فنانة فلسطينية من غزة تمزج الجمال بالألم في لوحات مستوحاة من فن الباليه
تبرز لوحات الفنانة التشكيلية الفلسطينية عبير جبريل ذات الألوان الغامقة راقصات باليه مكبلات بأسلاك شائكة أو يرقصن على صخور أو يواجهن متاريس، في مسعاها لتصوير واقع المرأة بقطاع غزة الذي تصفه بأنه “قنبلة موقوتة”، بحسب تحقيق لـ”رويترز” من غزة.
وتأمل الفنانة الفلسطينية أن “تلفت لوحاتها إلى مشاكل النساء الاجتماعية والسياسية في غزة التي يعيش فيها مليونان من الفلسطينيين والتي دمرتها الحروب والقيود الاقتصادية”.
وقالت عبير إن أعمالها “تصور القيود التي تواجهها النساء داخل الأسرة وفي المجتمع بالقطاع الذي تحكمه حركة حماس الإسلامية منذ العام 2007”.
وأضافت الفنانة التي استوحت الفكرة من فنان المدرسة الانطباعية الفرنسي إدغار ديغا إن “راقصة الباليه تصور المرأة مخلوقا جميلا حرا وقويا ونشيطا”.
وقالت عبير (53 عاما) لـ”رويترز” في بيتها في مدينة غزة: “سبب ميولي الى راقصة الباليه اني اراها أيقونة جمال وقوة لذلك اخترتها لتكون بطلة أعمالي”.
وأضافت وهي تجلس أمام عدد من لوحاتها: “تظهر المرأة احاسيسها وحاجاتها”.
وتصور إحدى اللوحات راقصة قدماها مقيدتان بأسلاك شائكة. وتبرز لوحة أخرى راقصة تخطو فوق الصخور بينما تلف ثالثة جسدها حول قنبلة.
وفي إشارة إلى الاسرائيليين الذين يفرضون قيودا حدودية مشددة على غزة لأسباب أمنية، قالت عبير: “الرجل والمرأة يعيشان في القيد تحت الاحتلال”.
وولفتت الى أن لوحاتها “تلقي الضوء على معاناة المرأة من الهيمنة الذكورية وعدم إعطائها الحق في التعبير عن رأيها في القضايا المهمة”.
وأضافت: “الرجل ايضا يعيش في قنبلة موقوتة في غزة، فأتوقع غزة أشبه بقنبلة كبيرة موقوتة”.
وقالت إنها تستوحي الأفكار للوحاتها من حركات راقصات الباليه العالميات وحركات ابنتها مايا ذات الأحد عشر ربيعا التي ترقص الباليه.
وقد عرضت لوحات عبير، التي تستخدم سكاكين الرسم، في صالات عرض في بعض الدول الأوروبية والعربية.
وقالت عن المعارض الخارجية التي شاركت فيها “اشعر بحسرة عندما تعرض لوحتي في الخارج وأتمنى ان ان اكون معها”.