بلغت الزيادة في استهلاك الزيوت النباتية 20 ضعفا، خلال القرن الـ20، بسبب توفرها، وكثرة التوصيات باستهلاكها بدعوى المساعدة في خفض الكوليسترول في الدم، حسب دراسة نُشرت عام 2017.
ولكن “الالتهاب المُزمن الناتج عن زيادة نسب أحماض أوميغا 6 عن أحماض أوميغا 3 الدهنية في هذه الزيوت التي تُستهلك بكميات كبيرة وتُعدّ سببا للعديد من الأمراض الشائعة” جعل تريستا ك. بيست، اختصاصية التغذية المعتمدة، لا تتردد في التوصية بالابتعاد عن الزيوت الضارة بالصحة، خصوصا تلك الغنية بالأحماض الدهنية أوميغا 6 (حمض اللينوليك) المُسببة للالتهاب، وتنصح بمحاولة استخدام زيت الزيتون الغني بمضادات الأكسدة والفيتامينات.
وأظهرت أبحاث امتدت على مدى 28 عاما أن نصف ملعقة كبيرة من زيت الزيتون في الوجبات اليومية قد تساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وتقلل خطر الوفاة المبكرة بنسبة 34%، وفقا لما ذكرته صحيفة “نيويورك بوست”.
كما نصحت بيست باستخدام السمن الطبيعي المصنوع من حليب الأبقار، وهو نوع من الزبدة المُصّفاة تحتوي على بروتينات ألبان (لاكتوز) أقل من الزبدة العادية، ويمكن استخدامه بدلا منها، بعد أن أظهرت دراسة أجريت عام 2018 أن “نسبة الدهون في الدم لدى من يستخدمون السمن كانت أفضل، بسبب انخفاض مستوى الكوليسترول الضار، وارتفاع مستوى الكوليسترول الجيد”.
لذا، ينصح الخبراء باستخدام زيت الزيتون والسمن الطبيعي في الطهي، والابتعاد قدر الإمكان عن الزيوت الآتية:
زيت دوّار الشمس الأعلى سُميّة بين الزيوت
يقول جاي كوين إن “زيت دوار الشمس غير صحي لأنه يحتوي على مستويات عالية من أحماض أوميغا 6 الدهنية التي قد تسبّب زيادتها التهابا في الجسم، يؤدي إلى مشاكل صحية، كأمراض القلب والسرطان”، مستندا في ذلك إلى بحث نُشر في عام 2017.
سبب آخر يجعل زيت دوّار الشمس غير صحي، وفق إحدى الدراسات التي وجدت أنه عند تسخينه بدرجات حرارة تبلغ 356 درجة فهرنهايت (180 درجة مئوية) بشكل متكرر يُطلق أكبر كمية من “الألدهيدات” في أبخرة الطهي، مقارنة بالزيوت النباتية الأخرى، (الألدهيدات مركبات سامّة يمكنها إتلاف الحمض النووي والخلايا، فتسهم في حالات مثل أمراض القلب وألزهايمر).
زيت الذرة ليس صحيا كما يُعتقد
هذا الزيت الرخيص نسبيا يتكون من 57% أحماض أوميغا 6 الدهنية، و29% من أحماض أوميغا 3 الدهنية، بالإضافة إلى الدهون المشبعة وأوميغا 9 التي تشكل الباقي، ويتمتع بنقطة احتراق عالية تجعله خيارا شائعا لقلي الأطعمة، تعدّه الدكتورة بيست “أحد أكثر الزيوت التي تتسبب في هذا الخلل في أحماض أوميغا 3، وأوميغا 6 الدهنية”.
كذلك، يُشير خبير التغذية جاي كوين إلى أن “زيت الذرة ليس صحيا كما يعتقد الناس”، وأوضح أنه “مملوء بالأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة، مثل أوميغا 6، التي يمكن أن تسبب الالتهابات وتلف الكبد”.
ونصح عند شراء زيوت الطهي “بتذكر أهمية الحاجة إلى التوازن بين دهون أوميغا 3 و6 في نظامنا الغذائي، لأن استهلاك كميات غير متناسبة من أي منهما يمكن أن يُخلّ بنظامنا الصحي”.
