أخبار لبنان

باسيل جدد رفض الفتنة والعزل: نحن مع وقف النار ولسنا حلفاء حزب الله في بناء الدولة لكننا معه في مواجهة إسرائيل

قال رئيس التيار “الوطني الحر”  النائب جبران باسيل: “يفرحني ألا تنتصر اسرائيل على لبنان أو تحتله، وطبعا نحن مع المقاومة في منعها من احتلال البلاد، ولكن مهما حصل لن يعيد قوة الردع لصالح لبنان إذ إن هذه القوة لم تستطع أن تمنع تدمير لبنان وتهجير شعبه.  اعتقدنا بقدرة معينة لمحور المقاومة ولم تظهر حتى الان مع العلم أنه تجد أسلحة وقدرات لم تستعمل حتى الان من قبل هذا المحور، وأرى أن هناك تعمدا لعدم اظهارها بهدف عدم اصابة لبنان بالأذية خصوصا في البنى التحتية”، لافتا الى ان “الفارق بين لبنان واسرائيل أنها حين تقرّر أن تسدد ضربة لهدف معين تستطيع تدميره”.

وفي مقابلة مع الإعلامي سامي كليب على قناة “الغد”، كرر باسيل موقفه من وحدة الساحات قائلاً: “أنا ضدها ولا ارى مصلحة للبنان منها، بل العكس سنتضرر من هذه المعادلة. ولا يمكن للبنان أن يستعيد معادلة الردع لأن حزب الله بنى قدرته القتالية مع الوقت وفي ظل ظروف كثيرة، أكان عن طريق الإمداد مرورا بالعراق وسوريا وصولا الى لبنان، فهل يمكن أن تتكون هذه الظروف داخليا وخارجيا مرة أخرى؟”.

وأشار الى أنه “يطرح تساؤلاً في هذا الشأن، والى أن هناك نقاشاً في الولايات المتحدة واسرائيل حول إمكانية إدخال روسيا على خط وصول الاسلحة الى حزب الله”، ورأى أن “ما يهمنا هو الشق الداخلي في الموضوع، فهل سيكون هناك قبول لبناني لنكرر التجربة مرة أخرى وندخل في حرب مجدداً؟”، واعلن أنه “في الداخل اللبناني فقد حزب الله مشروعيته الشعبية بقدرته على حماية لبنان، أما الدفاع فهو يقوم به اليوم بشكل جيد”.

وقال:”الحرب الحالية هي حرب اسرائيلية جديدة على لبنان تختلف ظروفها عن السابق ويدخل فيها العنصر الايراني بقوة أكثر من قبل، وبالتالي اسرائيل تريد القضاء على حزب الله وقدرة المقاومة لديه كما تريد ضرب الطائفة الشيعية وعزلها عن بقية اللبنانيين. وأنا اقول إن ال1701 كافٍ لحل يتضمن وقف الأعمال القتالية ووقفا دائما  لإطلاق النار، وأنا مع وقف فوري لاطلاق النار وهذا لا اعني به الاستسلام أو المس بالسيادة اللبنانية والاعتداء على لبنان”، مشددا على أن “الحل يجب ألا يتضمن تفويضاً بوصاية إسرائيلية أمنية لأن ذلك سيكون كارثة”.

وجدد التأكيد أن “استراتيجية وحدة الساحات فشلت وأثبتت عدم كفاءتها، والدليل أن ايران لم تضع معادلة ضرب اسرائيل مقابل ضرب لبنان”، ولفت إلى أنها “تضع مصالحها وأمنها القومي على مصلحة أخرى، في حين أن من وضع معادلة ضرب المدني مقابل المدني أو المبنى مقابل المبنى هو حزب الله ولم يستطع تطبيقه”، وأوضح أنه “مخطئ من يظن أن ايران تتخلى عن حزب الله وهو لا يزال خطاً أحمر لديها، ولكن المهم ما هي قدرتها على القيام  بذلك وهي طبعا لا ترغب بأن يحصل ما يحصل اليوم لأنها استثمرت في “حزب الله”.

وقال:”عمليا ايران لم تترجم وحدة الساحات، وقد زارني عدد من الموفدين الايرانيين وطبعا كانت رسالتهم هي أن أتروى لأن حزب الله سيربح الحرب وأنا أتفهمها، ومن الطبيعي أن أكون مع انتصار حزب الله ولكن هذا اعطاني فرصة للتعبير عن رأيي في ما أراه أنه لا يصب في مصلحة لبنان”، واشار الى ان “الاغلبية الساحقة تعتبر أن حزب الله مسؤول عن جلب الحرب على لبنان، وأنا قلت للسيد حسن نصرالله يجب ألا يدخل حزب الله في الحرب لأنه سيعتبر في حال هجوم، وسيخسر إحتضان الناس وتضامنهم في حين أنه يجب أن يكون في حالة دفاع”.

وتعليقا على كلام وزير الحرب الاسرائيلي الذي أكد أن “اسرائيل لن توقف الحرب على لبنان حتى تحقيق أهدافها”، رأى أن ” أي رهان على وقف قريب لاطلاق النار في لبنان هو خطأ، وكل الأوراق التي تصل الى قيادة حزب الله ورئيس مجلس النواب نبيه بري تتضمن سيناريو غزة نفسه”، وأشار إلى أنه “الآن أصبح هناك اسرائيل أخرى مستعدة لدفع كلفة باهظة لتحفظ وجودها وكيانها، والرهان بأن تقف الحرب هو تلاعب من بنيامين نتانياهو  بالرئيس الأميركي السابق جو بايدن وبالادارة الاميركية”، واعرب عن اعتقاده أنه “وبمجرد أن دخل نتنياهو الحرب البرية في لبنان،  فإنه ارتكب خطأ استراتيجياً كبيراً وشعر بفائض قوة سيدفع ثمنه والنتيجة اليوم أنه لم يستطع احتلال اراضٍ في لبنان”.

وأكد أن “الفساد الموجود اليوم قضم مؤسسات الدولة وتبيّن في الحرب الأخيرة أنه نخر المقاومة لأن الخروقات الأمنية التي حصلت لم تحصل فقط بالتكنولوجيا”، قائلا:”من يستلمون البلد يريدون أن يكملوا بالطريقة نفسها”.

وعن اداء رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي في الحرب، قال:”لا أشك أن أولويتهم وقف الحرب، وبري لديه القدرة على الصمود وطبعا هو لا يرغب في انهاء حياته السياسية بالتسليم لاسرائيل باحتلال الارض وانتهاك السيادة، بينما رئيس الحكومة (الله يعينوا) ولا يجب طلب منه شيئا لا يستطيع القيام به”، لافتا الى أن “قدرة ميقاتي مختلفة عن بري وبالقدرة التي لديه (يعطيه العافية) لما يقوم به ولكن لا يجب أن نطلب منه أكثر”.

وردا على سؤال عن ايمانه بتغير ترامب: “لست مؤمناً بشيء، فعندما يكون هناك مصالح دولة كبرى لا أراهن على أي شيء خصوصا أنه وفي آخر يوم من عهد ترامب فرضت عليّ العقوبات”، وذكّر بأن “السبب الأساسي لما أصاب عهد الرئيس ميشال عون هو 17 تشرين وقبلها الحصار الذي حصل على لبنان منذ العام 2017 وأدى الى الانهيار الاقتصادي، من هنا لا وجوب لسبب لأن أؤمن بتغير ترامب”، ولفت في المقابل الى أنه “راسل الرئيس الاميركي الجديد قبل أن ينتخب رئيساً لأنني لاحظت أن الادارة الديموقراطية الجديدة بخلافها الكبير مع نتانياهو لم تستطع أن تضع له حداً بأي شيء”.

اضاف: “بينما ترامب بحسب ما ظهر هو شخص عملي ويهمه القيام بحل وواضح أنه ليس مع الحروب أو مع أن تصرف الولايات المتحدة أموالها في أوكرانيا أو في تمويل أوروبا وحروب الناتو، ولا أن يقوم بتزويد حكومة متطرفين باسرائيل للقيام بحروب وبالتالي هو يريد الحل”، لافتا الى ان”ترامب التزم أنه سيوقف الدمار وعذاب اللبنانيين ، وأنه سيقوم بحل دائم ويحافظ على ميزة لبنان بالشراكة بين اللبنانيين وهذا اساس وجودنا”، مشيراً إلى أن ذلك “وعد انتخابي ولم اقل أنني أصدقه ولكن علينا التجربة”.

وقال:”الصراع العربي الاسرائيلي لن ينتهي من دون وجود دولة فلسطينية ونتانياهو لن يستطيع الوصول الى السلام بفرضه بالقوة. لدينا حقوق لدى إسرائيل وأنا مع سلام عادل وشامل في المنطقة وليس هناك من حل بلا لبنان وسوريا، والموقف اللبناني الرسمي هو مبادرة السلام العربية لكنني مع سلام نرد فيه الحقوق ولا سلام بلا دولة فلسطينية”، ولفت إلى أن “حرب غزة أظهرت أن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يركع، وأنها أظهرت التعاطف لدى الشباب العربي”.

وتطرق الى موضوع وثيقة التفاهم مع “حزب الله” وأكد أنها “لا تتضمن لا تحرير فلسطين ولا تحرير القدس أو حتى استراتيجية هجومية”، وأوضح انه “في عز خلافنا مع حزب الله على بناء الدولة وعلى الشراكة وعلى وحدة الساحات، كان موقفي واضحاً بأنه اذا اعتدت علينا اسرائيل أنا مع المقاومة ومع حزب الله ومع لبنان ضد اسرائيل. وأنا اتفاهم مع حزب الله بوثيقة سقط الكثير من بنودها بعدم التنفيذ ولكن لا تزال صالحة لتُعتمد اذا أكد حزب الله بعد الحرب أنه سيعتمد الدولة والشراكة والاستراتيجية الدفاعية، إذا انا لست حليفاً لحزب الله في بناء الدولة وبموضوع الشراكة بالشكل الذي يتصرف به ولكن طبعاً انا حليف اي لبناني ضد اسرائيل فكيف اذا كان حزب الله الذي يقاتل ويبذل دماً”.

ورداً على سؤال عن فرضية تبني باسيل خطاب القوات أشار الى أنه “إذا كان موقف القوات بأن ننتخب رئيساً للجمهورية وندعو الى عقد جلسة لمجلس النواب من دون الشيعة ورئيس المجلس، فأنا لا يمكن أن أكون مع لبنان من دون الشيعة. وبقدر ما أدافع عن حقوق المسيحيين أدافع عن حقوق أي طائفة عندما يريد أحد عزلها، أكانت سنية أو شيعية أو أيا تكن. وعندما قلت لرئيس حزب القوات سمير جعجع أنا مع طموحه ولست مع مشاريعه كنت أقصد هذه المشاريع المجنونة التي لا تأخذنا الا الى حرب داخلية وأنا طبعا لست معها”، وأكد أنه “لم يغير بموقفه ليكون التحق بخطاب فريق آخر”، وقال: “نحن من نعبر عن السيادة والحرية والفارق أننا لم نعطِ حزب الله الشرعية، فالقوات تحالفت في العام 2005 معهم في الانتخابات والحكومة، وفي العام 1990 القوات دخلت الى حكومة أعطت شرعية لحزب الله وبالتالي نحن عندما وصلنا كان حزب الله حصل على شرعيته بالحكومات وشعبياً”.

ورأى أن “كلام جعجع عن عقد جلسة من دون الشيعة لم يكن (زلة لسان)، بل اعتقاد واهم أنه سيكون هناك نتائج للحرب تسمح له بالقيام بذلك”،  وأمل أن “يتبدد هذا الاعتقاد لنعيش كلنا على ارض الواقع ونفكر كيف سنخلص البلد وننتخب رئيسا ونضع استراتيجية دفاعية، لأننا لا نستطيع أن نفرط بعناصر قوة للدولة”، وأوضح  أن “السلاح الذي اؤيد أن يكون بقيادة الدولة لا يمكن نرميه هباءً”، لافتا الى ان “العالم اليوم يهتم بنا بسبب وجود هذا السلاح”، مؤكدا أنه “قلق من فتنة داخلية وهذا مشروع اسرائيلي ترجمته اسرائيل باستهداف الشيعة وتعمدت تهجيرهم وهي تحرض على مشاكل بين اللبنانيين، وأي تضييق لعزلهم سيؤدي الى إشكال داخلي”.

وفي ملف التمديد لقائد الجيش أكد باسيل أنه “ضد التمديد وضد وصوله إلى الرئاسة حرصاً على الجيش لأنه لا بد من حمايته من السياسة”، مشيراً إلى أنه “يمكن لقائد الجيش أن يخرج من الجيش ويعمل للرئاسة وبالتمديد يضرب هرمية الجيش وحق الضباط بالوصول”.

وختم قائلا:”ان تنظيم قمة الرياض أمر جيد بمشاركة إيران، ومع وجود إجماع على حل الدولتين وإصدار بند حول حماية لبنان وهذا يضع السعودية في الصدارة العربية”، لافتا إلى أن “طبيعتنا أن نكون كلبنانيين جسر تواصل”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى