بقلم رانيا الحلو
انتو شو فارقة معكم، انتو مغتربين.
لا فارقة معنا وكتير، رح خبركن شو يعني مغتربين
مغتربين لما توصل على بلد جديد، تقطع محيطات وبحار، وساعات طويلة بالطيارة، بتوصل ع المطار وبتوقف تسمع لغتك الأم،
وهونيك بتشوف نظرات الأجنبي الك وانت حامل باسبور بلدك وفخور فيه، وبيقلك اللي بيشتغل بالمطار وين هالبلد؟ يمكن الحق عليهم ما بيعرفوا بلادنا، والويل الاكبر إذا عرفوا ولحق شوفة حالهم علينا …
ومن بعد ما ينبشوك وينتفوك مثل الدجاجة، بفوّتوك على مكتب الهجرة، كرمال يحضرون نفسياً انو انت يا با فايت على بلاد الحضارة، انت كامراة عندك حقوقك ومش متل البلاد لي جايي منها بتحس حالك حشرة.
الغربة بتبلّش بأول لحظة بتدعس فيها بلادهم وبتضلها تكبر وتغرز ولو حملت باسبور اجنبي.
يا عزيزي نحنا بالغربة، منبلّش من الصفر، مش غلط بس ما تفكر هينة. لما عيلة تهاجر مع ولادها، لما الاب يكون مهندس او صاحب مهنة، ويلاقي حالو ورا براد الاجبان، عم يشتغل كرمال يامّن حياة كريمة لعيلتو، بتنغص عليه الدني.
مش هينة لما الام تجرب تدرّس و تربّي او تشتغل وتربي، لما تسخن ما تلاقي مين يناولها حبة الدوا لانو جوزها بالشغل، ولازم تطبخ للولاد، مش هينة اذا على بالك تضهر تتعشى انت و مرتك، لازم تدفع بيبي ستر للولاد، لانو ببلاد الغربة ما في مجاناً تعطى،
يمكن تضحك بس نحنا منشتاق لطعمة الخيار، البطيخ، الفول الأخضر، الجنارك… هول كلهم منشتقلن كمان … نحنا بغربة
مبلا، فارقة معنا كتير نرجع على وطنا لو بيزبط، فارقة معنا كتير لانو منعيش كل سنة على أمل انو نزور بلدنا، منجمّع القرش فوق القرش كرمال نزور بلادنا، المصاري بالغربة ما بتجي على الهين،
فارقة معنا كتير، لانه عيلتنا الكبيرة مش حدّنا، ولا أصحابنا ولا حتى ذكرياتنا، تعيش بعيد عن ذكرياتك ما فيك تعرف قبل ما تهاجر وتهاجر، تقطع محيط، تغيّر عادات وتقاليد،
مش هينة ابدًا تتأقلم على حرارة جديدة، اللي هاجر على البلاد الحارة متل أفريقيا، فكرك حلوة العيشة بحرارة ٥٠، والله عايش بكندا -٣٠، وينضّف تلج كل يوم الصبح، ليقدر يضهر من بيتو،
فارقة معنا كتير، مظبوط نحنا عم مناّمن مستقبل ولادنا، بس نحنا عم نتعب، ونشتاق ونبكي، ونمرض ونزعل،
نحنا عم نبني صداقات، نحنا عم منجازف، مش قاعدين ومادين اجرينا، ولا عم منأرغل،
فرحة العيد عنا ما بتمرق بلا دمعة وبلا اشتياق،
منكّون صداقات أكيد ومنصير عيلة حلوة، بس ما بعبّوا الفراغ اللي بيقلبنا، بتضل فارقة معنا عيلتنا،
ونفس الشي لوطنا الام، بصير عنا بلد تاني، منحبو ومننتمي لالو، بس ما بيقدر يعبي فراغ واشتياقنا لوطنّا الأم.
دخيل الله بطل تقلّي انت شو فارقة معك، انت بكندا، ولله انت بأفريقيا، ولله انت بأستراليا،….
انا اللي عم عيشوا انت مش قادر تعرفو، وما فيك تهتّني، كون داعم لالي متل ما انا بعمل كل شي لساعد اهلي اللي بوطني الام،
انا انسان انتمي الى وطني والى بلد أصبح وطني،
حاجي كل ما زور بلدي بقولوا اجا المغترب، وكل ما ارجع لمطرح ما بعيش بقولوا اجا المهاجر. فكرك هينة تكون مهاجر، لو حملت الباسبور بتضلك مهاجر ….
