غسان البراكس: الصليب الأحمر الكندي يدعم بقوة نظيره اللبناني
كتبت كوليت ضرغام
أعلن وزير التنمية الدولية في الحكومة الكندية الاتحادية أحمد حسين عن تمديد المهلة لمطابقة الحكومة الكندية تبرعات الأفراد من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية في لبنان، لغاية يوم الأحد المقبل 17 تشرين الثاني /نوفمبر الجاري.
وكانت أعلنت أوتاوا عن مطابقة كل تبرع يقدمه الكنديون لكل من منظمة الصليب الأحمر الكندي ومنظمة ’’التحالف الإنساني‘‘ في الفترة الواقعة بين 24 أيلول /سبتمبر و3 تشرين الثاني /نوفمبر 2024، بحد أقصى يصل إلى 3 ملايين دولار لكل منظمة، يعني كل دولار يتبرع به الفرد تطابقه الحكومة الكندية بدولار ايضا.
الجدير بالذكر أن التمويل الذي ستقدّمه أوتاوا للصليب الأحمر الكندي و’’التحالف الإنساني‘‘ سيُقتطع من مبلغ الـ10 ملايين دولار من المساعدات الإنسانية للمدنيين في لبنان التي أعلن عنها الوزير حسين في 28 أيلول /سبتمبر الفائت. وسيتمّ توزيع الـ4 ملايين دولار المتبقية بالتساوي بين المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي التابعيْن للأمم المتحدة.
يقول نائب مدير التمويل في منظمة الصليب الأحمر الكندي غسان البراكس في مقاطعة كيبيك، إنه حتى تاريخ يوم إحياء ’’الذكرى‘‘ في الحادي عشر من الشهر الجاري، استطاعت المنظمة الكندية جمع مليون دولار، هذا فقط من الأفراد وهي الأموال التي ستطابقها الحكومة الكندية.
هذا ولا يأمل المتحدث في الوصول إلى الحد الأقصى على هذا المستوى قبل المهلة المحددة، علما أن هناك مساعدات وتبرعات أخرى لصندوق دعم لبنان في المنظمة الكندية الانسانية على مستوى المؤسسات التجارية وغيرها من أشكال التبرعات التي لا تطابقها الحكومة الكندية.
اتفاقية ثنائية
يشرح البراكس أن اتفاقية ثنائية أبرمت عام 2015 وتم تجديدها في الربيع الماضي (2024)، بين الصليب الأحمر الكندي ونظيره اللبناني وهي تعدد أولويات يلتزم بها الفريق الكندي.
’’توفر المنظمة الكندية بموجب الاتفاقية المساعدة على مستوى سيارات الإسعاف والمستوصفات النقالة وبنك الدم وتعزيز القدرات البشرية‘‘. ’’هذه الاحتياجات، يقول غسان البراكس، تضاعف الطلب عليها مع تصاعد وتيرة المواجهات بين إسرائيل وتنظيم ’’حزب الله‘‘ اللبناني منذ شهر أيلول /سبتمبر الماضي‘‘. وتسفر الغارات الإسرائيلية المتواصلة على لبنان عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين وعن دمار واسع في الممتلكات ونزوح أكثر من 1,2 مليون نسمة عن ديارهم .
يضيف البراكس: ’’ نشاهد العمل الميداني المذهل للصليب الأحمر اللبناني. هذا الأخير يوفر الكسوة والغذاء للنازحين والطبابة والعلاج للجرحى والمصابين والأدوية للمرضى والمسنين. مما يخفف كثيرا من الأعباء الملقاة على كاهل المستشفيات اللبنانية التي لا تملك الإمكانيات اللازمة لتغطية كل تلك الاحتياجات التي تشهد وتيرة تصاعدية يوما بعد يوم‘‘.
يشير المتحدث اللبناني الأصل إلى أنه ليس فرع الصليب الأحمر الكندي وحده الذي يوفر المساعدات للبنان فحسب، بل إن كافة فروع الصليب الأحمر في نحو 191 دولة حول العالم تساهم أيضا بجهودها من أجل مساعدة لبنان في محنته الحالية.
يؤكد غسان البراكس بأن مساعدات الصليب الأحمر الكندي لن تقتصر على المليون دولار الذي تم جمعها منذ نهاية سبتمبر الماضي، بل يضاف إليها مساعدات أخرى لدعم عمل الصليب الأحمر اللبناني على الأرض.
يقول المتحدث: ’’تدير وحدات من الاختصاصيين في الصليب الأحمر اللبناني بين 5 إلى ثمانية مستشفى جوال في لبنان. تستقبل هذه الوحدات وتعاين أكثر من 120 مريضا يوميا على مدار السنة. ومع تفاقم الصراع اليوم بين ’’حزب الله‘‘ وإسرائيل تتضاعف الأعداد وتكبر الحاجة الملحة إلى المزيد من الدعم والتعزيز للقدرات الفنية والطبية والبشرية واللوجستية داخل المنظمة الإنسانية اللبنانية الدولية‘‘.
’’إدارة الصليب الأحمر الكندي دعمت منذ البداية تخصيص صندوق للبنان‘‘
يسرد غسان البراكس أنه نجح بمساعدة قدامى الصليب الأحمر اللبناني الذين يعيشون في كندا بإقناع الإدارة بوجوب إنشاء صندوق دعم خاص بلبنان. وفعلا تبلورت هذه الفكرة عام 2018 لتكرّس في شكل فعلي بعد ثورة 2019 في لبنان وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية واستفحال الأزمة الاقتصادية والمالية.صور محفورة في الذاكرة
إبان حرب تموز 2006، كان غسان البراكس في بداية مسيرته المهنية بعد نيله بكالوريوس العلوم في هندسة استخراج المعادن من جامعة لافال في مدينة كيبيك. وقد وجد نفسه بشكل لاشعوري يطرق باب المنظمة الدولية من أجل التطوع للمساعدة في إجلاء الرعايا الكنديين من لبنان. وفي العام 2011، سيتخلى براكس عن مسيرته الأولى ويبيع شركته التجارية اليافعة لأجل حلم إنساني وجد ملامحه في طفولته في لبنان.
بعدما أثبت الشاب الطموح قدراته كمتطوع، اختارت منظمة الصليب الأحمر الكندي غسان البراكس لمنصب مرموق سيوفر له، كما يقول، التواصل الدائم مع جذوره وهويته الأم وأهله وأحبته في لبنان.
تلك الصور المحفورة في الذاكرة ليست وحدها الحافز الذي جعل غسان البراكس ينضوي تحت لواء المنظمة الإنسانية الدولية. يقول: ’’صحيح أنني قدمت إلى كندا في العقد الأول من العمر ولكن لبنان هو بالنسبة لي العمود الفقري الذي من دونه يهتز وجودي ويهوي. إن فقدت هذا التوازن فكيف لي أن أعرف من أنا؟ كيف لي أن أعيد بناء جذوري وتوريثها لأولادي وأحفادي. إذا أردت الانفصال عن هويتي اللبنانية فأنا أفقد جزءا كبيرا من هويتي كفرد‘‘.
راديو كندا