زينة حنّا: “معًا من أجل الكرامة الإنسانية”… شراكة تجمع مؤسسة الإمام الصدر وفرسان مالطا في رسالة حب وعطاء

تحت شعار “معًا من أجل الكرامة الإنسانية”،أقامت جمعية Dames des Cèdres – مونتريال برئاسة زينة حنّا حفلاً غذائياً خيرياً لدعم مشروع مشترك بين “رهبنة مالطا – فرع لبنان” و”مؤسسة الإمام الصدر” وذلك في قاعة Le Château في لافال.
حضر الحفل النائبتان في البرلمان الكيبيكي أليس أبو خليل وصونا لاخويان أوليفييه،رئيس بلدية لافال ستيفان بواييه، وعدد من أعضاء المجلس البلدي،إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب اللبنانية، ومؤسسات وجمعيات خيرية، ورجال دين، وإعلاميين، وجمع غفير من أبناء الجالية اللبنانية.
زينة حنا

وفي كلمتها، توقفت حنّا،، عند معاني العمل الإنساني وأهميته في توحيد القلوب رغم الاختلافات، فقالت:”بفضلكم أيها المتبرعون والشركاء والمتطوعون والأصدقاء المخلصون ،أُتيح لنا المضيّ في مشروع يحمل معنىً إنسانيًّا عميقًا، ويترك أثرًا حقيقيًا ومستدامًا في حياة الكثير من الناس.
في عالم تُفرّقنا فيه الاختلافات كثيرًا، اخترنا نحن الاتحاد.كثيرون تساءلوا عن سبب اختيارنا لهاتين المؤسستين تحديدًا: مؤسسة الإمام الصدر ومنظمة فرسان مالطا – لبنان.لماذا؟ كيف؟ وما الذي يجمعهما؟
الجواب بسيط وجميل:هاتان المؤسستان غير الربحيتين، تنتميان إلى تقاليد دينية مختلفة، لكنهما قررتا ترك الانتماءات الروحية والسياسية والاجتماعية جانبًا، ليلتقيا حيث تنادينا الإنسانية جميعًا: عند سرير المعاناة”.
وتابعت تقول:”نضالنا لا لون له، ولا دين، ولا طبقة.له وجه واحد فقط: وجه الألم الإنساني ،اتحادهم يشبه كثيرًا اتحاد سيدات الأرز ،فنحن، مجموعة من النساء من أصل لبناني، جئنا من كل مناطق لبنان – من الشمال إلى الجنوب، من بيروت حتى سهل البقاع ،نختلف في المعتقدات والانتماءات السياسية، لكننا وضعنا كل ذلك جانبًا ومددنا أيدينا لبعضنا البعض بهدف واحد:تخفيف الألم والمعاناة حيثما وُجدت الحاجة.منذ تأسيسنا عام 2017، كنا دائمًا حاضرات لتلبية كل طلب مساعدة في مونتريال، لافال، والمناطق المحيطة.حتى خلال جائحة كوفيد، لم نتوقف، بل ازدادت الحاجة أكثر، خصوصًا في وطننا الأم لبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت في 4 آب 2021. لم نقدر أن نبقى محايدات أو غير فاعلات ،تعاونّا مع منظمات موثوقة ومشهود لها، مثل الصليب الأحمر، تريبيولي، وجمعية بربارة نصار وغيرها، لمدّ يد العون ،وها نحن اليوم نمدّ يدنا إلى مؤسستين مشهود لهما بإنجازاتهما على الأرض اللبنانية.”
وعن ماهية الجمعيتين قالت حنّا:”من هما هاتان المؤسستان؟ وما الذي يجمعهما؟
مؤسسة الإمام الصدر
تأسست عام 1963 على يد الإمام موسى الصدر، الشخصية الدينية والاجتماعية الرائدة، بهدف معالجة اللامساواة العميقة التي كانت تعاني منها الفئات المهمّشة في لبنان.
كان الهدف الأساسي تعزيز التعليم، خصوصًا للفتيات اليتيمات، وتحقيق تكافؤ الفرص من خلال إنشاء المدارس ومراكز التدريب والمراكز الطبية الاجتماعية والمبادرات الثقافية، بما في ذلك الحوار الإسلامي–المسيحي.
على مدى العقود، توسعت أنشطتها لتشمل العديد من المراكز الصحية، العيادات المتنقلة، المؤسسات التعليمية، والمشاريع المجتمعية التي تدعم تمكين المرأة، ورعاية الأطفال الضعفاء، ودعم ذوي الاحتياجات الخاصة، والتنمية الريفية.
تركّز رسالتها على العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، والحق في التعليم والصحة.
