.tie-icon-fire { display:none; }
أخبار لبنان

الراعي من بعبدا: لا خوف من ان ينطلق لبنان مجددا في ظل حكومة أعضاؤها ممتازون وعلى الإعلاميين المساعدة في اظهار وجهه الإيجابي

اكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، انه ليس لديه خوف “من ان ينطلق لبنان الى الامام من جديد في ظل وجود حكومة أعضاؤها ممتازون ومعروفون”، متحدثا عن “شرط أساسي بألا يتعاطى السياسيون بشأن الحكومة والوزراء والعدالة، وألا تتعاطى الطوائف بشأن العدالة والحكومة”.

وشدد الراعي على “وجوب صدور قانون يسمح للبناني المهاجر بالمشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة”، مؤكدا “انا لبناني مؤمن بان للبنان سيادة واستقلالا وكرامة يجب احترامها”، لافتا الى ان “ما يقال على وسائل التواصل الاجتماعي لا يغير من قناعاتي”.

كلام البطريرك الراعي جاء في خلال زيارته رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا قبل ظهر اليوم، وبحث معه في آخر التطورات على الساحة الداخلية في ضوء تشكيل الحكومة ونيلها الثقة في المجلس النيابي”.

بعد اللقاء صرح البطريرك الراعي للصحافيين فقال: “تشرفت بزيارة فخامة رئيس الجمهورية كي اهنئه وجميع اللبنانيين بالحكومة الجديدة لانها تولد املا ورجاء لديهم بعدما عاناه البلد وعانيناه جميعا من دون وجود حكومة. لقد كان هذا السبب الأساس للزيارة وتناولنا كل القضايا المعيشية والمادية وقضايا البرادات ومواسم التفاح، بالإضافة الى الأمور التربوية والمدارس وأوضاع الأهالي والمعلمين، فضلا عن الأمور التي يعاني منها المواطنون، كالمحروقات لا سيما البنزين والمازوت. تطرقنا الى هذه القضايا التي يعيشها أيضا رئيس الجمهورية. ولدينا الامل انه في ظل وجود حكومة أعضاؤها ممتازون ومعروفون لا خوف من ان ينطلق لبنان الى الامام من جديد ويعيد الحياة الطبيعية الاقتصادية والمالية والتجارية والمعيشية والأمنية”.

أضاف: “لكن يبقى هناك شرط أساسي بألا يتعاطى السياسيون بشأن الحكومة والوزراء والعدالة، وألا تتعاطى الطوائف بشأن العدالة والحكومة. نحن في بلد يفصل بين الدين والدولة من جهة وبين السلطات. لا يمكننا المضي قدما وكل واحد يتعاطى بشيء لا يعنيه. فليعمل كل واحد مكانه، ليكن فصل السلطات فصل السلطات وفصل الدين عن الدولة فصلا للدين عن الدولة. ومعنى ذلك اننا كرجال دين نتعاطى بالقضايا المبدئية، الشؤون التي تتعلق بالانسان من حقوقه الى خير المجتمع والوطن لكننا لا ندخل في الأمور الضيقة لا بالتعيينات ولا بغيرها من الأمور على سبيل المثال لا الحصر”.

وتابع: “وهذا ينطبق أيضا على السياسيين الذين عليهم التعاطي بالشؤون السياسية، فلا علاقة لهم بالإدارة او الوزارة او القضاء. وما يجعلنا نتراجع في لبنان وما يجعل الحكومة غير قادرة على المضي قدما وكذلك المجلس النيابي والعدالة كما الامن، هو تلك التدخلات المتداخلة بعضها ببعض”.

واكد أن “هذه هي امنياتنا وساعتئذ يمكننا ان نحلم بوجود دولة لا دول، دولة مركزية تفرض هيبتها وامنها وبامكانها مساعدة جميع المواطنين كي يحترمها كل الدول، من الدول العربية التي ننتمي اليها الى الاسرة الدولية، وذلك كبلد يتمتع بسيادته واستقلاله وله امنه وجيشه وكرامته ومؤسساته الدستورية ويتمتع بفصل بين السلطات يشهد له العالم اجمع”.

وشدد البطريرك الراعي على انه “على الإعلاميين ألا ينشروا الغسيل امام الجميع، ذلك ان هناك نواقص أينما كان”، وقال: “فلنأخذ القضايا الإيجابية ونضيء عليها وهناك الكثير من الإيجابيات لدى الشعب اللبناني، اضيئوا على الإيجابيات التي يتمتع بها اللبنانيون في الخارج، لا سيما أولئك الذين يبرعون. نحن في حالة مرض هل اقتل نفسي لذلك؟ علي ان اهتم لاشفى من المرض، وعلى الإعلاميين المساعدة في اظهار وجه لبنان الإيجابي لا سيما وان الإيجابيات تفوق السلبيات لدينا”.

وسئل عن البيان الوزاري وما يمكن ان تحققه الحكومة، فأجاب: “ليس المطلوب ان أوافق او لا أوافق، فالبيان الوزاري حمل عناوين تشكل خطة عمل الحكومة، ونحن نعطي الثقة الكاملة للسلطة المسؤولة، وما يعنينا ان يكون العمل لخدمة الوطن كل الوطن، كل اللبنانيين، الانسان اللبناني وكرامته وحقوقه وعيش هذا الوطن بكرامة واستقلالية وسيادة وحرية القرار. هذا ما نكرره باستمرار”.

وعن الانتخابات النيابية ومحاولة الغاء حق اقتراع المغتربين، قال: “يشارك المواطنون في دول كثيرة بالانتخابات حيث هم وقد جرى ذلك في لبنان. ويبقى للمجلس النيابي ان ينظم القانون كي يستطيع الشعب اللبناني المنتشر في العالم ممارسة حقوقه خاصة وان لديه الجنسية اللبنانية. هل نقول له خذ الجنسية اللبنانية وحافظ على وطنيتك ولبنانيتك وهو لا يتمتع بالحق في ان يشارك في الانتخابات؟ يجب ان يصدر قانون يسمح للبناني المهاجر بالمشاركة في الانتخابات. وعما اذا كان النواب من الداخل او الخارج فان هذا الامر مرتبط بكيفية صدور القانون. لقد سمعت الكثير من المهاجرين يقولون انه اذا كان عليهم انتخاب ستة نواب من كل العالم، فكيف لهم معرفة بعضهم، ولماذا لا ينتخبون من لبنان خصوصا وانهم يعرفون المرشحين؟ ان هذا ما يقولونه، ولكن ماذا يقرر المجلس النيابي فليكن”.

وعن انتقاد ما جاء في عظته عن صهاريج النفط التي وصلت الى لبنان، قال: “اننا معتادون على التسامح والغفران، الا ان ذلك لا يغير من قناعاتي، لقد تحدثت عن السيادة اللبنانية وقلت ان ذلك غير مسموح لانه اذ ذاك لا تعود هناك من حدود بين لبنان ودولة أخرى وهي سوريا، ومن غير المسموح ان تدخل صهاريج مازوت تحت السلطة امنية للجيش السوري وحزب الله. لقد اسميت ذلك انتقاصا للسيادة وللكرامة اللبنانية، ولا يعود هناك اعتبار للبنان، وهذا غير مقبول ولا استطيع ان اقبله. ان ما يقولونه على مواقع التواصل الاجتماعي وما لا يقولونه لا يغير من قناعاتي، انا لبناني مؤمن بان للبنان سيادة واستقلالا وكرامة يجب احترامها. وهذا ما أطالب به باستمرار مهما قيل وكتب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى