أخبار لبنان

عالم مابعد كورونا يختلف عما قبله، ندوة حوارية تناقش تأثيرات الجائحة على البنى الإجتماعية

عقد المنتدى الدولي للحوار المسؤول في بيروت في الاسبوع الأخير من العام 2020 ندوة حوارية عبر تطبيق zoom meeting  تحت عنوان “الجائحة وتأثيراتها على البنى الإجتماعية”، شارك فيها كل من الباحث الإجتماعي د. طلال عتريسي والخبير الاحصائي د. يوسف كفروني والباحثة في علوم الانثربولوجية والاعلام ليلى شمس الدين.

افتتحت الندوة الاعلامية زينب اسماعيل التي قالت “أنه في بداية ظهور وباء كورونا في أواخر العام الماضي اعتقد كثيرون أن أضراره ستظل محدودة، فاشتعلت على إثره سجالات سياسية يكتنفها نظرية المؤامرة، مفادها أن هذا الفيروس مصنّع وهو جزء من صراع دول عظمى ولكن نظرية المؤامرة سرعان ما سقطت، والفيروس اجتاح أسوار العالم أجمع، فاستفاق العالم على خطر لا يمكن تجاهله ليسارع الجميع بحثًا عن حلول وملاذات آمنة”، ثم طرحت الإشكالية التي يدور حولها موضوع الندوة:

– هل سيحفظ التاريخ أن جائحة كورونا قد غيرت العالم أكثر من الحروب والمجاعات؟

– هل يصح القول أننا اقتربنا مع جائحة كورونا من إجراء عقد اجتماعي جديد؟

– وهل يجوز القول أن تأثيرات كورونا في لبنان هي غيرها في أي منطقة في العالم على مستوى العلاقات الاجتماعية – ماذا عن العنف الأسري هل ازداد فعلًا مع فترة العزل المنزلي؟ ماذا عن التعليم من بعد والتحديات المرافقة؟

– هل ثمة مبادرات فردية أثمرت في تخفيف وطأة العزلة؟

البداية كانت مع الدكتور طلال عتريسي الذي رأى أن كورونا قد أدت إلى تبدّل في الأفكار والعادات في المجتمعات كافة مشيرًا إلى أن كورونا قد فاجأت العالم وأربكته، حتى أن البلدان المتقدمة لم تعرف حقيقة هذا الوباء فهل هو صناعة مختبرات في إطار الحرب الجرثومية أم أنه نتاج تداخل عوامل معينة؟ ولغاية الآن لم تصدر أي نتيجة علمية نهائية واضحة حول منشئه، ولفت د. عتريسي إلى أن الكثير من علماء الاجتماع والاقتصاد والفلاسفة تحدثوا عن الظواهر التي رافقت الوباء، كانتهاء ظاهرة العولمة عند التعامل مع الجائحة وصعود الهويات الوطنية في البعد الاجتماعي، فضلًا عن عدم توحيد العمل على الأبحاث الطبية في هذه الدول فيما بينها، لدراسة كيفية التعامل مع هذا الوباء، حتى بعد إنتاج اللقاح، معتبرًا أننا نخوض حالة حرب في هذا المضمار وأهل السلك الطبي فيها هم في الصفوف الامامية مشيرًا في الوقت عينه أن الأولوية لا يمكن أن تبقى للصحة كما هو واضح من القرارات الحكومية المتخذة في هذا الشأن.

الدكتور يوسف كفروني اعتبر بدوره أن ما بعد عالم كورونا هو غير ماقبله، إذ كشفت هذه الأزمة عجز وكذب العولمة وعنصرية هذه الدول تجاه بعضها البعض وتجاه الدول النامية، ثم عرض لبعض نتائج الدراسة الاحصائية التي أجراها في بداية أزمة كورونا والتي تناولت أثر كورونا على الوضع الاجتماعي والقلق النفسي عند الأفراد، الدراسة استهدفت حوالي 1400 عينة من كافة المناطق اللبنانية وتوزعت بشكل عشوائي لتطال كافة الشرائح الاجتماعية والفئات العمرية وأهم نتائج هذه الدراسة أنها ربطت بين مستوى القلق والوضع المادي، فكلما تحسن الوضع المادي تراجع القلق، أظهرت هذه الدراسة ذوبان الطبقة الوسطى في لبنان وذلك نتيجة طبيعية للأزمة المالية الحالية، إلا أن اللافت هو أن العلاقات الاجتماعية لم تتأثر بموضوع كورونا، بل أدى العزل المنزلي إلى زيادة الروابط الأسرية.

الباحثة ليلى شمس الدين تحدثت بدورها عن الدراسة التي أجرتها حول التعلم من بعد، وقالت: لم يكن الأهل في لبنان والمدارس مؤهلين لهذه الخطوة، فضلًا عن حرمان البعض من هذه الخطوة بسبب التقنين الكهربائي أو ضعف الانترنت، ولفتت من جهة أخرى إلى موضوع العنف الأسري الذي فرض نفسه في هذه الظروف ليضاعف وباء كورونا من أثاره على الجميع واعتبرت أنه يجب توعية الناس على كيفية التعامل مع الوباء صحيًا وأشارت في ختام الندوة إلى التشويش الاعلامي الذي رافق الجائحة داعية وسائل الاعلام إلى التقيد بالمزايا المهنية والثوابت الاخلاقية، وختمت بالقول لقد عملت وزارة الاعلام لاسيما مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية منذ اليوم الأول بطريقة مهنية في إشارة إلى الحملة التوعوية التي أطلقتها وزارة الاعلام بالتعاون مع وزارة الصحة في هذا الشأن.

# لمشاهدة الندوة الحوارية عبر الرابط : http \\maarefhekmiya.org\11388\coronacovid19

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى