بعد استحواذ الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على تويتر، بات مديرا لثلاث شركات عملاقة المد بجانب شركات أخرى أقل وزنا في السوق العالمية، كما أنه يدير أكثر من 30 ألف موظف في مختلف أعماله حول العالم.
إيلون ماسك.. الإدارة المهووسة
إذا نظرنا إلى الوراء في عام 2022، ظهر إيلون ماسك كقائد رئيسي للإدارة المهووسة.. إذ اشترى Twitter في أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي عن طريق تحميل شركة التواصل الاجتماعي بكمية هائلة من الديون.
بعد أيام من عملية الشراء، قضى على نصف الموظفين، وأهلك أقساما بأكملها لخفض التكاليف؛ وتم تسريح العمال بسرعة كبيرة لدرجة أن الشركة اضطرت إلى التراجع ومطالبة بعض العمال بالعودة.
وقد طُلب من الذين بقوا، أن يلتزموا كتابيا بمكان عمل “صعب” أو يستقيلوا؛ فيما قال ماسك في رسالة بريد إلكتروني إلى الموظفين: “سيعني هذا، العمل لساعات طويلة بكثافة عالية”.
الآن، هناك تقارير تفيد بأن الشركة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقراً لها قد جلبت أسرّة للموظفين؛ كما تلقت إدارة فحص المباني بالمدينة الشكوى التالية: “مرحبًا، تم تحويل العديد من المكاتب في Twitter على ما يبدو إلى غرف نزل للعمال للعيش فيها”.
قال باتريك هانان، مدير الاتصالات في سان فرانسيسكو، إن المدينة تحقق في جميع الشكاوى للتأكد من استخدام المباني على النحو المنشود.. “هناك متطلبات مختلفة لقانون البناء للمباني السكنية، عن تلك المستخدمة كمكاتب”.
حتى إذا لم يكن هناك انتهاك للقانون، فإن إضافة الأسرة هي ضغط ضمني للإرهاق.. من جانبه، هاجم ماسك إدارة ولاية سان فرانسيسكو عبر تويتر، وكتب: “تهاجم مدينة سان فرانسيسكو الشركات التي توفر أسرة للموظفين المتعبين”.
نظرية الإدارة لـ”إيلون ماسك”
يتبع ماسك نظرية الإدارة القائلة، بأن راتبك من المفترض أن يشتري التزامك بجعل وظيفتك على رأس أولوياتك.. انسى عائلتك وحياتك الشخصية وحتى النوم.
عندما أرسل ماسك إنذاره إلى الموظفين عبر البريد الإلكتروني، لإبلاغهم بالشروط الصارمة للعمل، قال: “فقط الأداء الاستثنائي سيشكل درجة النجاح”.
وبينما ترى الصحيفة نقلا عن طبيب نفسي، قوله، إن لا أحد يستطيع العمل بهذه الطريقة لفترة طويلة.. فإن صحة العاملين ستتضرر.
وقال الطبيب للصحيفة: “الموظفون الذين يعانون بشكل متكرر من الإرهاق في العمل هم أكثر عرضة بنسبة 23% لزيارة غرفة الطوارئ.. إنهم على الأرجح سيبحثون عن وظيفة أخرى بثلاث مرات تقريبا”.
وفي مايو/أيار الماضي، أشاد الملياردير الأمريكي، بالعمال الصينيين في تصريحات، منوها بموهبتهم وأخلاقياتهم في العمل، بينما انتقد بعض أفراد القوة العاملة الأميركية.
وقال ماسك لصحيفة “فايننشال تايمز”: “هناك الكثير من الموهوبين الفائقين الذين يعملون بجد في الصين يؤمنون بقوة بالتصنيع.. في أمريكا، يحاول الناس تجنب الذهاب إلى العمل على الإطلاق”.
حكايات إيلون ماسك في شركة تسلا
وتمتلك شركة تسلا بالفعل مصنعا رئيسيا واحدا في شنغهاي، وقد أشارت الشركة في وقت سابق من هذا الشهر إلى أنها تخطط لبناء منشأة ثانية في المنطقة.
وعندما كانت “تسلا” تكافح من أجل زيادة إنتاج سيارتها السيدان من الطراز (3) في عام 2018، قال ماسك لشبكة “سي بي إس” إنه بدأ “ينام على أرضية المصنع” لأنه كان يفتقر إلى الوقت للعودة إلى المنزل.
وبينما تراهن شركة تسلا بشدة على الصين لتلبية الطلب على سياراتها، اشتبكت الشركة مع العمال والمدافعين عن العمل في الولايات المتحدة.
والعام الجاري، رفعت ولاية كاليفورنيا دعوى ضد تسلا بسبب مزاعم بالتحيز العنصري والتمييز المزعوم في أحد مصانعها داخل الدولة.. وفي مارس/آذار الماضي، أكد ماسك أن عمال الشركة يتلقون معاملة جيدة ويتلقون تعويضات.
