بالجزائر

توفي اليوم بمدينة ليون الفرنسية القس هنري تيسي، الأسقف السابق للكنيسة الكاثوليكية بالجزائر، عن عمر ناهز 91 سنة وهو فرنكو جزائري، ويعتبر أحد الوجوه المعروفة بالتسامح والتعددية الثقافية وحوار الديانات في الجزائر. وكرمته الجزائر في 2018، بمنحه جائزة الأمير عبد القادر للسلام.

ولد هنري تيسي، في 29 يوليو/جويلية 1929، بمدينة ليون، وقضى حياته في الرهبنة، إلى غاية تعيينه عام 1955 ثم أسقفا لوهران من 1972 إلى 1981، وبعدها رئيسا لأساقفة الجزائر سنة 1988 إلى غاية 2008.

وحسب أفراد عائلة هنري تيسيي، الذي تحصل على الجنسية الجزائرية سنة 1966، فإن جثة الفقيد ستوارى الثرى بالجزائر.

وبقي الأسقف تيسي في الجزائر خلال سنوات التسعينيات ورفض مغادرتها رغم الوضع الأمني المتدهور في تلك الفترة ورغم التهديدات، وعمل طيلة الفترة التي عاشها على نشر وتكريس الحوار بين الديانات في الجزائر، وتركت نشاطاته سمعة طيبة وقبولا وسط الجزائريين، وكثيرا ما نفى الاتهامات الموجهة لكنيسته بالتبشير في الجزائر.

وسلمت الجزائر جائزة الأمير عبد القادر للسلام إلى هنري تيسري سنة 2018 خلال الاحتفال بالذكرى 186 لمبايعة الأمير عبد القادر، وقال الوزير عز الدين ميهوبي الذي كان على رأس قطاع الثقافة آنذاك خلال تسليمه الجائزة: “اختيار هذه الشخصية لتسلم جائزة الأمير عبد القادر للسلام من قبل جمعية على خطى الأمير بمناسبة إحياء الذكرى 186 لمبايعة الأمير عبد القادر، يأتي إقرارا بالدور الإنساني الكبير لهذا الرجل وسعيه طيلة عمله بالجزائر من أجل التفاهم بين الشعوب وزرع المحبة بينها”.

 وكان هنري تيسي معجبا بتاريخ وأفكار ومواقف الأمير عبد القادر وكتب عنه، كما كان من المساندين لاستقلال الجزائر.

 وكتب الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر الدكتور بوزيد بومدين على صفحته بموقع “فايسبوك” عن وفاة هنري تيسيي: “انتقل إلى رحمة الله اليوم أسقف الجزائر السابق هنري تيسي الذي أحبّ الجزائر والجزائريين ولم يغادرها زمن العنف والإرهاب حتى بعد مذبحة مسيحيي تبحرين وظل متمسكا بتلمسان وذكريات الجزائر، وأمس فقط كنت أعيد قراءة كتابه: (المسيحيون والجزائر: تقاسم التجربة)، كما كتب عن الأمير عبد القادر وكان وراء اكتشاف مذكرات الأمير التي كتبها في سجنه بفرنسا التي لها قصة عند تيسي، سيبقى رجل دين عالميا ورمزا للتسامح وحوار الأديان ومثالا عن الوطنية التي تغترف من قيم المحبة والوفاء”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى