جاليات

مسودة اتفاقية تعاون بين تجمّع الصناعيين في البقاع وغرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية برعاية نادي زحلة مونتريال

في إطار تعزيز التعاون بين الانتشار اللبناني في كندا والقطاع الصناعي في لبنان، رعى نادي زحلة -مونتريال اللقاء الحواري المميز ،الذي دعا اليه  وجمع حوله رئيس غرفة التجارة اللبنانية الكندية بسام طوشان وعضو الغرفة انطوان طيار مع رجل الاعمال اللبناني الزحلي نقولا ابو فيصل والوفد المرافق له ،بحضور رئيس النادي شارل ابو خاطر،نائبي الرئيس جو اوبا واوغست خوري وامين السر ايلي سكاف ورئيس النادي السابق طوني جحا واعضاء ،رئيس الغرفة السابق شارل ابو خالد،وعدد من ابناء الجالية اللبنانية الزحلية.

وهدف اللقاء، الذي أُقيم في دارة النادي في مونتريال، إلى بناء جسور دعم متينة بين الطاقات الزحلية في الانتشار والمشاريع الصناعية الواعدة في لبنان، لا سيما في ظل الأزمات الاقتصادية الراهنة التي يمر بها الوطن. وقد تم خلال اللقاء إعداد مسودة اتفاقية تعاون بين الطرفين، برعاية نادي زحلة – مونتريال، على أمل أن تُدرس وتُوقَّع رسميًا في وقت لاحق، بما يعزّز الشراكة ويُفعّل الدور الاغترابي في دعم الاقتصاد اللبناني.

ابو خاطر

بداية القى ابو خاطر كلمة رحّب فيها بالحضور متوقفا عند أهمية هذا اللقاء الذي يرعاه نادي زحلة مونتريال والذي من شأنه ان يعزز روابط التعاون بين أبناء الانتشار والمؤسسات الإنتاجية في الوطن الأم، ويفتح آفاقًا جديدة لدعم الصناعة اللبنانية من خلال شراكات استراتيجية مع الجالية الزحلية الناشطة في كندا ومما قاله في كلمته:”

تغرّبنا ام اجتمعنا فما يجمعنا محبة واحدة ،محبة لبنان، ذاك الوطن الذي حملناه معنا في حقائب العمر، وحملناه في قلوبنا حيثما حللنا حتى اننا بتنا نلوّن أيّامنا بألوان علمه: الأحمر، الأبيض، والأخضر، نبحث عن لبنان المغترب، لنقف إلى جانبه، نسانده، ندعمه، ليصل ويزدهر. ففي مقاطعة كيبيك وحدها، هناك أكثر من 200 ألف لبناني ناجحين في كل المجالات: في السياسة، الزراعة، الصناعة، التربية، الصحة، الاقتصاد، والتنمية. ومن بين أجمل النماذج التي نفتخر بها، السيد أنطوان طيار، الموجود بيننا اليوم، عضو بلدية مون رويال، والمكرّم بميدالية ملكية من الملك تشارلز. نموذج مشرّف يعكس قدراتنا وإنجازاتنا.

وتابع يقول :”هنا نُسلّط الضوء على أهمية الشراكة مع غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية، التي تأسست عام 1989، واحتضنت تحت مظلّتها العديد من الشركات اللبنانية الناشئة والمتنوعة. فكانت مرآة للنجاح والتطور، وخلقت منصّات تعاون، مؤتمرات، لقاءات تواصل، وورش عمل فتحت الأبواب أمام رجال الأعمال والشباب على حدّ سواء، وساعدتهم في رسم طريقهم نحو النجاح. ولا يسعنا إلا أن نُشيد بالأستاذ بسّام طوشان ، الخبير في مجال الاستثمارات،الذي ومن شدة محبته للبنان، يساهم في استيراد النبيذ اللبناني إلى كندا، إيماناً منه بجودته وتميّزه.

وتوجه الى ابو فيصل بالقول:” نشتاق إليك… غيابك غالٍ علينا. في كل مرة تأتي، تأتي ومعك نسيم لبنان، وخصوصاً نسيم زحلتنا الغالية. لا أعرف كيف أُعرّف بك وبـ “تجمع الصناعيين في البقاع” سوى بأنك رجل ناجح، مميّز في بلد متروك، صاحب رؤية اقتصادية وإنمائية بعيدة المدى في منطقة غالباً ما أُهملت من الخطط الكبرى، لكنك اخترت أن تبدأ منها.

انا أقولها بكل فخر: أنت سفير بلا سفارة. لأنك حيثما حللت، تنشر وتدعم الاقتصاد اللبناني، وتحمل اسم لبنان الصناعي في كل العالم. تجمع الصناعيين في البقاع يشبه كثيراً طريقة عمل غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية، إذ يحمل القانون نفسه والهدف: دعم الصناعة اللبنانية وتوسيع حضورها العالمي.

منذ استلمت الرئاسة، رفعت اسم لبنان عالياً، وأسّست لمصانع ناجحة تعمل وفق المعايير الدولية. واليوم، أكثر من 65% من مصنّعي لبنان هم تحت جناح هذا التجمّع. والسبب؟ لأنهم نجحوا بلا تسييس، لا يُباعون لفريق، ولا يقتربون من أحد على حساب آخر. مسافة واحدة من الجميع، وهمّهم الوحيد هو مصلحة المؤسسات والمصانع.

أما نادي زحلة مونتريال، فلم يكن يوماً مجرد نادٍ اجتماعي، بل نشأ بهدف بناء جسر تواصل فعّال بين زحلة وكندا ،هذا النادي الذي تميز مذ نشأته بالتركيز على الإنماء وخاصة التطور المستدام لمدينة زحلة. فنحن لم ولن يهدأ لنا بال ما دام أهلنا في لبنان يعانون. فكرنا كثيراً، وساعدنا كثيراً، ولا حاجة لعدّ الإنجازات، فقد جاوز 19 عاماً من العمل المستمر في خدمة أهلنا.

وختم متوجها بالشكر للمؤسسين متوقفا عند الانجازات التي حققها الرئس السلف طوني جحا الذي عمل وبكل قوته لمساعدة زحلة واهلها مع فريق متجانس شكّل بأعضائه نواة خلية دائمة للدعم والمساندة طوال مدة رئاسته ، حيث أوصلوا النادي لما هو عليه. وها نحن، بدعم من صناعيين ناجحين مثلكم، نعيد الروح إلى أرضنا، نعيد الأمل لشبابنا، ونفتح أبواب العمل، فلماذا لا؟ خاصة وأن السوق الكندي بدأ يتقبّل البضائع اللبنانية، فلماذا لا نطوّر التعاون ليصل حتى إلى السوق الأميركي؟

وختم بالقول :”طالما أن غرفة التجارة والتجمع الصناعي في أبادي أشخاص ناجحين ونزيهين، وطالما أن هذا البيت يحب أن ينتج ويعطي، أحببنا أن نجمعكم اليوم هنا، في بيتكم، ومكاتبكم، لنناقش معاً مسودة تعاون متبادل، يُبنى على الاحترام والدعم، من أجل مصلحة مشتركة: لبنان، كندا، وزحلة”.

ابو فيصل 

وفي كلمته تحدث ابو فيصل عن انطلاقة جديدة تشهدها مدينة زحلة اليوم ،انطلاقة نحو مستقبل صناعي مشرق، بفضل جهود جماعية تهدف إلى جعلها عاصمة الصناعات الغذائية في لبنان ،مستشهدا بتعاليم السيد المسيح القائل: الحصاد كثير، أما الفعلة فقليلون، وهي دعوة صريحة للعمل والاجتهاد بدل التذمر.”

وأوضح ابو فيصل أن 80% من الكوادر البشرية في المكاتب والإدارات هم من أبناء زحلة والمناطق المحيطة بها، مثل ريّاق، شتورة، تربل، وكفرزبد، مشددًا على التزام الجيل الزحلاوي بتحقيق التغيير الإيجابي.

وفي حديثه عن الرواتب وفرص العمل، أشار إلى أن من يمتلك الكفاءة العالية يستحق أجرًا عاليًا، قائلاً: “لا يمكن المقارنة بين رواتب الداخل والخارج دون النظر إلى كلفة المعيشة. في كندا وفرنسا، الإيجارات وحدها تفوق 1500 دولار شهريًا، وهذا ما يحفّزنا على تطوير بيئتنا المحلية لاحتضان طاقاتنا”،داعياً  إلى تفعيل مبادرات إسكانية لتأمين مساكن للموظفين، تواكب المشاريع الصناعية الجديدة، مؤكداً أن زحلة لن تكون إلا عاصمة للصناعة، وخصوصًا الصناعة الغذائية.

وأضاف: “لطالما قيل إن زحلة عاصمة الصناعات الغذائية، وكان البعض يعتبرها مجرد كليشيه، ولكننا نعمل لتحويل هذا الشعار إلى حقيقة”، مؤكدًا أن جائحة كورونا لم توقف عجلة التطوير، بل زادت من عزيمة القائمين على النهوض ،مشددا على أهمية بناء جسور تعاون مع الانتشار اللبناني في كندا، أميركا، أستراليا، فرنسا، والبرازيل، والاستفادة من الجيلين الثاني والثالث من المغتربين الذين ما زالوا يحملون انتماءهم للوطن الأم.

واستعرض ابو فيصل تفاصيل الجولة الأخيرة التي قام بها في بعلبك، حيث اطلع على مصانع ضخمة، واستثمارات كبيرة ،مؤكدا أن التجمع الصناعي في البقاع بدأ منذ سبعينيات القرن الماضي، واليوم يتم تثبيت قواعده بجدية، مشددًا على ان : “زحلة ستبقى العاصمة، ولا مجال للنقاش في هذا الأمر”،لافتا الى ان العديد من الصناعيين مستعدون لضمان عقود تصدير من خلال شراكات موثوقة مع مستثمرين في الخارج، قائلًا: “بمبالغ بسيطة، يمكن تحقيق أرباح كبيرة عند تصدير المنتجات اللبنانية عالية الجودة، ولا سيما النبيذ، المنتجات المجمدة، والمواد الغذائية”.

هذا ،وأشار إلى أهمية التنسيق بين اللبنانيين في دول الانتشار والداخل، مشيدًا بالتعاون مع القنصليات والمجالس الاقتصادية، مستعرضا تجارب ناجحة في تنظيم معارض كبرى جمعت بين شركات لبنانية ومغتربين، وحققت اتفاقات تعاون صناعي وتجاري فعّالة ، “هدفنا الأساس هو الشفافية والعمل الجاد، بعيدًا عن الشعبوية، كي نبني مستقبلًا اقتصاديًا حقيقيًا لأبناء زحلة ولبنان.” مشددا على “اننا لا نحلم فقط، بل نملك رؤية واضحة، وهناك جيل جديد يحمل هذه الرؤية بجرأة وطموح، ومنهم بناتي وبناتكم”.

واعرب ابو فيصل عن اعجابه بنادي زحلة-مونتريال الذي يعمل بتجر من اجل مدينته والذي عمل على تحقيق هذه المبادرة الرائعة التي ستجمع غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية معه وبالتالي مع تجمّع صناعيي البقاع،هذه المبادرة التي وبالتأكيد سيكون لها اليد الطولى بتعزيز التعاون الصناعي فيما بين البلدين متوقفا عند الحضور النسائي المتزايد في الهيئات الصناعية خصوصا بعد ان  تم تعيين ست نساء في مجلس إدارة تجمع الصناعيين، بينهن محاميات، مديرات مكاتب، وعضوات في لجان متخصصة ما يشير الى  تحوّل حقيقي في العقلية الصناعية، خصوصًا في بيئة زحلية كانت تعتبر حتى وقت قريب “مجتمعًا ذكوريًا”

في ختام كلمته ،اكد  ابو فيصل على أهمية تنظيم زيارات ميدانية إلى المصانع اللبنانية أو لقاءات عبر Zoom لربط المنتشرين مباشرةً بالصناعيين لافتا الى  أن “هذا اللقاء ليس عابرًا، بل هو نقطة تحول. نحن نكتب تاريخًا جديدًا للعلاقة بين الصناعة اللبنانية والانتشار، وقد بدأنا بالفعل مرحلة ما قبل وما بعد هذا الحدث.”

وكانت مداخلة لطوشان تطرق خلالها إلى التحديات الاقتصادية التي تمر بها الصناعة اللبنانية، خاصة لناحية تقلّبات سعر الصرف، مشددًا على أهمية التفكير المشترك في حلول عملية تتيح للشركات اللبنانية الإنتاج والتصدير رغم الظروف الصعبة. موضحا أن دعم المنتشرين لهذه الشركات، عبر شراكات مدروسة، يمكن أن يُحدث فرقًا نوعيًا.

وفي النقاش تطرق المجتمعون الى طرح العديد من الحلول العملية، وتم الاتفاق على دراسة مسودة تعاون بين غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية برئاسة بسام طوشان ،وتجمع الصناعيين في البقاع برئاسة نقولا ابو فيصل تهدف الى تطوير التعاون المشترك بين القطاع الصناعي في منطقة البقاع وبين المؤسسات الكندية ،على أن يتم إبرام الاتفاقية قريبًا فور الانتهاء من مراجعتها من قبل الطرفين.

وكانت الكلمة الاخيرة لابي فيصل جاء فيها :”هذا الموضوع يتطلّب جهداً حقيقياً. فلنبتعد عن الحلول التقليدية، ولننظر إلى المستقبل بعين التجدّد. نحن على استعداد للعمل والتعاون، والبحث معاً في سُبل التكامل بيننا. أنتم الأدرى بالسوق وواقع التحديات، ويمكنكم دراسة الأمور بعمق. ونحن بدورنا على أتمّ الجهوزية لمدّ يد التعاون، لكننا بحاجة لتحديد نقطة الانطلاق والطريق الأمثل للسير فيه.”

وفي الختام  قدم نادي  ابو فيصل شهادتي تقدير لكل من رئيس نادي زحلة مونتريال شارل ابو خاطر ورئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية بسام طوشان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى