منوّعات

ما علاقة رياضة الملاكمة بمرض الزهايمر؟

حذرت دراسة من أنّ الرجال الذين يعانون من إصابات متكررة في الرأس، كما هو الحال أثناء مباريات الملاكمة، قد يكونون عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بثلاثة أضعاف.

وفي هذا السياق، نشر موفع “ديلي ميل” البريطانية مقالا ترجمه موقع “صوت بيروت إنترناشونال ” جاء فيه ..

وجد باحثون بقيادة جامعة بوسطن أنّ الأدلة على إصابات المادة البيضاء في الدماغ يمكن أن تظهر في التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) بالأشعة.

تظهر هذه “فرط كثافة المادة البيضاء” كنقاط ساطعة على فحوصات الدماغ ويمكن أن تشير إلى حالات مثل ارتفاع ضغط الدم.

عبر دراسة ما يقرب من 75 من الرياضيين، وجد الفريق أنّ هذه العلامات هي أكثر شيوعاً لدى الرياضيين الذين يلعبون الرياضات التي كان فيها المزيد من إصابات الرأس.

إنّ القدرة على الكشف بسهولة عن مؤشرات تلف الدماغ في التصوير بالرنين المغناطيسي يمكن أن تساعد الأطباء بشكل أفضل في كلّ من دراسة واكتشاف الإصابات الناجمة عن تأثير الرأس في وقت مبكر.

قال مجلس مراقبة الملاكمة البريطاني (BBBofC): “إنّ الخير الذي يمكن أن تقدمه الرياضة للشباب يفوق بكثير حقيقة أنهم يصابون باللكمات في ظل ظروف خاضعة لرقابة صارمة.”

“في بريطانيا، الملاكمون هم من بين الأشخاص الرياضيين الأكثر رصداً من الناحية الطبية.”

“حتى ذلك الحين يجب الاعتراف بأنه ستكون هناك إصابات من وقت لآخر وهذا هو السبب في أنّ متطلبات السلامة على جانب الحلبة للمجلس صارمة للغاية.”

يخضع الملاكمون بشكل روتيني للفحوصات الطبية ومسح الدماغ، ويدير BBBofC ورش عمل منتظمة حول الارتجاج والآثار الصحية طويلة الأجل.

وقال روبرت سميث الأمين العام لـ BBBofC لـ MailOnline: “الملاكمة مفيدة للشباب والكبار وكما هو الحال في جميع الألعاب الرياضية تمنح الأفراد قيمة من الإيمان بالذات”.

“إنها تشجع الناس على أن يكونوا جزءاً من النوادي وتبقيهم بعيداً عن الشوارع. تأتي الغالبية العظمى من الملاكمين من خلفيات محرومة ومناطق أفقر في المجتمع.”

“إنّ الأمر يتطلب الحفاظ على اللياقة البدنية، وبالتالي يساعد على الرفاه النفسي والعاطفي والعقلي.”
تم إجراء البحث من قبل عالم النفس العصبي السريري مايكل ألوسكو من كلية الطب بجامعة بوسطن وزملاؤه.

“نتائجنا مثيرة لأنها تظهر أنّ فرط كثافة المادة البيضاء قد يتسبب في ضرر طويل الأجل للدماغ لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من تأثيرات الرأس المتكررة”، أوضح الدكتور ألوسكو.

“قد تكون الكثافة المفرطة للمادة البيضاء على صور الرنين المغناطيسي بالفعل أداة فعالة لدراسة آثار تأثيرات الرأس المتكررة على المادة البيضاء في الدماغ بينما لا يزال الرياضي على قيد الحياة.”

في دراستهم، درس الدكتور ألوسكو وزملاؤه 75 من الأفراد المتوفين الذين عانوا من تأثيرات متكررة على الرأس خلال الحياة ووافقوا على التبرع بأدمغتهم للعلوم الطبية بعد وفاتهم في متوسط عمر 67 سنة.

وكان الأشخاص في الغالب لاعبي كرة القدم الأمريكية (89 في المائة)، مع البقية إما رياضيين مارسوا الملاكمة أو كرة القدم، أو قدامى المحاربين في الجيش.

من المجموعة الأولى، كان كل من المشاركين نشطاً في هذه الرياضة لمدة 12 عاماً في المتوسط، مع 16 لاعباً محترفاً و11 شبه محترف.

كما قام الفريق بتحليل السجلات الطبية لكل فرد، بما في ذلك فحوصات الدماغ التي تم أخذها عندما كان الأشخاص على قيد الحياة (بمتوسط عمر 62)، كما التقوا بأقاربهم وأحبائهم لتقييم حالات الخرف.

بناء على نتائج تشريح الجثة، قرر الفريق أن 71 في المائة من الأشخاص، أي 53 شخصاً في المجموع، قد أصيبوا باعتلال دماغي مزمن (CTE)، وهو مرض تنكس عصبي مرتبط بتأثيرات متكررة على الرأس يمكن أن يؤدي إلى الخرف.

وفي الوقت نفسه، كشفت فحوصات الدماغ أنه مقابل كل فرق في حجم فرط كثافة المادة البيضاء، زادت احتمالات الإصابة بمرض شديد في الأوعية الصغيرة وهو مؤشر آخر على تلف المادة البيضاء في الدماغ بمقدار شقين.

وقد رافق ذلك زيادة ثلاثة أضعاف في احتمال وجود تراكم شديد لبروتين تاو في الفص الجبهي، وهو تطور يعد علامة حيوية لمختلف أمراض الدماغ التقدمية، بما في ذلك مرض الزهايمر وCTE.

من بين الرياضيين، ارتبط المزيد من فرط كثافة المادة البيضاء بسنوات أخرى من رياضات الاتصال الجسدي، ومع درجات أسوأ على استبيان، أكمله مقدمو الرعاية للموضوع، حول الصعوبات في أداء المهام اليومية.

ومع ذلك، حذر الباحثون من أنّ فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التي تم فحصها في الدراسة تم الحصول عليها في الأصل لأغراض سريرية، بدلاً من البحث.

إلى جانب ذلك، قامت الدراسة على فحص الأشخاص الذين كانوا جميعهم من كبار السن، من الذكور، لاعبي كرة القدم الأمريكيين الذين أظهروا أعراض اضطرابات الدماغ.

وبالنظر إلى ذلك، حذر الدكتور ألوسكو، قائلاً: ” هناك قيود رئيسية على الدراسة ونحن بحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد عوامل الخطر الفريدة وأسباب هذه الآفات الدماغية لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ من تأثيرات الرأس المتكررة.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى