منوّعات

يُمنعون من تناول الكحول قبل 8 ساعات من الإقلاع لكن دون فحوصات للتأكد..

إن قيادة الطائرة مهمة تتطلب الكثير من المهارات البدنية والذهنية والمعرفية والتدريب للإقلاع بالطائرة والتحليق بأمان إلى الوجهة والهبوط.

كما تتطلب مهنة الطيران قدرة معرفية بالقوانين الدولية والوطنية والمحاذير وإحساساً عالياً بالمسؤولية واستعداداً دائماً لأحداث غير متوقعة مثل حدوث حالة طبية طارئة على متن الطائرة أو تقلبات الطقس القاسية.

كما أن الصحة البدنية والعقلية الجيدة أمران يتوجب وجودهما عند الطيار لضمان سلام الرحلة والمسافرين، وكذلك تعد اليقظة والتركيز أمرين بالغي الأهمية. وعلى الرغم من أنه لا توجد قواعد تمنع الطيارين من القيام بأنشطة معينة أو تجبرهم على غيرها قبل الإقلاع، إلا أن شرب الكحول بالنسبة للطيارين ممنوع تماماً ليس فقط أثناء الرحلة، ولكن قبل 8 أو عشر ساعات منها.

لكن على الرغم من ذلك، هناك العديد من حوادث التحطم المأساوية التي أودت بحياة الركاب والطاقم بس طيار مخمور أو لا يزال تحت تأثير الكحول.

تعرف معنا في هذا التقرير على تفاصيل أكثر عن القوانين التي تمتع الطيارين من شرب الكحول وعقوبة عدم الالتزام بها وبعض الحوادث المأساوية التي تحطمت فيها الطائرات بسبب الطيارين المخمورين.

تأثير الكحول يشكل خطراً كبيراً للطيارين

وفقاً لموقع إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية (FAA)، إن الآثار الضارة الناتجة عن الكحول تؤثر على الدماغ والعينين والأذن الداخلية، وهي ثلاثة أعضاء مهمة للطيار.

وتشمل تأثيراته على الدماغ ضعف وقت رد الفعل والتفكير والحكم والذاكرة. كما تشمل الأعراض البصرية اختلال توازن عضلات العين مما يؤدي إلى ازدواج الرؤية وصعوبة التركيز. وتشمل تأثيرات الأذن الداخلية الدوخة وانخفاض الإدراك السمعي.

كل ما سبق من تأثيرات يعرض الطاقم والمسافرين لخطر الاصطدام والتحطم.

ما هي القوانين التي تتعلق بشرب الكحول للطيارين؟

تضع كل دولة قواعدها الخاصة، ولكن القواعد الأساسية تنص عادةً على وجود فترة زمنية طويلة كبيرة -غالباً ثماني ساعات- بين آخر مشروب كحولي ووقت الرحلة. بالإضافة إلى ذلك، تفرض معظم الدول حداً أقل من الحد الأقصى القانوني لكحول الدم أثناء القيادة، وفقاً لموقع CNN.

أما بالنسبة للطرق المستخدمة للكشف عن الطيارين الذين ينتهكون القواعد، فلا يوجد أي فحوصات تلزم الطيارين قبل كل رحلة بإجرائها. ولكن إذا اشتبه طاقم العمل أو زملاء الطيار من أفراد الطاقم بأنه ربما كان يشرب الخمر يجب عليه أن يبلغ السلطات عن شكوكه لإجراء الاختبار.

كما تقوم شركات الطيران بإجراء فحوصات عشوائية للكحوليات والمخدرات على الموظفين بهدف التأكد من التزام الطيارين وأفراد الطواقم بالقوانين. وبين عامَي 2010 و2018، تم اختبار ما يقرب من 117000 طيار أمريكي للكحول، وفقاً لإدارة الطيران الفيدرالية. من بين هؤلاء، تم العثور على 99 طياراً قد شربوا فوق الحد القانوني، كما يشير موقع The Independent. عندما يتم اكتشاف هذه الانتهاكات، يمكن أن تكون العواقب وخيمة.

تحطم طائرات

عقوبات الطيارين المخمورين قد تنتهي بفصلهم

يمكن توجيه اتهامات جنائية إلى الطيارين إن تم اكتشاف أنهم مخمورون حتى لو لم يكونوا قد أقلعوا على متن الطائرة بعد، وكذلك سيواجهون إجراءات من إدارة الطيران الفيدرالية وصاحب العمل من إلغاء الامتيازات والتوقيف عن العمل لمدة معينة أو الحبس لمدة تتراوح بين 8 أشهر إلى سنة وغالباً ما يتم سحب الشهادة منه ومنعه من مزاولة عمله.

سائق سيارة أبلغ عن الطيار وأنقذ الرحلة

يجب أن يكون الطيارون مسؤولين للغاية ويجب أن يلتزموا بمعايير السلامة عندما يتعلق الأمر بالمركبة وكذلك أنفسهم. لكن من الواضح أن طيار الخطوط الجوية اليابانية كاتسوتوشي جيتسوكاوا، ذا الـ 42 عاماً لم يكن لديه أي فكرة عن مدى جدية وظيفته.

ربما كان هذا هو السبب في وصوله إلى مطار هيثرو وهو في حالة سكر للغاية مخططاً الصعود إلى طائرة بوينغ 777 التي يمكنها استيعاب ما يصل إلى 244 راكباً.

لم يكن الطيار في حالة سكر عادية، لكنه كان قد تجاوز الحد المسموح به للطيارين للكحول 10 مرات. وقد تم القبض عليه في مطار هيثرو بعد إخفاقه في اختبار التنفس قبل 50 دقيقة فقط من إقلاع الطائرة رقم JL44 إلى طوكيو كطيار رئيسي.

أما سبب قيامه بالاختبار فقد كان سائق عربته الذي شم الكحول في أنفاسه ونبه الشرطة قبل الإقلاع مباشرة.

إلا أنه في بعض الأحيان لا يتم الكشف عن الطيار قبل الإقلاع مما ينتهي بأحداث تحطم مأساوية تنتهي بموت الطاقم والمسافرين.

حوادث انتهت بالتحطم وموت الطاقم والمسافرين

في إحدى حوادث تحطم الطائرات، خلص المجلس الوطني لسلامة النقل في الولايات المتحدة إلى أن الطيار الأمريكي لطائرة شحن تابعة للخطوط الجوية اليابانية DC-8 كان مخموراً عندما تحطمت طائرته أثناء إقلاعه من أنكوريج في 13 يناير/كانون الثاني 1977، مما أسفر عن مصرع الجميع على متنها.

وفي الأول من يناير عام 1978، تحطمت طائرة تابعة لشركة طيران الهند من طراز بوينغ 747 بعد وقت قصير من إقلاعها من مومباي، مما أسفر عن مقتل 190 راكباً و 23 من أفراد الطاقم.

ألقى فريق التحقيق الهندي باللوم على أدوات قُمرة القيادة. لكن في وقت لاحق في دعاوى مدنية في الولايات المتحدة، وجدت محكمة اتحادية في ولاية واشنطن أن الطيار كان يشرب الخمر في ليلة رأس السنة الجديدة وأنه كان لا يزال تحت تأثير الكحول.

وفي حادثة تحطم مروعة عام 2008، كان تأثير الكحول على الطيار سبباً في تحطم طائرة تجارية في روسيا وقتل جميع الركاب البالغ عددهم 88 شخصاً.

وقد أفادت سلطات سلامة الطيران الروسية بأن طيار طائرة بوينغ 737 التي تديرها شركة محلية، كان تحت تأثير الكحول في دمه وقت وقوع الحادث. مع هبوط الطائرة عبر سحب كثيفة، أصيب الطيار الكابتن روديون ميدفيديف بالارتباك وفقد السيطرة. وقالت السلطات إن توهانه كان سبب تحطم الطائرة.

وأحد هذه الحوادث المأساوية حصل في 4 أغسطس/آب 2019، عندما تحطمت طائرة بايبر PA22-150 بعد اصطدامها بجبل واشتعال النيران فيها مما سبب مقتل طيار النقل الجوي وثلاثة ركاب في الحادث.

أفاد صديق لصاحب الطائرة بأنه ومالك الطائرة كاناً يتحدثان عبر رسالة نصية في يوم وقوع الحادث. أشار المالك، الذي يحمل شهادة طيار طالب، إلى أنه والطيار كانا يشربان المشروبات الكحولية، لكنه ذكر أنه لن يقود الطائرة وسيكون راكباً على متن الطائرة.

كان الغرض من الرحلة هو نقل الركاب في رحلة قصيرة مدتها 15 إلى 20 دقيقة لمشاهدة معالم المدينة في منطقة جيردوود في آلاسكا، والتي تتكون من تضاريس جبلية نائية شديدة الانحدار.

لاحظ العديد من شهود العيان أن طائرة البايبر كانت تحلق موازية لسلسلة من التلال الجبلية وهي تقوم بمناورات عنيفة قبل أن تدخل منعطفاً نحو الشمال وتبدأ في الهبوط حتى اختفت الطائرة عن الأنظار ثم رأوا عموداً من الدخان الأسود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى