جاليات

ميشال فاضل من كندا: الموسيقى لا تتوقف عند جيل واحد… وأعد الجالية اللبنانية والعربية في كندا بليلة استثنائية

في قلب المهجر، وبين الحنين والذكريات، يطلّ الملحن وعازف البيانو ميشال فاضل على جمهور مونتريال ليحوّل أمسيته إلى جسر يصل بين لبنان وكندا. موسيقاه هنا ليست مجرد ألحان، بل وطنٌ متنقّل يسكن القلوب، ورسالة حب وأمل يقدّمها الفنان لجالية ما زالت تحمل لبنان في وجدانها رغم المسافات. فالموسيقى التي توحّد القلوب وتستمر مع الأجيال ستزداد غنىً هذا العام، مع مشاركة مواهب شابة من كندا إلى جانبه على المسرح، في إشارة واضحة إلى أن روح الفن لا تعرف حدودًا، بل تكبر وتتجدّد مع الأجيال الجديدة.

ما الذي يمثّله لك هذا الحفل في كندا، خصوصًا مع الجالية اللبنانية والعربية هنا؟

هذا الحفل بالنسبة إليّ هو أكثر من مجرّد أمسية موسيقية، هو لقاء عاطفي مع الجالية اللبنانية والعربية التي هي دائمًا في قلبي، وسأحمل لها قطعة من لبنان في هذه الأمسية . الموسيقى بالنسبة لي جسر يربطنا بالوطن، ويعيد إلينا ذكرياتنا المشتركة، أفراحنا وحنيننا. أن ألتقي بجمهور كندي عربي يعشق الموسيقى هو فرصة لأقول لهم: أنتم لستم بعيدين، فالوطن يسكن فينا أينما كنّا، وأنا سعيد جدًا أن أقدّم لهم هذا الحفل في مونتريال .

كيف حضّرت لبرنامج الحفل؟ وهل خصّصت مقطوعات معيّنة لتناسب الجمهور الكندي/المغترب؟

حضّرت برنامج الحفل انطلاقًا من قناعتي إن الجمهور المغترب بحاجة أن يلاقي قطعة من ذاكرته ومن وطنه. اخترت مجموعة من المقطوعات التي تحمل هذا الحنين، من التراث اللبناني والعربي مثل وديع الصافي، زكي ناصيف،السيدة  فيروز وكبار عمالقة الفن. وفي الوقت عينه، أحببت أن أقدم شيئاً يلمس كل الحضور، سواء كانوا لبنانيين، عرب، أو حتى كنديين يرغبون في  اكتشاف موسيقتنا.

ما الذي يميّز هذا الحفل عن حفلاتك السابقة في لبنان أو العالم العربي؟

هذا الحفل يختلف عن أي حفل قدّمته من قبل لأنّه يحمل بُعداً وجدانياً خاصاً، انها المرة الأولى لي في كندا حيث يعيش الجمهور بعيداً عن وطنه، ويحمل معه شغفاً زائداً وحنيناً مضاعفاً. لذلك فالحفل في مونتريال ليس مجرد موسيقى، بل هو مساحة لقاء واحتفال بالهوية والانتماء. إضافةً إلى ذلك، البرنامج تم تصميمه ليجمع بين الروح الشرقية التي تقرّبنا من تراثنا، وبين لمسات عالمية تليق بجمهور كندا المتنوع.

– إلى أي مدى ترى أنّ الموسيقى لغة توحّد الثقافات، وكيف تنقل روح لبنان من خلالها؟
أنا أؤمن أنّ الموسيقى لغة عالمية لا تحتاج إلى ترجمة، فهي قادرة على أن تلامس أي إنسان مهما كان انتماؤه أو ثقافته. من خلالها نستطيع أن نلتقي عند نقطة مشتركة، بعيدًا عن الحدود والاختلافات. أمّا روح لبنان فهي حاضرة دائمًا في ألحاني وتوزيعاتي: فيها الفرح والحنين، وفيها الغنى بالتنوّع. أحاول أن أقدّم من خلالها صورة لبنان الذي نحبّه: بلد الثقافة والجمال والإنسانية. بالنسبة لي، الموسيقى ليست وسيلة ترفيه فقط، بل وسيلة لنقل هوية ورسالة، وللتأكيد أن لبنان موجود أينما وُجد جمهوره. وهذا جزء أساسي من هويتي الموسيقية. فأنا أؤمن أنّ الموسيقى تتجدّد وتزدهر عندما تلتقي الحضارات، لذلك أحب دائمًا أن أمزج بين الروح الشرقية الغنية بالإحساس والتقاليد، وبين الأسلوب الغربي الذي يمنحها أبعادًا جديدة في التوزيع والآلات.

-وهل سنشهد في الحفل تجارب مزج بين الموسيقى الشرقية والغربية كما اعتدنا منك؟
بالتأكيد. في حفل مونتريال سيستمع الجمهور إلى مقطوعات شرقية مطعّمة بروح عالمية، إلى جانب توزيعات حديثة تعكس لقاء الشرق والغرب. الهدف أن نخلق تجربة موسيقية تلامس المستمع أيًّا كان انتماؤه، وتؤكد أن الموسيقى لغة مشتركة توحّدنا جميعًا. برأيي، دور الموسيقى اليوم أساسي أكثر من أي وقت مضى. ففي ظلّ الأزمات والضغوطات التي يعيشها لبنان والعالم العربي، تصبح الموسيقى ملجأ نفسيًا وروحيًا، مساحة أمل وفرح، وأحيانًا وسيلة مقاومة في وجه الإحباط. هي قادرة على أن تجمع الناس حول مشاعر مشتركة، وتذكّرنا دائمًا أنّ الفن يوحّد ويمنح طاقة إيجابية

-ما الرسالة التي تودّ أن تتركها من خلال هذا الحفل للجمهور اللبناني والعربي في المهجر؟
من خلال حفلاتي، أسعى دائمًا إلى أن أقدّم لحظات “تنفّس” وسط كل الصعوبات، لنؤمن مجددًا أنّ الجمال لا يزال موجودًا فينا وحولنا. رسالتي بسيطة: أنتم لستم بعيدين عن وطنكم، فالموسيقى قادرة أن تحمل إليكم نبض لبنان أينما كنتم. أريد أن يشعر كل شخص أنّ هذا الحفل ليس مجرد أمسية فنية، بل لقاء وجداني مع الجذور والذكريات، ومع المستقبل الذي نستحقّه جميعًا. فالموسيقى بالنسبة لي وسيلة لأقول للجمهور اللبناني والعربي في المهجر: أنتم جزء حيّ من هويتنا وثقافتنا، وأنتم الجسر الذي يربطنا بالعالم.

– اخترت أن يشاركك في الحفل بعض الأصوات الشابة من مونتريال… ما الذي جذبك إلى هذه المواهب، وكيف ترى حضورها إلى جانبك على المسرح؟
من خلال هذا الحفل، أطمح أن أترك في قلب كل مستمع لحظة صدق وحنين وأمل. أنا مؤمن دائمًا بأن المستقبل هو للأصوات الشابة. ما جذبني إلى هذه المواهب ليس فقط جمال أصواتها، بل أيضًا صدقها وشغفها الكبير بالموسيقى. وجودهم معي على المسرح ليس مجرد إضافة شكلية، بل قيمة حقيقية تمنح العرض روحًا جديدة، وتعبّر عن فكرة الاستمرارية: أن الموسيقى لا تتوقف عند جيل واحد، بل تكبر وتزدهر مع الأجيال. بالنسبة إليّ، مشاركتهم هي رسالة أمل لكل شاب وصبية يمتلكون موهبة، أن بالإصرار والشغف يمكن أن يصلوا ويقفوا على أكبر المسارح.

– شاركت في افتتاح مهرجان التجمّع السينمائي، واليوم تقدّم حفلك الكبير. ماذا تقول للجالية اللبنانية والعربية التي تنتظرك؟
يشرفني أنني كنت جزءًا من افتتاح مهرجان التجمّع السينمائي أمس، وأن ألتقي اليوم بالجالية اللبنانية والعربية في هذا الحفل الكبير. أشعر بحماس كبير للقاء كل من دعموني ووقفوا إلى جانبي دائمًا. حضوركم وتشجيعكم هما مصدر سعادتي وإلهامي، وأعدكم بأمسية موسيقية مليئة بالفرح واللحظات الجميلة التي توحّدنا وتعيد البسمة إلى قلوبنا رغم كل الصعوبات.

يذكر ان حفل الليلة من تنظيم .JPAL Productions inc لصاحبها Tarek-Gabriel Sikias،وسيتم الاحتفال هذه الليلة 2 اوكتوبر 2025 في تمام الساعة الثامنة  في   centre pierre peladeau – Uqam, salle pierre mercure  Street West.

اما لمن فاته الحجز فيمكنك الضغط على الرابط هنا 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى