الاتحاد الأوروبي يتبنى لغة التهديد مجددا ضد روسيا رغم جهود التهدئة
هددت المفوضية الأوروبية، اليوم الأربعاء، بتشديد العقوبات ضد روسيا بسبب أوكرانيا، استجابةً للادعاء الغربي بأن موسكو تستعد لغزو أراضي كييف، ورغم استبعاد مسؤولين رفيعي المستوى في الكتلة النظر في تغليظ العقوبات.
وقالت رئيسة المفوضية أورسولا فون دير لاين، أمام البرلمان الأوروبي، إن الاتحاد مستعد لتشديد عقوباته واتخاذ “إجراءات غير مسبوقة” ضد روسيا إذا “صعدت تصرفاتها العدائية” ضد أوكرانيا، حسبما نقلت “رويترز”.
تأتي إشارة رئيسة المفوضية إلى تشديد العقوبات، بعد يومين من تصريحات لمفوض السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، استبعد فيها فرض عقوبات جديدة على روسيا في الوقت الراهن للسبب نفسه الذي يدعيه الغرب.
وقال بوريل خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد: “لن نتخذ أي قرارات محددة بشأن العقوبات اليوم، نحن وبالتنسيق مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، ندرس خيارات الرد المنسق، لكنني لا أتوقع اتخاذ قرارات بشأن هذه المسألة، اليوم”.
من جانبها أكدت فون دير لاين أيضا أن الكتلة تعمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة، لوضع خيارات “يفوق تأثيرها العقوبات الحالية” التي تستهدف قطاعات المال والطاقة والدفاع والسلع ذات الاستخدام المزدوج في روسيا.
وأضافت أمام المشرعين الأوروبيين: “ردنا على أي تجاوز آخر قد يأتي على شكل تصعيد قوي في منظومة العقوبات القائمة وتوسيع نطاقها، وبالطبع نحن مستعدون لاتخاذ إجراءات إضافية غير مسبوقة ستكون لها عواقب وخيمة على روسيا”.
تبدي روسيا استعدادا دائما للتعامل مع الإجراءات غير الودية (العقوبات) وترفضها كمبدأ. في وقت سابق، أكدت الخارجية الروسية، أن موسكو سترد على توسيع الاتحاد الأوروبي لقوائم العقوبات الشخصية المفروضة عليها.
من جانبه وصف الرئيس فلاديمير بوتين، القيود والعقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة بحجة حفظ الأمن الأمريكي، مجرد هراء ومحاولة لتقييد تطور روسيا.
يأتي التلويح باستخدام المزيد من العقوبات ضد روسيا، في الوقت الذي يبذل فيه جهدا من قبل موسكو وقوى عالمية، على رأسها الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، لاحتواء التوترات والاستفزازات الغربية المتصاعدة على حدود روسيا الغربية.
يدعي الغرب أن روسيا تحشد قواتها على حدود أوكرانيا استعدادا لاجتياحها، وهو ما تنفيه موسكو وتؤكد أن تحرك جيشها داخل أراضيها من أعمال السيادة الخالصة، في الوقت الذي تحذر فيه من التحركات العسكرية “الاستفزازية” لأوكرانيا وحلف “الناتو” على الحدود.