المساعد الصوتي.. رفيقك الرقمي في زمن كورونا
![](https://alkalimanews.com/wp-content/uploads/2021/05/مساعد-صوتي-تعبيرية-780x470.jpg)
أصبحت التكنولوجيا جزءاً أساسيا من حياتنا اليومية و خاصة في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجية التي نعيشها، حيث أصبحت تطبيقات المساعد الصوتي جزءا من الحياة اليومية للكثير من الأشخاص، نظرا لأنها توفر للمستخدم العديد من الوظائف المهمة مثل الإجابة على الاستفسارات والأسئلة أو البحث عن المعلومات بسرعة أو تشغيل الموسيقى أو التذكير بالمواعيد.
ومن خلال الأصوات الودودة والإجابات المبرمجة مسبقا على الأسئلة الهزلية أو الاستفسارات الفلسفية، يشعر المستخدم بأن المساعد الصوتي أصبح بمثابة رفيقه الرقمي.
وأوضحت إستر جورنمان، من جامعة فيينا للاقتصاد والأعمال (Vienna University of Economics and Business)، أن الأشخاص يفضلون إضفاء الطابع الإنساني على الأشياء من أجل توضيح العمليات التي لا يفهمونها.
وأضافت “عندما لا يقوم تطبيق كورتانا (Cortana) بتنفيذ ما أطلبه منه، فربما يرجع سبب ذلك إلى عدم رغبة التطبيق في القيام بهذا الأمر”. وقد أفاد مشاركون في دراسة أجريت مؤخرا بأن تطبيق أليكسا (Alexa) يمتاز بعدة صفات مثل “صديق” أو “ساحر”، أو حتى أنه “أصبح عضوا جديدا في العائلة، يجلس معهم على مائدة الإفطار صباحا”، ويزداد الاتجاه نحو إضفاء الطابع الإنساني على تطبيقات المساعد الصوتي بين الأطفال بصفة خاصة.
وأشارت إستر جورنمان إلى أن هناك دافعا اجتماعيا لإضفاء الطابع الإنساني على الأشياء، وقد أصبح هذا الموضوع أكثر أهمية مع جائحة كورونا، وأضافت ”يحاول المستخدم تعويض النقص في العلاقات الاجتماعية مع الآخرين، فعندما يعاني الإنسان من الوحدة والعزلة فإنه يميل أكثر لإنشاء روابط اجتماعية بينه وبين الأشياء”.
وأوضح البروفيسور أرفيد كاباس، من جامعة جاكوبس بريمن (Jacobs University Bremen)، أنه بشكل عام لا داعي للقلق إذا ما لاحظ المستخدم أنه يتحدث مع تطبيقات المساعد الرقمي كثيرا.
وأضاف الطبيب النفسي الألماني “نحن نعرف أن الوحدة والعزلة تعد أسوأ التجارب التي يمكن أن يمر بها الإنسان. وعندما لا يجد المرء أي فرصة للتحدث مع الآخرين، فإنه يميل إلى إضفاء الطابع الإنساني على الأشياء”.
ومع ذلك أكد البروفيسور أرفيد كاباس على ضرورة أن يحاول المرء الدخول في تفاعلات اجتماعيات بالوسائل الأخرى، مثل الاتصال هاتفيا بالأصدقاء والأقارب والأشخاص الحقيقيين.
ولا يستغرب أرفيد كاباس من أن الأطفال قد ينظرون إلى تطبيقات المساعد الصوتي على أنها كائنات حقيقية، وأضاف “لا يجب أن ينزعج المرء عندما يلاحظ أن أطفاله يتحدثون إلى ألعابهم كثيرا، ويعتقدون أن دمية الدب لها روح”.
ومن الملاحظ أن قدرة الأطفال على إجراء تفاعلات معقدة مع الأشياء غير الحية ليست من الأمور الجديدة، ويمكن للجيل الجديد من تطبيقات المساعد الصوتي أن تفهم اللغة بشكل أفضل بكثير مقارنة مما كان عليه الوضع سابقا، ومع ذلك لا يزال الوقت مبكرا جدا لإجراء محادثات متعمقة مع تطبيقات المساعد الصوتي.
تقنية “جي بي تي-3”
وأكدت إستر جورنمان على هذا الرأي، لكنها تعتقد أن هذا الوضع قد يتغير قريبا من خلال التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، وأضافت: من خلال تقنية “جي بي تي-3” (GPT-3) يتوافر لدينا ذكاء اصطناعي يمكنه صياغة النصوص بصورة جيدة، ويمتاز بالإبداع وتنوع الاستعمالات بشكل مدهش، ويعد هذا النموذج اللغوي أحد المكونات الأساسية لتطبيقات المساعد الصوتي، التي يمكننا إنشاء تواصل اجتماعي معها. وسوف يمثل هذا الأمر إشكالية عندما يبدأ الأشخاص في استبدال علاقاتهم الاجتماعية ويختارون تطبيقات المساعد الصوتي.
وأوضح البروفيسور أندرياس دينجيل، مدير مركز الأبحاث الألماني للذكاء الاصطناعي، أن تطبيقات المساعد الصوتي لا تعدو كونها وسيلة إضافية لإجراء الاتصالات وتسريع القيام بمهام المختلفة، وبالتالي فإنها لن تكون وسيلة مفيدة لراحة النفس والروح.