زيت الصويا يحتاج إلى الحد منه
يحتل زيت الصويا المركز الأول في الإنتاج العالمي للزيوت النباتية، لكن جاي كوين يوصي بالحدّ منه، باعتباره “كالعديد من الزيوت النباتية، يُكرّر بدرجة عالية، ويمر بعملية مكثفة تشمل العديد من المواد الكيميائية لاستخراجه من حبوب الصويا، وتحويله إلى زيت”.
وعملية الإنتاج هذه تجعله أكثر عرضة للتأكسد، و”عندما يكون لدينا كثير من المركبات المؤكسدة في أجسامنا فإننا نعرض أنفسنا للإصابة بأمراض مثل القلب والسكري 2، ومتلازمة التمثيل الغذائي”.
زيت النخيل يجب شطبه من زيوت الطهي
رغم أن زيت النخيل يحتل المرتبة الثانية في الإنتاج العالمي للزيوت النباتية، فإن استخدامه “يثير حالة من الجدل بين من يعدّونه غنيا بفيتامين إيه (A)، ومن يرون أنه يمثل خطورة كبيرة على الصحة، وخصوصا في ما يتعلق بالإصابة بالسرطان”.
وينصح خبير التغذية مايكل غاريكو “بشطب زيت النخيل من قائمة زيوت الطهي”. ويعتقد الخبراء أن “زيت النخيل، عند تسخينه إلى درجة حرارة كبيرة قد يؤدي إلى السرطان وأمراض الدورة الدموية والقلب والسكري”، بالإضافة إلى أن محتواه من الأحماض الدهنية المشبعة بالهيدروجين المرتفع نسبيا “قد يؤدي إلى سوء حالة دهون الدم، وتكلُّس الأوعية الدموية”، وفقا لموقع “دويتشه فيله” (DW).
ورغم ذلك، فإن مصانع المواد الغذائية تستخدمه -كونه مادة رخيصة- على نطاق واسع في صناعة منتجات كثيرة تملأ أرفف المتاجر، أشهرها “النوتيلا”.
زيت جوز الهند.. هالة صحية خادعة
رغم الهالة الصحية الشائعة حول زيت جوز الهند، فإنه قد لا يرقى إلى مستوى هذه الضجة، كما يقول الخبير مايكل غاريكو مُعللا ذلك بأنه “غني بالأحماض الدهنية المتوسطة السلسلة، التي يصعب على الجسم تحويلها إلى دهون مُخَزّنة”، مُستندا إلى دراسة نُشرت عام 2020، وأشارت إلى أن “زيت جوز الهند قد يعزز مستويات الكوليسترول الضار، ويُصبح سيئا للقلب”.
الزيوت المهدرجة في الأطعمة المصنّعة
الزيوت المهدرجة جزئيا (الدهون المتحولة) الموجودة في الأطعمة المصنّعة، كالمخبوزات والفطائر والبسكويت والكعك المُحلى، والسمن النباتي، والبيتزا والعجائن المُجمدة، والبطاطس المقلية، والدجاج المقلي، وكريمة القهوة النباتية، وقوالب الزبد الصناعي (المارغرين)، وغيرها من الأطعمة القابلة للدهن “تُعدّ مصدرا رئيسا للدهون غير المشبعة الخطرة في النظام الغذائي”، كما يقول غاريكو.
فقد ذكرت جمعية القلب الأميركية (AHA) أن الدهون المتحولة عن طريق إضافة الهيدروجين إلى الزيوت النباتية السائلة بغرض تجميدها “ترفع من مستويات الكوليسترول الضار (LDL)، وتخفض مستويات الكوليسترول الجيد (HDL)، وتزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية”.
خليط الزيوت النباتية يسبب التهابا مروّعا
تخبرنا آفا روكويل، مؤسِّسة كلية الطب الشمولي بفلوريدا، أن “أي خليط من الزيوت، كزيت الذرة والكانولا وفول الصويا، على سبيل المثال، يؤدي إلى التهاب مروّع، ويُعدّ سببا حقيقيا لأمراض القلب”.