جاليات

“لجوء ستان” باكورة سهاد الدندشي الادبي يحاكي الواقع الاليم ويتناول قصصًا حقيقية

وقّعت الكاتبة الكندية من اصول سورية سهاد الدندشي كتابها الاول من نوع الرواية “لجوء ستان” الصادر عن دار جفرا ناشرون وموزعون عمان الاردن، في مقرّ المؤسسة الفلسطينية الكندية في مونتريال بحضور حشد من ابناء الجالية السورية والعربية ومتذوقي ومحبي الادب والفن، وقدم له الاعلامي فيكتور دياب.

يقع الكتاب الذي شاركها جزء من كتابته الروائي مراد سارة وقدمت له الروائية فتحية دبش كما زينت غلافه ريشة الفنان عبد الكريم الحسن في 230 صفحة بالابيض والاسود وتدور قصته حول نساء سوريات تركن بلادهن وهاجرن، منهن من فقدت زوجها، ومنهن من فقدت اولادها ومنهن من فقدت حتى شرفها بسبب الجوع والقهر، هي قصص واقعية عايشت الروائية بعضا منها كمثل القصة التي تتحدث عن سجن ابنها مدة اربعين يوما في احد السجون السورية وقصة احد اقاربها الذي قتل ورمي في النهر وتناولتها وسائل الاعلام آنذاك وغيرها الكثير من القصص التي حفرت في ذاكرة التاريخ قبل البشر فترجمتها عبر الحبر تلك المرأة الحاملة اوجاع بنات وابناء بلادها في قلبها الكبير.

وفي كلمتها تحدثت الكاتبة سهاد الدندشي عن رحلة العذاب والقهر التي رافقت نسوة لا ذنب لهن الا انهن ولدن في مجتمع لا يقدر دورهن ومما قالته: “مأساة كتبت بأرواحنا، اللجوء رحلة مثقلة بالأوجاع بعد أن ضاع الأمل. في كل خطوة تركنا حكاية من الشقاء والصبر، تركناها على صفحات الزمن مكتوبة بمداد المعاناة والدموع.

تبدأ الحكاية بالرحيل القسري بخروج الروح من الجسد، فكيف بوطن يسكننا وبخضوع يسكتنا وبغياب ليس لنا يد فيه، قد يكون الموت نصر كالهزيمة وقد ضاع منا طريق البيت، البيت الذي اقمناه عرشاً.. فهل كان عرشنا على الماء، فهل اقام شياطين العدل والمساواة سلاما لا وطن فيه.

في طريق اللجوء، عقبات ونزوات، تلال من الحيرة وسهول من الاحزان فمن منكم يعرف من زرع الأشواك، الأشواك المحبوكة على صليب الجباه التي لا تؤمن إلا بالوطن وارتفعت إلى السماء والمنافي.

شام هي شام العراقة ومهد الحضارة وأنثى العطاء، شام كانت حنونة على العاصي وقوية مثل قاسيون وتركت كفها بردى لأبنائها، ولكنها خرجت مثل اغنية عتيقة على دروب حلب، وأصبحت حكاية شعبية في قدودها، وصارت نسيا منسيا بعد أن هزوا جذع نخلتها وجعلوها حبلى بالأوجاع.

ايوب كان قد سلك طريق اللجوء الطويل وكان حمّال تنهدات الأسى، بعد أن سحبها من شفاه شام القرمزية، ايوب صبر الفتى الفلسطيني لفتاته ولفُتاته الذي أضحى اشلاءً بعد أن وجد في شام شظاياه.

بقي ايوب مغلوب على وطنه وبقيت شام حكاية شرقية داخل إطار في متحف الأمم”.

وكانت كلمة لدار الدندشي – ناشرون موزعون تحدث باسمها جاسم دندشي ومما قاله:

الرحيل سر غامض ومبهم لا احد يعلم الاجابة.
‎لجوء – ستان: ما الفرق بين السفر والتهجير القسري عبر بوابات تم فتحها لك بعدما كانت موصدة بوجهك ولكن اليوم كل شيء متاح لك كي تغادر ارض الطفولة والاجداد.

لجوء – ستان: معادلة صعبة الحل وكيف تفهم اسرار اللعبة السياسية كي تبقى رقماً مشرداً على ضفاف لا حدود لها او ربّ لقمة سائغة للبحر عبر قارب صغير بلا حلم وهدية لامواجه قبل الوصول إلى مكان او لمساحة اصغر من احلامك او ربما خيمة لها عنوان بلغة رب لا تعرف ترجمة حروفها بعدما أسقطوك من حساب الانسانية.

‎لجوء – ستان: وهنا الواقع المرير ان تلك الرواية الهدِّية التي صاغها الكاتب والروائي مراد سارة مع الأديبة سهاد الدندشي التي استطاعت ان تحمل معها ذاكرة وطنية الى بلاد الثلج وان تبدأ الحكاية  بسلبنا قرار الحياة في البقاء في حيز التاريخ الذي كان يداعبنا ونبقى على وعد ان الخير والحب والسلام قادم الى ربوع بلادنا لا محالة.

لجوء – ستان: رواية ورسالة وصرخة وجع تنكأ جراح المعذبين في الارض وان الحبر الذي كتبت فيه مغموس من بعض دم الناس الطيبين الذين قتلوا بمضادات لكل قيم الانسانية.

وحول فكرة مشاركة الروائي سارة الكتابة في “لجوء ستان” قالت الدندشي ان الفكرة بدأت عندما كانت تكتب قصص لجوء سورية وفي اثناء حديثها معه اقترح عليها هو الذي خبر تجربة اللجوء بكل تفاصيلها دمج قصصها مع تجارب قصص ايوب ،ايوب الذي يمثل الشعب الفلسطيني بوجعه وصبره ومعاناته، فأحبت الفكرة وأعادت الكتابة من جديد والتي أثمرت هذا النتاج الادبي الفريد.

هذا وتضمن التوقيع شهادات وكلمات لكتّاب وادباء من خارج مونتريال وهم: ايمان العمري، مرام ابو النادي، عنان محروس، فتحية دبش، زياد الجيوسي والكاتب والروائي شريك الدندشي مراد سارة الذي تحدث عن الموت، الامم الضائعة بين الهواجس والواقع، عن الارض، الحب، الفقر، عن الشعوب التي تعيش الامل، الشباب الذي يشتكي الحسرة، عن وجع امهات واباء واطفال يعيشون الحسرة، وعن نزوحه تحدث ولجوئه، عن البطل ايوب ،وعن الموت الذي يصفعه دون ان يأخذ روحه منه، وعن وعن… خاتما بالقول: “لم يبق لي الا اللجوء الى الله متوقفا عند المرأة الهاربة الى كندا ودون ان يسميها، المرأة التي كانت تحسد العصافير على حريتها وها هي اليوم تعيش سجنا من نوع أخر.” ليعود وينهي: “انا شريك سهاد في كتابة القصة “لجوء ستان” اللجوء هو قدر، تتكرر المأساة ويتسع المخيم ويكبر الوجع لكن بيوتنا لم تكبر ابدا، آملا ان تكون الرسالة قد وصلت وتنال الرواية اعجاب الجميع.”

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى