كارني ينأى بنفسه عن تصريحات والده عن مدارس السكان الأصليين

نأى زعيم الحزب الليبرالي الكندي مارك كارني بنفسه عن التعليقات التي أدلى بها قبل 60 عاماً والده الراحل عندما كان معلماً والتي كانت مهينة لبعض الشعوب الأصلية، وكذلك عن دفاع والده عن المدارس الداخلية للسكان الأصليين في السنوات الأخيرة من حياته.
’’أُحبّ والدي لكني لا أشاركه تلك الآراء، لأكون واضحاً تماماً‘‘، قال كارني في مدينة أوكفيل في مقاطعة أونتاريو في إطار حملته الانتخابية.
وكان كارني يعلّق على مقال في صفحة السكان الأصليين على موقع ’’سي بي سي‘‘ الإخباري استعرض تعليقات والده، المربّي الكاثوليكي روبرت ج. كارني، الذي توفي عام 2009.
ففي مقابلة مع إذاعة ’’سي بي سي‘‘ عام 1965، تحدث كارني الأب عن برنامج لـ’’الأطفال المتأخرين ثقافياً‘‘ أبصر النور في مدرسة نهارية للسكان الأصليين كان هو مديرَها في مدينة فورت سميث الصغيرة في الأقاليم الشمالية الغربية.
وعرّف كارني الأب ’’الطفل المتأخر ثقافياً‘‘ بأنه ”طفل من السكان الأصليين لم يذهب إلى المدرسة بانتظام لأسباب مختلفة‘‘ أو طالب لا يتحدث الإنكليزية وتخلّف في دراسته.
المؤرخ جاكسون بيند قال لـ’’سي بي سي‘‘ إنّ آراء كارني الأب تعكس المواقف الاستيعابية التي كانت شائعة آنذاك في المجتمع الكندي، لا سيما في أوساط معلّمي المدارس.
وفي اتفاقية تمّ التوصل إليها عام 2019، أقرّت الحكومة الفدرالية بأنّ نظام المدارس الداخلية للسكان الأصليين فصَلَ الأطفال عن أُسَرهم وحرمهم من تراثهم وعرّض العديد منهم لانتهاكات جسدية وعاطفية وجنسية.
وشغل والد مارك كارني عدداً من المناصب قبل أن يصبح أستاذاً جامعياً. وهو أجرى، في إطار دراسة طلبتها الكنيسة في عام 1991، مقابلاتٍ مع 240 من قُدامى طلاب المدارس الداخلية للسكان الأصليين، وأبلغ في النهاية عن مزاعم اعتداءات جسدية شديدة و15 حالة اعتداء جنسي مزعومة في 8 مدارس داخلية في غرب المنطقة القطبية الشمالية في كندا.
وأقرّ كارني الأب في تقريره بحصول تلك الانتهاكات، مشيراً إلى أنها تركت آثاراً على الطلاب المعنيين. لكنه ذكر في تعليقات لاحقة أنّ عدداً من الطلاب الذين شملتهم الدراسة كانت لديهم تجارب إيجابية وأنّ جهود المعلمين ’’لا يمكن اعتبارها مدمِّرة بشكل كامل أو مدفوعة بنية سيئة‘‘.
وفي وقت لاحق انتقد الدراسات التي أجراها السكان الأصليون والتي سلّطت الضوء على الآثار السلبية لتلك المدارس، واصفاً إياها بأنها أحادية الجانب وغير متوازنة.
ويوم السبت قال مارك كارني إنّ المدارس الداخلية والمدارس النهارية للسكان الأصليين تشكّل ’’جزءاً مؤلماً طويلاً من تاريخنا‘‘.
وقال إنه وكندا قد أدركا ’’الأضرار الأساسية للمدارس الداخلية والمدارس النهارية على الذين التحقوا بها وعلى ذريتهم‘‘.
وأوضح أنّ تعزيز الحقيقة والمصالحة كان عنصراً أساسياً في فترة ولايته القصيرة كرئيس للحكومة التي دامت تسعة أيام قبل دعوته في 23 آذار (مارس) إلى انتخابات عامة. وقال إنّ ذلك سيستمر إذا أُعيد انتخاب حزبه في 28 نيسان (أبريل) الجاري. ’’هذا التزام شخصي أساسي وعميق من جانبي‘‘، قال كارني.
ويقول المؤرخون إنه من غير الواضح ما إذا كانت آراء روبرت ج. كارني قد تطورت بعد صدور تقرير اللجنة الملكية عن السكان الأصليين لعام 1996.
وفي عام 2006 توصلت الحكومة الفدرالية إلى تسوية مع طلاب المدارس الداخلية، قبل ثلاث سنوات من وفاة كارني الأب.