أصبحت اليوم ركيزة من ركائز التضامن والتقدم الاجتماعي المستدام في لبنان.
منظمة فرسان مالطا – لبنان
تُعرف رسميًا باسم “جمعية فرسان مالطا اللبنانية”، وهي منظمة كاثوليكية، مستقلة، وغير سياسية، تعمل رسميًا في لبنان منذ عام 1953.
تُعتبر أكثر من مجرد منظمة إنسانية – فهي رسالة سلام وأخوّة في بلد يضم 18 طائفة دينية.
تعمل المنظمة بروح الكرامة والتضامن والخدمة، وتقدّم مساعدات للفئات الأكثر ضعفًا من دون أي تمييز، تبني يوميًا جسور الثقة والاحترام والتعايش.
تدير أكثر من 60 مشروعًا على امتداد لبنان، من المراكز الصحية والوحدات الطبية المتنقلة إلى مطابخ المجتمع، مراكز المسنين، والمدارس المخصصة لذوي الإعاقة، وصولًا إلى الوكالات الزراعية الإنسانية التي تدعم المزارعين في مختلف المناطق.
تُعرف المنظمة بشفافيتها وشراكاتها المتينة مع الدولة والجيش والمجتمع المدني والقطاع الخاص، وتُعد من أعمدة الإنسانية والخدمة الصادقة في لبنان.
وختمت بالقول :”منذ عام 1985، تتعاون مؤسسة الإمام الصدر مع فرسان مالطا في شراكة مبنية على الثقة والتكامل.
كما قالت السيدة رباب الصدر خلال لقائها بالسيد مروان سهنوي:”نحن نتعاون مع منظمة فرسان مالطا منذ أربعين عامًا.
الإنسانية لا لون لها، وما نحققه معًا هو ذروة العمل الإنساني ،إذا تم بصدق، يمكن أن يربح العالم إلى الأخوّة. نُثبت من خلال عملنا المشترك أن لبنان المتعدد، المتحد بالمحبة، ممكن.”
هذا المسار الطويل في خدمة المحتاجين هو شهادة حيّة على أن لبنان، رغم تنوّعه، يمكن أن يتّحد بالمحبة والأخوة، ويقدّم للعالم رسالة أمل وسلام.”
ستيفان بواييه
وكانت كلمة لرئيس بلدية لافال ستيفن بواييه جاء فيه :”أنّ رؤيتكم اليوم أمر مهم للغاية، فهي تعكس عمق الروابط بيننا، وقوة الطاقة الإيجابية التي تسود هذه اللحظة.أنا شخص بسيط، نشأت هنا قبل أن أسافر إلى مختلف أنحاء العالم، وأشعر بفخرٍ كبير تجاه مدينتي.
أنا فخور بمدينتي لأنها ما زالت مدينة شابة، ديناميكية، تنمو وتتطور باستمرار، وتثبت مكانتها أكثر فأكثر في مجالات عديدة: سواء في البناء السكني، أو حماية البيئة، أو التنمية الاقتصادية، أو العمل المجتمعي. مدينة لافال باتت نموذجًا يُحتذى به على مستوى مقاطعة كيبيك. لكن ليست هذه وحدها أسباب فخري”.
وتابع يقول :”أنا فخور أيضًا لأنني، منذ صغري، كنت منخرطًا في العديد من الجمعيات، وكنت ألتقي بأناس رائعين من سكان المدينة. من الجميل حقًا ما يحدث في لافال، وما نراه في منظماتنا المحلية: رجال ونساء يجتمعون في يوم مشمس من أجل خدمة مجتمعهم بكل إخلاص — مشهد يبعث على الأمل.
الرسالة الأساسية التي أودّ إيصالها اليوم هي أن لافال ليست مجرد بلدية، بل مجتمع متكامل. نحن لا نعرف بعضنا جميعًا، لكننا نكوّن عائلة واحدة.
وقوتنا الحقيقية تكمن في وحدتنا. فإذا كنا نرغب في أن نوفر بيئة جميلة لأطفالنا، وأن نعيش في مكان آمن يتيح فرصًا لشبابنا، فذلك يعتمد على جهود كل واحدٍ منا: سواء كان منتخبًا، أو متطوعًا، أو ممثلًا لإحدى الجمعيات، أو موظفًا في البلدية.«لكلٍّ منّا دور يؤديه، وإذا وضع كل واحدٍ منا قلبه وشغفه في عمله، فمعًا سننجح، وسنصنع شيئًا عظيمًا وجميلًا.»
وختم متوجهاً بالشكر لجميع المتطوعين ولكل فريق العمل الذي يساهم في تقديم الخدمات والأنشطة الضرورية التي تُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس اليومية.
نهى فضل الله













