ثقافة وفنون

الميلاد حول العالم

كتب سامي خليفة:

تتزامن فترة الأعياد مع عمليات الإغلاق في جميع أنحاء أوروبا. ويسيطر الشعور وكأن عيد الميلاد قد أُلغي. يُطلب من الإيطاليين عدم الإحتفال على منحدرات التزلج، والعديد من الأسواق الألمانية الخاصة بالميلاد لن تُقام، كما مرت عملية تشغيل الأضواء في لندن دون ضجة. والمؤسف أن قيود السفر بسبب جائحة كورونا استهدفت الأزواج والعائلات. وفي الوقت الذي لا يعرف فيه البعض متى سيرى أحباءه من جديد، يفرح البعض الآخر متمنيًا حدوث معجزة في فترة أعياد الميلاد ورأس السنة.

حظر الألعاب النارية في هولندا

مع فرض حظر على استخدام الألعاب النارية عشية رأس السنة، تحاول السلطات الهولندية دفع المواطنين لتسليم ألعابهم النارية، والألعاب الأخرى المسببة للضوضاء، وإلا سيتعرضون لغرامة. وجاء في أحد التحذيرات على الموقع الإلكتروني لمدينة أمستردام “ألعاب نارية بالمنزل؟ أحضرها ولا تخاطر بالتعرض لغرامة”.

وحظرت هولندا حيازة وشراء ألعاب نارية واستخدامها اعتبارًا من الأول من ديسمبر/ كانون الأول الجاري. فالألعاب النارية أمر شائع للغاية في هولندا، لكن السلطات تتخوف من أن تكون القفزة السنوية في حالات الإصابة جراء هذه الألعاب، كبيرة للغاية بالنسبة لنظام صحي هو بالفعل يتعرض لضغوط شديدة جراء جائحة كورونا.

قرية سانتا كلوز الفنلندية

تختلف تحضيرات “سانتا كلوز” هذا العام في قريته الفنلندية عن سابقاتها في الأعوام الماضية، بعدما حرمت جائحة كورونا منطقة “لابلاند” النائية، من جزء كبير من السياح الأجانب الذين يفدون في العادة إلى المكان.

وبسبب القيود المتصلة بالجائحة، انحسرت أعداد الزائرين إلى متنزه “قرية سانتا كلوز” الذي يعلن القائمون عليه أنه المقر الرسمي لهذه الشخصية، بصورة كبيرة هذا العام، بعدما كانوا يغرقون المنطقة المكسوة بالثلوج في العادة خلال هذا الشهر. واقتصرت الزيارات على بضع عشرات من الذين بالكاد تجاوز عددهم أعداد الموظفين في المكان.

ونذكر في السياق أن منطقة “لابلاند” الفنلندية التي تشكل “روفانييمي” مركزها السياحي، حققت مستوىً قياسيًا في 2019 بـ  2.9 مليون ليلة فندقية، مواصلة نموها الذي بدأته منذ تحوّلها إلى السياحة في ثمانينات القرن الماضي. وفي هذا العام، تراجعت الأعداد إلى السُدس، وسُجلت أكثرية الزيارات في مطلع 2020 قبيل تفشي الفيروس.

البندقية تتحدى كورونا

بعدما هجرها السياح بسبب جائحة كورونا، قررت مدينة البندقية الإيطالية تحدّي الظروف القاتمة وارتدت أبهى حلة من خلال إنارة أشهر معلمين فيها، وهما ساحة “القديس مرقس” وجسر “ريالتو” فوق القنال الكبير في المدينة الإيطالية، احتفالًا بأعياد نهاية العام.

وفي ساحة القديس مرقس حيث الكنيسة الشهيرة بالإسم عينه، أقام الفنان الإيطالي فابريتسيو بليسي شجرة ميلادية بين عمودين، في موقع كان يشهد تنفيذ الإعدامات حينما كانت البندقية جمهورية مستقلة.

تشديد القيود في ألمانيا

فرضت ألمانيا قيودًا مشددة أمام تسارع الموجة الثانية من وباء كورونا خشية من خروج الفيروس عن السيطرة خلال فترة عيدي الميلاد ورأس السنة. بعدما أعلنت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن المتاجر غير الضرورية والمدارس والحضانات ستغلق أبوابها حتى 10 يناير/ كانون الثاني المقبل.

وحذر لوثار ويلر، رئيس معهد “روبرت كوخ” الصحي، الخميس الماضي من أن “الوضع لا يزال خطر جدًا، بل ازداد سوء منذ الأسبوع الماضي”. ورأى أن الوباء يواصل التفشي لأن السكان لم يحدّوا بما يكفي من تواصلهم الإجتماعي.

ولم تنتظر بعض المناطق قرار الحكومة الفدرالية لتشرع بالإغلاق، مثل ساكسونيا الأكثر تضررًا من الوباء في ألمانيا، حيث دخل إغلاق المدارس والمتاجر حيّز التنفيذ منذ أسبوعين.

ساحة المهد في بيت لحم             

في ساحة المهد زُينت شجرة الميلاد كالمعتاد وأضيئت ككل عام لكن دون زوار ومحتفلين، دون فرق موسيقية وتراتيل ودون آلاف اعتادوا أن يحضروا القداس داخل الكنيسة التي ولد فيها المسيح. وكانت السلطة الفلسطينيّة قد أعلنت الأسبوع الماضي حظر التجول ليلًا وخلال عطلة نهاية الأسبوع لـ14 يومًا بهدف مكافحة انتشار الفيروس المقلق.

تركت جائحة كورونا أثرًا بالغًا على المدينة، ساحة المهد فارغة، المطاعم مغلقة، كذلك محلات بيع التذكارات والسجاد والتحف الفنية المصنوعة يدويًا من خشب الزيتون. الغرف الفندقية فارغة وخسارتها تجازوت الـمئة مليون دولار.

سلالة جديدة في بريطانيا

ألغى رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، التخفيف المخطط له لاحتياطات التعامل مع فيروس كورونا خلال فترة عيد الميلاد، في أجزاء من البلاد، بما فيها العاصمة لندن.

وستعود أجزاء من بريطانيا إلى الإغلاق خلال عيد الميلاد، بعد أن ثبت انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا بسرعة أكبر من سلالات الفيروس السابقة.

وأدت طفرة الفيروس هذه إلى إغلاق حدود العديد من الدول مع المملكة المتحدة قبل أقل من أسبوعين من خروجها من السوق الأوروبية الموحدة، ما أدى إلى حدوث فوضى في الموانئ لاسيما ميناء دوفر، ومخاوف بشأن توريد المنتجات الطازجة مثل الحمضيات والسلَطات خلال أسبوع عيد الميلاد.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أُعلن فيه أن الملكة اليزابيث ستضطر لإلغاء حفلها السنوى لتقديم هدايا عيد الميلاد لأول مرة في عهدها بسبب قيود جائحة كورونا، وأكدت المصادر أن وجبة الغداء السنوية التي تقيمها الملكة يوم الأربعاء قبل عيد الميلاد لعائلتها والتي عادة ما ترى أكثر من 25 من أفراد العائلة المالكة وأطفالهم يجلسون لتناول وجبة غداء كاملة من الديك الرومي، سيتم إلغاؤها هي الأخرى.

حلة الميلاد في بروكلين                                                     

ارتدى حي “دايكر هايتس” في بروكلين حلة الميلاد رغم الأجواء الاستثنائية التي تعيشها نيويورك على غرار مختلف مناطق العالم بسبب جائحة كوفيد-19، التي نغصت على سكان المدينة فرحة العيد. ففي كل عام، تطغى أنوار الميلاد وأجواؤه الإحتفالية على الحي البعيد عن وسط نيويورك والمعروف بوحداته السكنية الإفرادية الكبيرة.

غير أن الوضع هذا العام لا يشبه باقي السنوات، فمع غياب حافلات السياح التي عادة ما تجوب الحي المعروف تاريخياً بطابعه الإيطالي، ستقتصر الزيارات على السكان المحليين مع التزام بتدابير الوقاية من الفيروس.

رسالة عيد الميلاد من داخل الفاتيكان

أعلن الفاتيكان إن البابا فرنسيس سيلقي رسالة عيد الميلاد من داخل الفاتيكان عوضًا عن إلقائها من الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس، وذلك بسبب قيود فيروس كورونا في إيطاليا.

ووفقاً لوكالة “رويترز” للأنباء، فإنه إضافة إلى رسالة عيد الميلاد، سيتم إلقاء خمس خطب من داخل الفاتيكان كان مقررًا إلقاؤها بين 26 ديسمبر/ كانون الأول والسادس من يناير/ كانون الثاني من نافذة في القصر الرسولي بالفاتيكان تطل على ميدان القديس بطرس.

أجواء حزينة في لبنان

أضاءت مدينة بيروت شجرة عيد الميلاد، في احتفال متواضع أُقيم في حي الجميزة قبل أسبوعين على وقع الترانيم الميلادية وأضواء الشموع، وذلك لخلق مساحة أمل وتخفيف التوتر من جراء جائحة كورونا.

وأنشد عدد من الأطفال ترانيم عيد الميلاد، وسط يأس وحزن فرضهما الإنهيار المالي وانفجار المرفأ، إذ تزامن حفل إضاءة شجرة الميلاد مع ذكرى الشهر الرابع للإنفجار الذي أودى في الرابع من أغسطس/ آب الماضي بحياة 200 شخص ودمّر مناطق واسعة من بيروت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى